حفل تكريم

اللواء الركن رمزي أبو حمزة رئيساً للأركان خلفاً للواء الركن فادي أبو شقرا

قائد الجيش في إحتفال التكريم:
الحرية والسيادة موجودتان ولن نسمح بأن تتكرر مشاهد الماضي

 

اللواء الركن فادي ابو شقرا:
وحدها المعرفة تجنّبنا الأخطاء ووحدها التضحية تنقذ الأوطان

 

“ما توصل إليه الوطن بفضل الجيش, وهو ما تمخّض عن تحرير وعن استعادة حقوقه بمياهه, وعن عقد قمم فرنكوفونية وعربية ومؤتمرات عالمية, كل هذا ما كان ليتحقق لو كان لبنان لا يعيش الحرية والسيادة. من غير المسموح أن يحاولوا إقناعنا بأمور غير صحيحة... العكس هو الصحيح, الحرية والسيادة موجودتان وفي ازدياد ونمو مستمرين, ولا أحد في العالم عنده حرية وسيادة مثالية”.
هذا الكلام لقائد الجـيش العماد ميشال سليمان جاء خلال حفل أقيم بمناسبة إحالة اللواء الركن فادي أبو شقرا رئيس الأركان الى التقاعد, تكريماً لجهوده التي بذلها طيلة فترة خدمته, وترحيباً بخلفه العميد الركن رمزي أبو حمزه, وذلك في مقصف مبنى قيادة الجيش, بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع, أعضاء المجلس العسكري وأمين سر المجلس, رئيس الغرفة العسكرية, رئيس المحكمة العسكرية, رئيس لجنة التحقيق, رئيس الهيئة الأساسية للمجلس التأديبي, رئيس جهاز إسكان العسكريين المتطوعين, كما حضر عن قيادة الجيش نواب رئـيس الأركان, مدير المخابرات, مدير التوجيه, رئيس مكـتب القائد, قائد سلاح المدفعية, رؤسـاء الهيـئات, الأجـهـزة التابعة لرئيس الأركان, الأجهزة التابعة لنواب رئيس الأركان, وعـن القوات البرية حضر قادة المناطق, قائد مقر عام الجيش, قادة الألوية, رئيس الطبابة العسكرية, قائد الشرطة العسكرية, وقادة الأفواج, وعن القوات الجوية والبحرية قائداهما, وقادة المعاهد والمدارس العسكرية ورئيس مكتب التعاون والتنسيق.

 

