حفل تكريم

اللواء الركن عصام عطوي مديراً عاماً للإدارة خلفاً للواء المهندس علي مكه

قائد الجيش في احتفال التكريم:

ميزة المؤسسة هي التواصل مع الماضي والحاضر والمستقبل

المؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للوطن

أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان "أنّ وحدة الموقف هي المطلوبة اليوم على مستوى الوطن كي نتجاوز الأزمات. فالوضع بعد 11 أيلول وبعد المجازر في فلسطين خطير جداً, إذ ما زال ينعكس علينا من خلال التهديدات الإسرائيلية, تارة بوجود تنظيم للقاعدة ومخرّبين, وتارة أخرى بمياه نبع الوزاني وغيرها. إلا أننا استطعنا, كمؤسسة على الأقل, أن نتجاوزها بفضل وحدة الموقف والرؤية الواضحة لكل القضايا".

 

كلام قائد الجيش جاء خلال حفل تبادل أنخاب بمناسبة إحالة اللواء المهندس علي مكه المدير العام للإدارة الى التقاعد, تكريماً لجهوده التي بذلها طيلة فترة خدمته, وترحيباً بخلفه اللواء الركن عصام عطوي, وذلك في مقصف مبنى قيادة الجيش, بحضور أعضاء المجلس العسكري وأمين سرّ المجلس, رئيس الغرفة العسكرية, رؤساء المصالح ومدير المؤسسات الثانوية ورئيس أمانة السر في المديرية العامة للإدارة, كما حضر عن قيادة الجيش نواب رئيس الأركان, قائد مقر عام الجيش, مدير المخابرات, مدير التوجيه, أمين الأركان, مدير القضايا الإدارية والمالية, رئيس مكتب القائد, المدراء ورؤساء المكاتب والأجهزة التابعين لنواب رئيس الأركان والمتمركزين داخل مبنى قيادة الجيش.

 

كلمة قائد الجيش

قائد الجيش العماد ميشال سليمان إستهل اللقاء بتوجيه “كلمة شكر الى اللواء علي مكه الذي أعطى حياته وفكره وقلبه للجيش طيلة فترة خدمته. وهذا أمر لا ينتسى إذ إن ميزة المؤسسة هي التواصل؛ التواصل مع الماضي ومع الحاضر ومع المستقبل, فالحياة في المؤسسة العسكرية تختلف ظروفها عن الظروف التي يصادفها الإنسان العادي في أي مصنع أو مصرف أو حتى في إدارة عامة... لذا, ليس من السهل أن يترك عسكري المؤسسة من دون أن يشعر بالفراغ, ونحن نعوّل أهمية على هؤلاء الذين يتركون المؤسسة من ضباط وعسكريين, لأنهم يمثلونها في المجتمع المدني”.

 

