العوافي يا وطن

اللواء الثالث
إعداد: باسكال معوض بو مارون - ماري الحصري

العميد الركن محمد الحجار
قمنا بدورنا الطبيعي دفاعياً وأمنياً وإنسانياً

في ثكنة محمد زغيب - صيدا، نلتقي العميد الركن محمد صبحي الحجار قائد اللواء الثالث، ومعه نستعيد محطات عايشتها قطع اللواء خلال عدوان تموز الماضي، ونستعرض مهامه الحالية التي تستمد خصوصيتها في مجال حفظ الأمن من وجود مخيمي عين الحلوة والمية ومية في قطاع انتشاره.    

 

جاهزون للتصدي
يقول العميد الركن الحجار:
كما هو معلوم مهامنا الأساسية، التصدي لأي اعتداء قد يقوم به العدو الإسرئيلي، وحفظ الأمن مع التشديد على حفظ أمن المخيمين الفلسطينيين الموجودين في قطاعنا (عين الحلوة والمية ومية)، إلى مكافحة التهريب البري والبحري والجوي للاشخاص والأسلحة والبضائع. كما أننا نتابع الدور الخدماتي والإنساني والإنمائي الذي يمارسه الجيش في كل المناطق اللبنانية، وخصوصاً المناطق التي تحتاجه أكثر من سواها.
وإذ يستذكر العميد الركن الحجار الوضع الذي عاشه لبنان وخصوصاً الجنوب منذ عام تحت وطاة العدوان الاسرائيلي يقول:
تعرضت مراكزنا المنتشرة في القطاع للاعتداءات، فقد قصف الطيران المعادي جسر الاولي وجسر الحسبة ومركز تلة مار الياس، وقد أصيب بنتيجة هذه الاعتداءات التي تصدينا لها بامكاناتنا المتوافرة، عدد من العسكريين، كما أصاب الضرر منشآتنا وعتادنا.
وأضاف: في تلك الفترة قمنا بدورنا الطبيعي، دفاعياً وأمنياً وإنسانياً. وبذلنا كل ما في وسعنا للتخفيف من وطأة المعاناة التي سببها العدوان.
لقد كان لنا دور في أعمال الإنقاذ والإغاثة ومساعدة النازحين وإيصال المؤن والمستلزمات الحياتية اليهم، وتأمين احتياجاتهم.
وبعد انتهاء العدوان عملنا على المساهمة في إزالة آثاره. أما عمليات إطفاء الحرائق والتشجير وتأمين حماية المهرجانات والاحتفالات، فهي في جدول أعمالنا اليومي، كما بقية قطع الجيش.

 

خصوصية أمنية
مما لا شك فيه ان لمهمة حفظ الأمن في هذا القطاع خصوصيتها بسبب وجود مخيم عين الحلوة الذي شهد الكثير من التوترات، إضافة إلى مخيم المية ومية، هذا ما يشير اليه قائد اللواء، مؤكداً أن كل التدابير اللازمة متخذة لمواجهة أي طارئ في هذا المجال.
ويضيف: بتاريخ 29 كانون الثاني كلّف اللواء الثالث الانتشار داخل حي التعمير على حدود مخيم عين الحلوة لحفظ الأمن وتوقيف المخالفين، إلاّ أنه وفي أثناء الانتشار تعرّضت المراكز الجديدة لإطلاق نار كثيف من قبل عناصر مسلحين حيث ردّ الجيش على مصادر النيران واشتبك مع المسلحين، ونتج عن ذلك إصابة عسكريين بجروح طفيفة، لكن الجيش نفّذ المهمة الموكلة إليه.
وفي الثالث من تموز الماضي، وبينما المعارك الحامية تدور في نهر البارد، استهدف عناصر مسلّحون من داخل المخيم، وبشكل مفاجئ مراكز اللواء المحيطة بالمخيم برشقات نارية غزيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وبقذائف صاروخية ورمانات يدوية، محاولين اقتحام هذه المراكز في حي التعمير، فردّ عناصر الجيش على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة وتمكنوا من صدّ المسلحين.
وختم العميد الركن الحجار بالقول:
لقد اتخذنا المزيد من التدابير وقمنا بما يلزم، وجهودنا مستمرة لحفظ أمن القطاع وردع أي محاولة للتخريب والارهاب.

 

الواجب واجب في كل الظروف
من ثكنة محمود زغيب توجهنا في جولة على بعض مراكز اللواء حيث كانت لنا وقفة مع بعض العسكريين.
في مركز للسرية 341 التقينا النقيب ظافر مراد آمر السرية.


