ذكراهم خالدة

اللواء الخامس يكرّم شهداءه
إعداد: ندين البلعة

دروع تقديرية ونصب تذكاري ودمعة وتحية

 

«أنتم حرارة قلوبنا وخميرة ذاكرتنا وإلهام ضميرنا، ومن واجبنا الوطني والأخلاقي أن نكرّمكم، ونكرّم الشهداء ونخلّد ذكراهم، ونتذكّرهم طالما الموج يتدفّق وما دامت الشمس تشرق وتغيب»... عبارات تضمّنتها كلمة العميد الركن شربل أبو خليل قائد لواء المشاة الخامس، الذي مثّل العماد جان قهوجي قائد الجيش في احتفال تكريم شهداء اللواء الذين سقطوا في معركة نهر البارد. أقيم الاحتفال يوم السبت 17/9/2011 في مطعم Byblos Palace - جبيل في حضور ضباط من مختلف القطع بالإضافة إلى ضباط اللواء وحشد من أهالي الشهداء المكرّمين.


افتتاح الاحتفال
النشيد الوطني افتتاحًا ودقيقة صمت عن أنفس الشهداء، ثم كلمة مقدّم الإحتفال العقيد الركن رائف سعد، الذي رحّب بالحضور وأعلن البدء بتشييد نصب شهداء اللواء الخامس في ثكنة ريمون الحايك - صربا بقرار من قيادة الجيش.
العميد المتقاعد عبدالله واكيم عبّر عن فخره بحضور هذا التكريم «فالشهادة فعل ايمان بالأرض والوطن، وتكريم الشهداء وعائلاتهم لشرف عظيم لنا». وذكّر بشعار اللواء الخامس «رمادي حياة للبنان»، موجّهًا تحية إكبار إلى قائد الجيش الذي يخصّ عائلات الشهداء برعايته، ثم ألقى قصيدةً للمناسبة.

 

وللأهالي كلمة
كلمة ذوي الشهداء ألقتها الآنسة رشا شقيقة النقيب الشهيد روي أبو غزالـي، وضمّنتهـا الكثيـر مـن المشاعـر العميقـة. وممّـا قالته: «تمرّ ذكراكم في أذهاننا آنًا مترنّحةً فرحة وآونة متأوهة نادبة، فنسمعكم ولا نشاهدكم ونشعر بكم ولا نراكم...». وتابعت «إلى أخي روي وفلذات أكبادكم ورفاق دروبكم أقول: في قبوركم تشمخون ومن تحت التراب تتعالون، أزهاركم لن تذبل ونجومكم لن تأفـل، وذكراكـم تجيـش في قلوبنا وقلوب الرفـاق أبدًا، يا من تجسّمت فيكم روح الوطن كلما حرّكـت أناملكم زناد البنادق، يا من على أكتافكم قرأنا آيات المحبة والإعتزاز وتلونا ألفاظ المجد وسطور الشرف والإباء، يا من رسمتم على نسيج بزاتكم أرزة الوطن بألـوان ذهبية، ويا نعم أياديكم التي حاربت فنسجت أمانًا للوطن أجمع...».


قائد اللواء
كلمة قائد اللواء الخامس ألقاها مساعده العميد الركن علي جلوان، الذي قال:
«أقسموا بالله أن يقوموا بواجبهم فوفوا بقسمهم وسطّروا شهادتهم في نهر البارد حيث فشلت محاولة جديدة لتقسيم لبنان.
بذلوا حياتهم ليبقى لبنان ونعيش أحرارًا فأعطوا معنًى لحياتنا.
يكفينا فخرًا أن ننضوي تحت راية لواء المشاة الخامس، مقلع هؤلاء الأبطال الثلاثة والخمسين، فهنيئًا للبنان بجيشه وبأبطاله الشهداء الذين نذروا حياتهم حفاظًا على العلم وذودًا عن الوطن».
وأضاف: «أنتم أقسمتم بالله أن تقوموا بواجبكم ونحن أقسمنا ألا ننساكم، وأن نسير على خطاكم...».
وتوجّه إلى أهالي الشهداء قائلاً: «أما أنتم يا أهلنا، أهل شهدائنا، فأنتم حرارة قلوبنا وخميرة ذاكرتنا وإلهام ضميرنا، ومن واجبنا الوطني والأخلاقي أن نكرمكم، ونكرم الشهداء ونخلّد ذكراهم، ونتذكرهم طالما الموج يتدفق وما دامت الشمس تشرق وتغيب».
وتابع: «إنّ قدر اللواء الخامس، كما جيشنا الباسل، مجابهة الأعداء والإرهابيين، وهو جاهز أبدًا للتحديات والشدائد كافة في الأيام العصيبة.
فها نحن اليوم نمسك بنادقنا وإصبعنا على الزناد على الحد الأمامي في مواجهة العدو الإسرائيلي، متسلّحين بالقوة والشجاعة والإقدام، ومذخرين بعنفـوان وشمــوخ شهدائنــا الذيـن علّمونـا حـب الوطـن والمحافظـة عليه والدفـاع عنه بعطـاء وسخـاء».
وختم: «يا أهل شهدائنا، نعدكم بأن نحافظ على تضحيات أولادكم، شهداء الجيش، شهداء لبنان وعلى إنجازاتكم، وسنكون كلنا في اللواء الخامس مشاريع شهداء للحفاظ على كلّ ما استشهدوا من أجله في سبيل إعلاء شأن الوطن وبقائه موحدًا، سيدًا حرًا مستقلاً».

 

الدروع التقديرية
تخلّل الإحتفال تقديم العميد الركن أبو خليل دروعًا تقديريّة للأهالي مع كتيّب شهداء اللواء في معركة نهر البارد وصورة تذكارية.
أخيرًا بقي الجميع إلى مائدة الغداء.


مساهمون
حفل تكريم شهداء لواء المشاة الخامس والبدء بتشييد النصب التذكاري أسهم فيهما عدّة أشخاص من المجتمع المدني أبرزهم السادة: روجيه عازار، غابي لطيف، الياس مطر، جان عازار، سركيس دمرجيان، ايلي العميل والمهندسان جان الخوري وفؤاد أبو خليل. وقد شكر العميد الركن أبو خليل جميع المساهمين، مقدّمًا لكل منهم درعًا تقديريًّا. كما قدّم درعًا إلى العميد المتقاعد عبد الله واكيم وآخر إلى الفنان أمير يزبك الذي غنّى للشهداء والوطن وتوجّه بكلمة مؤثرة إلى عائلات الشهداء مؤكدًا تعلّقه بالمؤسسة العسكرية. يزبك بلغ قمّة التأثر وهو يغنّي لأم الشهيد وحين رأى الدموع في العيون خفت صوته، فختم بدمعة وتحية...