تربية وطفولة

اللعب خبز الطفولة...لكن لكل من مراحلها ألعابها
إعداد: ماري الأشقر
إختصاصية في علم النفس

إن الأطفال ميّالون إلى اللعب بالفطرة. فهم يجدون فيه المتعة والبهجة والفرح، إضافة إلى كونه وسيلة ارتباط بالآخرين. لذا، يجب إحاطة الطفل منذ نعومة أظفاره بالألعاب والأشياء التي تتناسب وطاقاته، فلكل عمر ألعابه الخاصة به، والتي تساهم في نمو سليم على الصعيدين العاطفي والإجتماعي.

 

منذ الولادة وحتى عمر الثلاثة أشهر
في هذه المرحلة، يحبّ الطفل سماع الأصوات والموسيقى، كما تجذبه الحركات والألوان والضوء، ويرتاح للشعور الذي يخلّفه الاهتزاز. نصيحتي إليك سيدتي، أن تنشدي لطفلك بعض الأغاني المخصّصة لسنّه خلال إطعامه أو عند وضعه في سريره.

 

من الشهر الثالث إلى الشهر السادس
مع نموّ الطفل، يزداد اهتمامه باللعب، فهو الآن يحب أن يضع في فمه كل ما تقع عليه يداه، لذلك يحاول دائمًا الإمساك بالأشياء المحيطة. وهو أيضًا يحب المخالطة واهتمام الآخرين به، فتجدينه يبتسم للجميع صغارًا وكبارًا. وما عليك إلا وضعه في عربة يستمتع فيها بهزّ نفسه، والتنزّه به كي يكتشف العالم وينظر بفرح إلى المحيطين به. في هذه المرحلة، يحب الطفل أيضًا أن يستلقي عاريًا على غطاء ليشعر بجسمه الذي ما زال يجهله. تحدّثي معه وأضحكيه، واحرصي على تدليكه بلطف ومداعبته. دعيه يمسك الخشخيشة (hochet) بيده فهي تحدث ضجّة يحبها.

 

من الشهر السادس إلى الشهر التاسع
لدى طفلك الآن أسنان... وهو بات يستمتع بالقبض على الأشياء والعضّ عليها. إنه يحاول اكتشاف ألعابه البلاستيكية، لذلك ترينه يلتقطها ويعضّ عليها بأسنانه الأولى، أو يحرّك تلك التي تحدث ضجيجًا. في هذه المرحلة، يحب طفلك أيضًا الجلوس بمساعدة أو من دونها، كما يحب اللعب مستخدمًا جسمه. فهو يهوى النظر إلى نفسه في المرآة، ويحب اللعب بقدميه وهو مستلقٍ على ظهره. إلعبي معه ودحرجي له طابة. إحمليه من تحت ذراعيه كي يتّخذ وضع الوقوف على الساقين. ناوليه لعبة أو شيئًا ثم خذيه منه.

 

من الشهر التاسع إلى عمر السنة
يحاول طفلك التنقل عن طريق الزحف أو الحبو، ثم يحاول الوقوف في اعتدال وتحسين دقة حركاته. يغادر «البارك» للانطلاق- تحت مراقبة شخص بالغ- لاكتشاف المنزل. في هذه المرحلة يصبح طفلك قادرًا على تصنيف الأشياء ذات الصلة، والبحث عن شيء مخبّأ، بالإضافة إلى تقليد البالغين. يمكنه خلال هذه الفترة، اللعب ببعض الأدوات المنزلية غير المؤذية من ملاعق خشبية أو أوانٍ بلاستيكية. ترينه الآن يميل لسماع الأغاني البسيطة وتكديس مكعبين أو ثلاثة والعبث بكتب مجلدة بالكرتون.
يرتكز دورك هنا على تكرار المقاطع اللفظية التي ينطق بها، والتقاط الأشياء التي أسقطها، والتصفيق له حين ينجز عملًا بنجاح. عوّديه على تبادل التحية والسلام بالكلام والمصافحة اليدوية. إزحفي وراءه بهدف التقاطه... فباللعب يكتشف الطفل ويتعلّم ويكبر وينمّي قدراته خصوصًا القدرات الحسيّة- الحركيّة.