ملف العدد

اللواء الثاني: جهوزية دائمة ومعنويات مرتفعة والمصلحة الوطنية فوق كل غاية
إعداد: الرقيب سامر حميدو

اللواء الثاني كغيره من ألوية الجيش اللبناني وأفواجه، خير مثال على جهوزية العسكريين لتأدية أي مهمة توكل إليهم، مهما كان نوعها. وهذا اللواء الذي كان ينتشر في منطقة الجنوب، حيث قدّم الكثير من التضحيات والشهداء على امتداد أربع سنوات، انتقل بعد ذلك ليتسلم مهمة حفظ الأمن في بيروت العام 2007، أما اليوم فهو يضاعف جهوده من أجل حفظ الأمن في المناطق الشمالية.

 

قائد اللواء: نعمل على تعزيز قدراتنا لصد أي عمل عدواني محتمل
في مقر قيادة اللواء الثاني (في معسكر عرمان للتدريب)، التقينا قائده العميد الركن سمير الحاج الذي حدّثنا عن مهمات قطعته، وعن إعادة تمركز القوى لتغطية الحدود ومنع تسلل المسلّحين عبرها. يقول: تسلّمت مهماتي في 15 آذار من العام 2011 وكانت الأحوال في الشمال طبيعية، وكان همنا الوحيد آنذاك مخيم نهر البارد وكيفية إعادة اللاجئين ومراقبة العمل في المخيم، ولكن في الصيف تغيرت الأمور وخصوصًا على الحدود مع سوريا، مما دفعنا إلى وضع خطة جديدة لتمركز القوى. لذلك أسسنا قطاعات للكتائب بما يضمن تنسيق الجهود لحماية الحدود، والآن نحن نقوم بمهمات دفاعية وعسكريو اللواء أصبحوا أكثر وعيًا لخطورة الموقف، وهم يتدخلون عند ملاحظة أي مظهر مشبوه يبعث على الشك.
حول جهوزية العسكريين، يقول العميد الركن الحاج: العسكريون اليوم في جهوزية دائمة، هناك انتشار كامل للواء على الأرض. فقد زدنا عدد مراكز المراقبة على الحدود الشمالية ورفعنا الجهوزية للتدخل الفوري ومعالجة أي إشكال، واستطعنا بالجهد الخاص بناء حوالى ثمانية هنغارات بمساحة 400 م مع تأمين الحماية لجميع المراكز بالباطون المسلح، وذلك خلال شهرين من العمل المتواصل.

 

• ما هي الحدود الجغرافية للواء؟
- كانت حدودنا من منطقة البداوي ضمنًا وبعض قرى المنية – الضنية وعكار كليًا حتى الحدود السورية، وعندما اشتد الضغط تغير القطاع وأصبح من دائرة النفط في دير عمار حتى قضاء عكار، وخلال الأحداث الأخيرة في طرابلس تم تعزيز اللواء بكتيبتين من اللواء الحادي عشر واللواء الثامن، وذلك في إطار إعادة الأمن إلى منطقتي باب التبانة وجبل محسن.
في ما يتعلق بمعنويات العسكريين، يؤكد قائد اللواء أنها مرتفعة على الرغم من صعوبة بعض المهمات وخطورتها، وهم على إدراك تام أن مصلحة الوطن تعلو فوق أي غاية، وقناعاتهم برسالتهم النبيلة تزيدهم إصرارًا وعزمًا وثباتًا. أما ظروف الخدمة فجيدة نوعًا ما ولا يوجد لدينا أي حالات فرار أو تلكؤ ولدينا دائمًا جهوز بنسبة 75%. يساعدنا بالإجمال أن أكثرية عسكريينا هم من منطقة الشمال مما يسهل استدعاءهم وبسرعة.