كلمة قائد الجيش

قائد الجيش العماد ميشال سليمان نوّه بصفات اللواء الركن فادي أبو شقرا القيادية وبمناقبيته وانضباطه, “اذ كان دائماً يغلّب مصلحة الجيش على المصلحة الشخصية, فاستطاع أن يضع أسساً جيدة في عمل الأركان”.
وأشار القائد الى أنه “في كل مرة نلتقي في مثل هكذا مناسبة, نعتبرها موقفاً صعباً أو لحظات صعبة, لأننا نكون نودّع رفاقاً لنا خدموا الجيش لفترة طويلة بكل ما أوتوا من قوة وجهد وعزم. واليوم نودّع اللواء الركن أبو شقرا وهو أكثر من خدم الجيش لأنه الأقدم حالياً. هي لحظة صعبة وفي الوقت نفسه مفرحة لأن هناك استقبالاً جيداً للضباط وخروجاً جيّداً أيضاً, إذا ما قارنا بالفترة الماضية, فترة الحرب, كيف كان قادة الجيوش يخرجون من الجيش وكيف كان يدخل الجدد, وكذلك الأمر بالنسبة الى رؤساء الأركان. المفخرة اليوم أننا نشعر بالعكس, إذ نكرّم الذاهب ونستقبل الآتي, وهذا دليل على أن المؤسسة صارت موضع إعتزاز. وهذا الإعتزاز نابع من كون المؤسسة نبتت على أساسات متينة وجيدة أرساها فخامة الرئيس العماد إميل لحود, وبفضل متابعة الضباط كاللواء الركن أبو شقرا ومن سبقه من الضباط القدامى, بعضهم موجودون بينكم يساهمون في تقوية هذا البناء يوماً بعد يوم. وإذا كانت هذه المناسبة موضوع إعتزاز, إذاً فهي موضوع عبرة؛ نعتبر الفرق ما بين الماضي والحاضر, فأمر الإنتقال طبيعي وجيّد, ولن نسمح بأن تتكرر مشاهد الماضي”.
ثم لفت العماد سليمان الى أن “الموضوع الذي نحن بصدده اليوم, وقد عممنا به نشرة توجيهية, يعبّر بشكل صحيح ودقيق وواقعي عمّا توصّل اليه الوطن بفضل الجيش, وهو ما تمخّض عن تحرير وعن استعادة حقوقه بمياهه, وعن عقد قمم فرنكوفونية وعربية ومؤتمرات عالمية, كل هذا ما كان ليتحقق لو كان لبنان لا يعيش الحرية والسيادة. كيف يمكن لأكبر زعيم دولة في العالم, زعيم دولة فرنسا الديموقراطية العريقة, أن يزور لبنان ويحضر قمة في ظل غياب الحرية والسيادة؟”.
وأكد قائد الجيش أنه “من غير المسموح أن يحاولوا إقناعنا بأمور غير صحيحة, لذا كانت النشرة التوجيهية لإيضاح الأمور للعسكريين, كي لا تشوش أفكارهم؛ بالعكس تماماً, الحرية والسيادة موجودتان وفي ازدياد ونمو مستمرين, ولا أحد في العالم عنده حرية وسيادة مثالية”.
وتساءل القائد: “أين هي سيادة أميركا واستقلالها عندما اخترقت الطائرات أبراجها وهدمتها؟”.
“الواقع أن لا حقائق مطلقة, أضاف القائد, إذاً نحن بألف خير. والإصرار على عدم السيادة هو مسّ بكم وبكل واحد منا, والتعب الذي نتعبه لا يعني عدم وجود سيادة وحرية, ولكن المنطق لا يقول بوجوب الإرتكاز على حادثة واحدة لنغيّب الحرية والسيادة, ومثل هذه الحوادث تحصل في كل الدول.
