تحقيق عسكري

اللواء اللوجستي
إعداد: ندين البلعة خيرالله
تصوير: وجدي عازار

أجهزة ومديريات نحو الحداثة وتطوير إدارة العتاد في الجيش

 

«المدينة الصناعية العسكرية»... مشاغل، مخازن، شاحنات وآليات وناقلات، ميكانيكيون بثياب «الكاراج»، ضجيج وازدحام وحركة لا تهدأ... إنّها ثكنة اللواء اللوجستي. فآلية تسلّم العتاد في الجيش، وترقيمه، وإدخاله في القيود إلى أن يصبح غير صالح وتتمّ تنفيته، مرورًا بتوزيعه ومساعفته، عملية متكاملة يؤدّيها اللواء بمختلف مديرياته وأجهزته، والمخازن والمشاغل والمختبرات التابعة له، بمن فيها من تقنيين، وميكانيكيين، ومهندسين، وإداريين متخصّصين.

 

الزيارة إلى اللواء والجولة على هذه الأجهزة كفيلة بإظهار حجم المسؤولية الهائلة الملقاة على عاتقه، وفي الحديث مع قائده العميد الركن وليد فاهمي، إيجاز للمهمات وآلية العمل، أمّا التفاصيل ففي المديريات.
يتولّى اللواء المساندة اللوجستية العامة لوحدات الجيش من حيث التموين بالعتاد الذي يدخل في ترقيمه ومساعفته، باستثناء العتاد الفني للقوات الجوية والبحرية، وعتاد الصحة والتغذية والذخيرة، والعتاد الذي يدخل في ترقيم مديريات الهندسة والشؤون الجغرافية والتأليل.

 

تحقيق العتاد ومتابعته
يشرح قائد اللواء آلية العمل بدءًا بكيفية تحقيق العتاد من عدّة مصادر هي: المديرية العامة للإدارة، اتفاقيات أركان الجيش للتجهيز، سلفات اللواء اللوجستي، الشراء من الأسواق المحلية، الهبات والمصادرات.
ويتابع: يُوضَع العتاد المُحقَّق في الخزن المؤقت لدى اللواء بعد أن تتسلّمه اللجان المختصّة للتأكّد من مطابقته الشروط والمواصفات، ويتمّ ترقيمه وإدخاله في القيود ليتابع مسيرته، فيُسلَّم إلى الوحدات بحسب حاجتها واستنادًا إلى أوامر أركان الجيش للتجهيز. خلال فترة استعماله تتمّ مساعفته وتصليحه على مستوى الرعيلَين الرابع والخامس. وفي النهاية حين يصبح غير صالح يُنفّى ويتمّ إخراجه من القيود استنادًا إلى قرار لجان التنفية.
يتألّف اللواء من 6 مديريات هي: تنظيم وإدارة العتاد، المخازن، المشاغل، التقنية، التنفية، المحروقات، بالإضافة إلى فوج النقل، المدرسة التقنية، الكتيبة اللوجستية وسرية القيادة.
 

• كيف تتمّ تلبية طلبات الوحدات وحاجاتها اللوجستية؟
- تُرفَع طلبات الحاجات الفصلية إلى أركان الجيش للتجهيز الذي يحوّلها إلى اللواء اللوجستي- مديرية إدارة وتنظيم العتاد لتدرسها وترفع اقتراحاتها إلى القيادة. كذلك، هناك طلبات أخرى آنيّة وطارئة تُرفَع من الوحدة إلى التجهيز بموجب تقرير أو برقية ويأتي الأمر بالتسليم.
أمّا قطع البدل فتُسلّم، بموجب قسائم خاصة، وفي حال عدم توافرها في المخزن تُنظّم قسيمة لشراء العتاد المطلوب.
وفي ما يختصّ بالمساعفة، تُحضِر القطعة المعنيّة العتاد الواجب مساعفته إلى مديرية المشاغل- قسم المراقبة الفنية حيث يتمّ التأكّد من الأعطال قبل تحويله إلى المشغل المختصّ.