 

• هل تواجهون صعوبات في تأدية مهماتكم؟
- عديد اللواء لا يكفي، لذلك عززناه بسرية احتياط قيادة ضمن القطاع من فوج المغاوير، أما العقبة الثانية فتتمثل ببعد المسافات بين المراكز ومقر قيادة اللواء، فعملية نقل القوى هي مشكلة حقيقية، لكننا تخطيناها من خلال تقسيم اللواء بشكل سرايا متكاملة ومترابطة حركيًا، بما يتيح تلافي انتقال الوحدات لمسافات طويلة، ومعالجة الأحداث المفاجئة بسرعة.
 وعن العلاقة مع المواطنين ومدى تجاوبهم مع الإجراءات التي يفرضها الجيش، قال العميد الركن الحاج: «في بداية الأمر لم نواجه أي مشكلة مع المواطنين كوننا في منطقة حاضنة للجيش وعكار هي قلب المؤسسة العسكرية وشريانها النابض، لكن الأزمة السورية رتبت علينا أعباء كثيرة». ولفت إلى أن النشاطات المشتركة مع المجتمع المدني مستمرة ومتنوعة (رياضية، اجتماعية، توجيهية، حملات توعية)، بالإضافة إلى مساعدة المواطنين في الظروف الصعبة (ثلوج، فيضانات، حرائق...).
وحول الأعباء التي يرتبها النزوح السوري المتواصل، قال العميد الركن الحاج «النزوح السوري زاد الأعباء، ونحن نتخوف من النزوح العشوائي، فعكار التي تعاني الحرمان لا تستطيع أن تستوعب هذا الكم الهائل من الوافدين السوريين، خصوصًا أن الكثيرين منهم يرتكبون مخالفات ويوميًا لدينا توقيفات ومضبوطات».

 

فعالية على الأرض
من مقر قيادة اللواء انتقلنا إلى مقر قيادة الكتيبة 23، حيث التقينـا الرائد أبو ديـاب، الذي قال: «عندما تسلّمنا القطاع، استطعنا التمركز وباشرنا تنفيذ المهمات بشكل سريع. فعالية الجنود على الأرض ممتازة، ولقد تمكنّا من ضبط العديد من المخالفات المخلة بالأمن». ونوّه الرائد أبو دياب بتجاوب المدنيين الكبير مع الإجراءات الأمنية، إذ أنهم يسهلون عمل العسكريين، «فعكار تحب الجيش وهم يشعرون بالاطمئنان لوجودنا دائمًا إلى جانبهم، وقد أعطونا ثقتهم، ويجب أن نكون عند حسن ظنهم».
الرقيب مارون يعتبر أنه «ما من صعوبات تذكر على صعيد تأدية الواجب، في حين نشكو من بعض الصعوبات الحياتية في المركز، لكننا كعسكر اعتدنا مع الوقت على هذه الأوضاع الاستثنائية».

 

• كيف تنفذون المهمات المتعددة وخصوصًا خلال الأحداث المفاجئة؟
الرقيب شربل الذي يخدم في اللواء منذ سبع سنوات يعتبر الحياة داخل الثكنة جيدة. ويقول: نحن ننفذ المهمات حسب تعليمات قائد اللواء، ولدينا نقاط مراقبة حساسة كما أننا نسيّر الدوريات ونتدخل بشكل سريع لحل المشاكل الطارئة.
الرقيب حاجي يقول إن المشكلة الأساسية بالنسبة له هي بعد المسافة بين مركز عمله ومكان سكنه، يضاف إلى ذلك خطورة الأوضاع في طرابلس.

 

الصعب يهون
لمـاذا اختـرت التطـوع في الجيش؟
يجيب المجند عوض، الذي يخدم منذ سنة، وما زال يتابع دراسته، «الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي تحفظ حق المواطن، وخدمة الوطن هي واجب على كل شاب لبناني».
أما رفيقه المجند خالد الذي كان في فوج مغاوير البحر وشكّل حديثًا إلى اللواء الثاني، فيقول: «طبعًا تختلف طبيعة المهمات في القوات الخاصة، ولكن أداء الواجب هو واحد فهدفنا جميعًا هو خدمة الوطن والدفاع عن لبنان».
ويشير الجندي أدهم إلى أن «المهمات الصعبة تهون بفضل تعاون العسكريين وإخلاصهم».

 

شكرًا عكار
في ختام زيارتنا، رافقنا العميد الركن الحاج في جولة على أقسام اللواء، فتعرّفنا إلى نادي الضباط المنشأ حديثًا وغرفة العمليات المجهزة بآلات حديثة من بينها smart board. وشكر العميد الركن الحاج دعم القيادة المستمر للواء، كما وجّه كلمة شكر إلى بلديات عكار التي تدعم الجيش وتتجاوب مع إجراءاته، ودعا الجميع إلى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية فهي الضامن الأول والأخير للوطن.