وتابع قائد الجيش قائلاً:
“مارس اللواء مكه عمله في المديرية العامة للإدارة, فكان له الدور الفعّال في تصحيح الكثير من الأداء على صعيد الإدارة وعلى صعيد المجلس العسكري الذي تميز بالتضامن مع وحدة القيادة, ووحدة القيادة تعني التفاعل مع القرارات والإقتراحات بشكل منطقي وليس بشكل شخصي أو طائفي أو مذهبي, فمناقشة القرار وفقاً للمصلحة العامة, تنعكس إيجاباً على مستوى الوحدات.
لذا نجد الجيش اليوم بحالة جيدة إن لجهة الأداء أو لجهة المعنويات نظراً لوحدة القرار, ونشعر أن هناك قيادة ملتزمة بقرار وموقف واحد. ووحدة الموقف هي المطلوبة اليوم على مستوى الوطن لتجاوز الأزمات, فالوضع بعد 11 أيلول وبعد المجازر في فلسطين خطير جداً, إذ ما زال ينعكس علينا من خلال التهديدات الإسرائيلية تارة بوجود تنظيم للقاعدة ومخربين, وتارة أخرى بمياه نبع الوزاني وغيرها, إلا أننا استطعنا, كمؤسسة على الأقل, أن نتجاوزها بفضل وحدة الموقف والرؤية الواضحة لكل القضايا. فما يزعج إسرائيل هو التحرير الذي حققناه, وهي أدركت أن لبنان بعد التحرير أقوى بكثير من قبل. فبعد 11 أيلول استعاد لبنان دوره الأساسي كبلد سياحة وعلم واستقطاب, وهذا أمر مفروغ منه بالنسبة للعرب, فعادوا يرون الغرب من خلال لبنان, كما أدرك الغرب أن لبنان هو بوابة الشرق وليس إسرائيل.
أما الإجراءات الإقتصادية, خصوصاً تلك التي تتناول الجيش, هي طبعاً قاسية ولكن علينا تحمّلها لكي يبقى لنا بلد ويبقى لنا جيش نعتز به وننتمي له. فالتضحية ضرورية لكسب المزيد ولضمان المستقبل, ومطلوب من الإدارة والأركان وكل الوحدات الإنتباه الى هذا الموضوع وحسن التعامل مع الميزانية الجديدة”.
وفي الختام, كرر قائد الجيش شكره للواء مكه وتمنى له التوفيق في حياته المدنية, ورحّب بالعميد الركن عصام عطوي مديراً عاماً للإدارة, مؤكداً “أن الجيش مؤسسة تعتمد معايير الرتبة والكفاءة في الوظائف الكبرى, إذ أنهما السبيل الوحيد لقيام المؤسسة”.

 

كلمة اللواء المهندس مكه:

بعد تبادل الأنخاب, قدّم العماد سليمان درع الجيش للواء المهندس مكه, الذي ألقى كلمة قيّم فيها 35 عاماً من الخدمة الفعلية, شاكراً لقائد الجيش ولرئيس المجلس العسكري, إقامة هذا الإحتفال التكريمي, معتبراً كلام قائد الجيش وساماً يعتزّ به. وأكد اللواء المهندس مكه “أن لا أحد له دالة أو فضل على المؤسسة العسكرية, إنما العكس هو الصحيح. وإذا أردت تقييم 35 عاماً خدمة فعلية في المؤسسة, وبعد تجربتي الشخصية, فإن ما يحدد العمل في المؤسسة هو معايير موضوعية أولها العطاء للمؤسسة, وكقيمة أو نتيجة عملية للعطاء هي الأخذ من المؤسسة, إذاً هناك عطاء متبادل. وأستطيع أن أشهد أن هذه العلاقة الجدلية كانت دائماً صحيحة, أي بمقدار العطاء يكون الأخذ. من هنا, فإن المؤسسة هي العمود الفقري للوطن والثابت الوحيد الذي يرتكز عليه كيان الدولة, فإذا ضعفت يضعف الوطن والعكس صحيح. ودورنا كعسكريين, هو عبارة عن محوّل يعطي حياة للمؤسسة تماماً كالشمعة التي تذوب لتعطي النور والحياة”.
وتابع اللواء المهندس مكه قائلاً: “المؤسسة تسير على نهج فخامة الرئيس والذي يمارسه بكل تميّز وفرادة حضرة العماد قائد الجيش, أتمنى أن يبقى عطاؤنا للمؤسسة, سواء في الخدمة الفعلية أو بعد إنتهائها, بكل الإخلاص والوفاء والإندفاع. أقدّم الشكر لحضرة العماد ولزملائي أعضاء المجلس العسكري الذين اتسمت خدمتي معهم, كمدير عام للإدارة, بروح الموضوعية والمسؤولية والإجماع دائماً على خدمة المصلحة العامة والمؤسسة”.

وتمنّى اللواء المهندس مكه بدوره التوفيق لمدير عام الإدارة الجديد اللواء الركن عصام عطوي.
وفي نهاية الإحتفال قطع قالب الحلوى وشرب الجميع نخب الجيش ونخب لبنان.