اللواء الثاني عشر
إعداد: ندين البلعة

الواجب واحد في كل لبنان


يتمركز اللواء الثاني عشر في صور. عند اندلاع معركة نهر البارد كانت السرية 1207 من اللواء متمركزة في بيروت في مهمة حفظ الأمن.
وإذ طلب اليها التوجه شمالاً للمشاركة في مهمة نهر البارد، نفّذت الأمر واتجهت في 23/5/2007 نحو الشمال حيث شاركت في القتال الى جانب القطع الأخرى.

 

شرف سعى الجميع للحصول عليه
قائد السرية يحيي جهود عسكرييه واندفاعهم في أداء الواجب: كان الانخراط في هذه المعركة شرفاً سعى للحصول عليه كل عسكري.
يقول النقيب مساعد قائد السرية:
أتينا الى الشمال في الأيام الأولى للمعركة، تسلمنا من فوج المغاوير القطاع الشمالي، إحدى الفصائل تقدمت باتجاه الخان من ناحية البحر، في تلك الفترة كنا بتصرف اللواء الخامس، شاركنا في هجوم المحمّرة ومن ثم شاركنا في الدخول الى مباني الاونروا.
مع بدء الهجوم على المخيم القديم تسلّم القطاع الذي كنا فيه الفوج المجوقل ووضعت سريتنا في تصرف فوج مغاوير البحر، شاركنا معهم في الهجوم وصولاً الى الخط العام الأساسي الذي يقسم المخيم بالطول من الشمال الى الجنوب.


• انتهت المهمة وأنتم ما زلتم في المخيم؟
- نحن الآن في تصرف القيادة العملانية للواء الخامس حيث نتولى مهام مراقبة على البحر.
وإذ نسأل عن معنويات العسكريين بعد هذه المعركة خصوصاً أنهم خارج ثكنتهم منذ فترة طولة، يقول:
في الجنوب، في بيروت وفي الشمال، الواجب واحد، والعسكريون ملتزمون واجبهم.
لقد خسرت هذه السرية شهيداً وأُصيب فيها عدد من العسكريين.
ولكن ذلك لم يؤثر على معنويات الباقين، فقد حافظوا على اندفاعهم. وفي أثناء وجودنا في نقطة المراقبة على البحر، كان العسكريون احياناً يعزفون على العود. ومن ثم يعودون الى العمل بكل اندفاع.

 

عمق الالتزام
من عديد السرية نلتقي بضعة عسكريين، وإذ نسمع قصصهم نكتشف عمق الإلتزام والولاء. معاون متزوج وأب لثلاثة أولاد، مهمته الأساسية تأمين الحاجات اللوجستية. لكنه لم يكتفِ بها، كان جاهزاً ليحل مكان أي رفيق يصاب وللقيام بأي مهمة طارئة... ينوّه بنشاطه وأخلاقيته رئيسه ورفاقه على السواء.
عريف يشعر أن الإعتداء الذي تعرّض له عسكريو اللواءين الخامس والسابع كان بمثابة طعنة في قلب كل عسكري، وتهديد لكل لبناني: «نحن عسكر مهمتنا حماية أرضنا وشعبنا من أي خطر». أمضى فترة طويلة بعيداً عن عائلته، لكن «مش مهم أصلاً كنت ألقى الدعم والمساندة من العائلة» شعروا بالفخر لأنني أشارك في هذه المعركة».
شعور هذا العريف لا يختلف عن شعور رفيقيه: جندي ومجنّد. الجندي يرى كل شبر من أرض الوطن له علينا واجب حمايته، وأن كل مواطن أمانة في أعناقنا. لا الخطر ولا صعوبة العيش من شأنهما ثنينا عن القيام بواجبنا. تألمت لكل شهيد وفي الوقت عينه شعرت أن دمه مدّني بالمزيد من الاندفاع. أما النصر فكان عظيماً، وعلى قدر التضحيات.
أمّا المجنّد فيحمل معنويات مثل النار، المعركة زادته ثقة بالنفس واندفاعاً. أول مواجهة مع الإرهابيين شعرت بشيء من الخوف. بعد ذلك صار الأمر طبيعياً. لقد قضينا عليهم وانتصرنا، أريد أن أتطوّع في الجيش.
وبكلمة واحدة وصوت واحد يختمون: «تحية لشهدائنا، تحية لجيشنا والتحية الأكبر الأكبر لقائدنا العماد ميشال سليمان».