لذلك أقول, وعبر هذه المناسبة, سنتصدى لكل من يحاول, ربما عن غير قصد, إعادتنا الى أحداث الماضي. أعيد وأقول, إن ما توصلنا إليه هو بفضل الضباط وما تميّزوا به من صفات حميدة, صفات قيادية, وأوّد أن أنوّه بصفات اللواء الركن أبو شقرا التي اختبرتموها في الجيش, وأختصرها بالقول: اللواء الركن أبو شقرا كان متجرداً, يغلّب دائماً مصلحة الجيش على المصلحة الشخصية, وكُثر ربما لم يحبوه أثناء العمل, لكنه وضع أساسات كثيرة وجيدة, وهذه هي حال الضابط, إذ ليس من الضروري أن يكون محبوباً أثناء وجوده في الخدمة, إنما يُحترم ويُقدّر بعد إنتهاء مهمته. مناقبية اللواء الركن أبو شقرا ساعدت في طبع الجيش بطابعه, فبعد الحرب أُهملت بعض التقاليد, لكنه حاول خلال الأربعين سنة التي أمضاها في الجيش أن يردّ معان كثيرة في الإنضباطية والمناقبية والخلقية ونجح في ترسيخها, وما عليكم سوى متابعة المسيرة كشاهد على هذا الطابع. كفاءة اللواء الركن أبو شقرا معروفة, لذا استطاع أن يضع أسساً جيدة في عمل الأركان, وقواعد مفيدة علينا المحافظة عليها وتطويرها في المستقبل لكي يبقى عمل القيادة منتظماً ومنسقاً بشكل صحيح, وهذا لا ينفي وجود بعض الضعف, ما يعود أحياناً الى الأشخاص أو الى طبيعة الموضوع, لكن العمل مستمر بشكل طبيعي وجيّد”.
وفي النهاية تحدث العماد سليمان عن إلتزام اللواء الركن أبو شقرا بعقيدة الجيش وبقيادته, وقال أنه “سعى الى أن يكون هناك وحدة قيادة ظهرت للعلن مطبوعة داخل القيادة والأركان. وهذا الأمر مفيد على مستوى كل قيادة وكل قائد منكم في نطاق عمله. عددنا هذه الصفات لنقول أنه واجب على كل قائد أن يتحلى بها, وهذا ينطبق على العميد الركن رمزي أبو حمزة بسبب مناقبيته وخبرته, فهو تقلّد عدة مناصب: من التدريب الى المخابرات الى التفتيش الى الوحدات من قائد فصيلة الى قائد لواء, وحالياً جاء من قيادة المنطقة متمتعاً بالقدرة والخبرة الكافيتين لمتابعة المهمة الموكلة إليه بنجاح وبشكل جيّد, وليعمل على التطوير نحو الأفضل. نتمنى للعميد الركن أبو حمزة التوفيق ونطلب منكم العمل معه بنفس الإندفاع وبنفس الإخلاص والتقيّد بتوجيهاته, كما نشكر اللواء الركن أبو شقرا على الجهود التي بذلها ونتمنى له التوفيق في الحياة المدنية, والصحة الطيبة, وسيبقى هذا المكتب وهذا الصرح وهذه المؤسسة مفتوحة الأبواب له في كل مرة يقصدها لنيل مطلب أو لتقديم إقتراح. ولكي نزكي هذه المناسبة, أقدم له شعار الجيش الذي خدمه بكل إخلاص”.