• يعطيكم العافية حضرة النقيب، كيف هي أحوال العسكريين خصوصاً أنكم تنتشرون في قطاع يتطلب جهوزية مرتفعة وسهراً دائماً؟
- الله يعافيكم وأهلاً بكم في الجنوب، نحن نقوم بواجبنا كما يقوم رفاقنا بواجبهم في مختلف المناطق اللبنانية.


• في العام الماضي تعرّضت مراكزكم للعدوان الاسرائيلي، واليوم تسهرون على الأمن في ظل ظروف حرجة وفي منطقة لها خصوصيتها؟...
- الواجب واجب في كل الظروف، خلال العدوان كانت الأوامر المعطاة لنا تقضي بالتصدي للعدو، وقد نفّذناها. اليوم ومع وجود قوات الطوارئ الدولية التي تعمل بالتنسيق مع الجيش نشعر أن الوضع أكثر استقراراً. لكن خطر العدوان الإسرائيلي ما يزال قائماً. لقد علّمتنا التجارب أن عدونا لا يلتزم القرارات الدولية. وإذا تكرر العدوان لا سمح الله، فسوف نقوم بواجبنا كما فعلنا في السابق.


• هل يشعر العسكريون بالتوتر في ظل الخطر؟
- عسكريونا يؤمنون برسالتهم وهم في غاية الاندفاع، نحن وإياهم نقوم بمهامنا ونعلم أن كل مهمة قد تكلّف دماً. المهم أن نقوم بواجبنا ليبقى الوطن، من جهة أخرى نحن حريصون دوماً على اتخاذ تدابير الحيطة والحذر.


• اضافة إلى مهامكم الدفاعية والأمنية كان لكم خلال حرب العام الماضي دور إنساني، حدثنا عنه.
- لقد أدى العسكريون واجبهم في حماية المواطنين. كانوا يواكبونهم منذ لحظة وصولهم إلى قطاع اللواء، فيوجهونهم إلى المراكز التي تستقبلهم ويحرصون على توفير الأمن والحاجات اليومية الأساسية لهم.
قبل أن نودع النقيب مراد سألناه عن التحصينات والدشم حول المراكز، فقال: لقد أقمنا التحصينات والدشم حول المراكز لتأمين الحماية للجنود، كما أننا طوّرنا خطط العمليات لمواجهة أي اعتداء، وشددنا على نواحٍ معينة في التدريب. فواجبنا أن نكون جاهزين دوماً.


مواجهة العدو أشرف مهمة
في السرية نفسها نتوقف قليلاً مع المعاون بلال ابراهيم، نحييه ونسأله عن شعوره إزاء وجوده في هذه المنطقة التي شهدت اعتداءات إسرائيلية متكررة، فيقول:
هذا موقعي الذي أحب أن أكون فيه، وهل من مهمة أشرف من مهمة مواجهة العدو؟ نحن «عسكر» وواجبنا الدفاع عن لبنان في وجه الأخطار سواء أتت من الخارج أو من الداخل.
في السرية 313 كانت لنا محطة أخرى حيث لم يختلف الأمر عما عايناه من قبل، سواء من حيث التحصينات المحيطة بالمركز والدشم المتواجدة عند مدخله أو في الحقول المجاورة له.
رتيب السرية الرقيب الأول عفيف اسطفان، يتذكر حرب تموز 2006 بمرارة وإنما أيضاً بفخر، يقول: كان الوضع مأسوياً، أبرياء يسقطون، دمار، عائلات مشرّدة... وحشية العدوان لم توفر إنساناً أو منطقة.
ويضيف: تعرّضت مراكزنا للقصف، وأصيب أحد رفاقي، كان الأمر مؤلماً لكنه جعلنا أكثر إصراراً على القيام بواجبنا.
وعن معنوياته اليوم، قال الرقيب الأول اسطفان، أنها مرتفعة جداً وأكثر من ذي قبل، ونحن على استعداد لخوض أي معركة تهدّد أمن لبنان وأرضه وشعبه.
نودّع عسكريّي اللواء الثالث متمنين لهم الثبات الدائم والسلامة. وننطلق إلى قطعة أخرى وفي نفوسنا الكثير من الاعتزاز بهؤلاء العسكريين الاشداء المستعدين للتضحية بأرواحهم فداء للبنان.

تصوير: راشيل تابت