 

كلمة اللواء الركن أبو شقرا

بعد تقديم شعار الجيش, شكر اللواء الركن أبو شقرا قائد الجيش العماد سليمان وألقى كلمة بالمناسبة أقر فيها بما اقتبسه من المدرسة العسكرية من قيم ومناقب, معدداً بعض محطات من حياته اتسمت بالحضور الجازم الذي لا يتأرجح بين النعم واللا. وجاء في كلمة اللواء الركن أبو شقرا:
سيدي العماد, أيها الأعزاء
أنا اليوم بينكم وكلمتي على مثال كياني وحقيقتي, مجردة من كل مجاملة وتورية, تختلط فيها أحداث وذكريات تركت على شريط ذاكرتي عبراً كانت المرشد والدليل لي, وشكّلت المادة التي على أساسها تعاملت مع رؤسائي وعاملت مرؤوسييّ.
الحقيقة! مرحلة من حياتي أنا اليوم فيها, إحتضنتها بشهادة مؤسستي العسكرية وفروسيتها, وإذا تخطيتها فإلى إرتعاشة عاطفة هي من جوهر ما يملأني من إحساس يهيج ولا يغضب, يتأثر ولا ينكسر, وهكذا يصبح الوجود إنعكاساً للذات أي لحقيقتي الداخلة في مثاليتين:
­- إقراري بما اقتبسته من مدرستي العسكرية من قيم ومناقب.
­- وإقراري بما أنا فيه من غربة نفسية تشبه صدمة, أبرز ما يختلج في عروقها أنها لا تقدر أن تتصور العالم إلا في مستوى صدق البطولة, ومثالية السلوك, وصدقية القيم.
هذه المناسبة وأنا اليوم شاهدها, وإن قاسية, أفخر بها: قسوتها في واقعها الحاد, ولا إختيار لي, ولكنها أعطتني فرصة إحضار بعض محطات من حياتي تتسم بالحضور الجازم, لا يتأرجح بين النعم واللا.
إختياري الجندية كان مطلباً كيانياً صرفاً, فرضته إرادة ذاتية قبل أن يفرضه قدر الحياة. كانت نشأتي في الفياضية حيث عبق الجندية من ثكنات وجنود وتدريبات, يملأ آفاق وجداني, وأنقاد إليه بعقلي وقلبي. وأبدأ أنا مع هذا المستوى من العشق, أعانق فيه البسالة والمروءة والإباء, وأدخل في ما نذرت له نفسي, أتعجل المسيرة ممتلئاً بالأمل والفرح والإعتزاز.
وعرفت أن أختار منطلقاً من حريتي وإلتزامي بما يمليه عليّ وطني, وإنسجامي مع مدرستي العسكرية, ولم أكن يوماً على الهامش, بل في أعماق المسؤولية, أحقق قناعتي الشخصية وواجبي الوطني, وأنطلق من نزعتي التنسيقية التي تتداخل وتتفاعل مع ما من شأنه أن يبعث ما هو للعلو وللتسامي في الأداء العسكري الأصيل المتناغم, وكان لي ما تمنيته في نهاية خدمتي, في الحقيقة وليس في الصدى, كان تعاوني مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان أقرأ في مواقفه, ونهجه وصلابته, الوضوح والتعقل والعنفوان.
أيها الأعزاء
ها أنا اليوم أطوي آخر صفحة من صفحات حياتي, لم أكن فيها على صلة بالضوضاء والأضواء بل بالجوهر والعمق والحقيقة. فالبشر يزدهرون ويعطون ويتوقفون, والراية تنتقل من يد الى أخرى والبركة في حاملها الجديد.
سيدي العماد
لعلنا بحاجة الى درس للإغريقي توسيديدس عمره آلاف السنين ولا يزال حاضراً في الكليات العسكرية في العالم وخلاصته: “ما يخيفني أكثر من إستراتيجيات الأعداء هو أخطاؤنا”.
وأخطاؤنا مميتة اليوم, نعم مميتة, فنحن حماة الوطن, نحن العين الساهرة على راحة مواطنينا, وحدها المعرفة تجنبنا الأخطاء, وحدها التضحية تنقذ الأوطان, وحدها المحافظة على التقاليد العسكرية تحفظ تاريخ المؤسسة.
أشكرك يا سيدي على هذا التكريم وأشكر كل من تعاون معي على قدر عطائه ونخوته, فأحفظ لكل منكم الإيجابيات وأنسى السلبيات, وهذه هي حقيقتي. في تماسكها المتلاحم إنعكست وستظل تنعكس إرادة منصرفة الى أصالة الجهد المتفاني في البناء والتضحية, والحياة التي رسمت خطوطها عسكرياً, سأكملها في المجتمع مثابراً على تأكيد ذاتي في العمل الحي الناشط, ولن أتظلل الذكرى أيام وطني في حاجة الى كل نخوة وإيجابية في القول وفي العمل.
شعوري هو التفاؤل, فعافية لبنان من طبع النسور هي دوماً في خصبها على قمة البروز, وليست لتقف مرة على حافة العقم والإنكفاء.


عشتم
عاشت المؤسسة العسكرية
عاش لبنان


العميد الركن رمزي أبو حمزة رئيساً للأركان

عيّن العميد الركن رمزي أبو حمزة رئيساً للأركان في الجيش, وهو من مواليد 22  / 8  /1946 في الخريبة, قضاء الشوف.
­ تطـوّع في المدرسة الحربية بصفة تلميذ ضابط في 1/10/1966, وتخرّج برتبة ملازم في سلاح الهندسة إعتباراً من 1 / 8 /1969 .
­ تدرّج في الترقية حتى رتبة عميد إعتباراً من 1/  1 / 1995.
­ شغـل مناصب قيادية عدة, من آمر سريـة الى قائد لواء وقائـد منطـقة, وفـي مديرية المخابرات والمفتشية العامة وأركان قيادة الجيش. كما مارس التدريب في المدرسة الحربية وكلية القيادة والأركان.
­ تابع دورات دراسية عدة داخل البلاد وفي فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وسوريا.


­ حائز على:
- تنويهات وتهاني العماد قائد الجيش.
- وسام الحرب.
- وسـام الإستحـقــاق اللبنـاني من الدرجـة الرابعـة.
- وسـام الأرز الوطنـي مـن رتبـة ضابـط.
-­ متأهــل من السيــدة نجــوى أبو حمزة وله ولـدان.