 

وسام الحرب
تتكامل المسؤوليات والمهمات في الجيش ضمن منظومة تكفل جودة الأداء وفعاليته، فالخلل فــي أي جــزء ينعكس على أداء الكلّ. من هنا أهمية دور اللوجستية في توفير الجهوزية والكفاءة. وقد تجلّى هذا الدور بوضوحٍ خلال معركة «فجر الجرود» إذ كان اللواء من ضمن الوحدات التي استحقّت وسام الحرب عن جدارة.
ويؤكّد قائده: كنّا جاهزين لمواكبة المراحل جميعها. ففي مرحلة التحضير، شارك اللواء في نقل الوحدات إلى أرض المعركة وأرسل أرهاطًا فنّية لمساندتها. وفي أثناء المعركة كانت العناصر الفنّية ترافق الوحدات المقاتلة لتأمين المساعفة المباشرة والسريعة، وبعد انتهاء الأعمال الحربية كانت الأرهاط اللوجستية تساعد في تصليح الأعطال، بالإضافة إلى إعادة نقل الوحدات إلى مراكزها.
• كيف تسير عملية تطوير اللواء وتحديث قدراته؟
- يتحدّث العميد الركن فاهمي عن التحسينات التي شهدها اللواء، وعن جهود الضباط الذين توالوا على قيادته في مواكبة التطوّر في مجالات العديد والتجهيزات والمباني.
على صعيد العديد، يتابع العسكريون دورات فنيّة وتقنية (في الداخل والخارج)، وثمّة فرق أجنبية تتولّى التدريب على العتاد الحديث.
في موازاة ذلك، ونظرًا إلى الكمّ الهائل من المهمات، يتمّ تدريب عناصر من الوحدات كلّها على الأعمال اللوجستية والميكانيك واستعمال الأسلحة ومساعفتها بالحدّ الأدنى، وعلى ترقيم العتاد المحقّق لإدخاله في قيود الجيش، وذلك لدعم العناصر الفنّية التابعة للواء.
ويضيف: رُفد عديد اللواء بجنود إناث يتولَّين أعمالًا إدارية وبعض الأعمال التقنية. وقد أثبتنَ جدارتهنَّ في الأعمال التي أوكِلَت إليهنَّ (أمانة سرّ، فحص تقني، مخازن، تأليل...). إلى ذلك، يتمّ العمل على تطويع عناصر فنّية جديدة لمواكبة تطوّر العتاد.
على صعيد التجهيزات، تمّ تحقيق آلات حديثة تسهّل العمل في المشاغل، واستقدام 25 باصًا جديدًا لفوج النقل. كذلك، جرى العمل على تحسين المباني واستغلال المساحات وفق المقتضيات، فلُزِّم مشغل للآليات الشرقية المجنزرة وهو قيد التنفيذ، وتُعِدّ مديرية الهندسة دراسات (باتت شبه جاهزة) لإنشاء مخازن جديدة، بالإضافة إلى تحسين المباني القديمة وترميمها ودراسة استحداث مشغل لآليات الـBradley.
من جهة أخرى، تعمل مديرية التأليل على إعداد برنامج لمكننة الطلبات وتطوير إدارة العتاد في الجيش ERP، واللواء اللوجستي هو جزء من هذا المشروع، فترقيمه هو الأكبر في المؤسسة إذ يضمّ حوالى مليون و600 ألف صنف (مليون و100 ألف منها مخصّصة لقطع البدل)، وكل عتاد جديد يتمّ تحقيقه يُضاف إلى القيود ويُعطى ترقيمًا.

 

مديرية تنظيم وإدارة العتاد عقل اللواء ومحاسبه
يُفيدنا مدير تنظيم وإدارة العتاد العقيد الإداري سامي باسيل أنّ مهمة المديرية هي تنظيم العتاد وإدارته وإدخاله في القيود، وتنسيق الأعمال والحاجات لتأمين الدعم اللوجستي العام في الجيش وتأمين الحاجات الآنيّة للوحدات. وتمسك المديرية أيضًا قيود العتاد الذي يدخل في ترقيم اللواء اللوجستي وتتابع حياة هذا العتاد وحركته منذ إدخاله في القيود إلى حين إخراجه منها. تُنفّذ هذا العمل أربعة أقسام: قسم العتاد المتكامل (بندقية، سيارة، ملالة، دبابة...)، وفيه فروع الإشارة والأسلحة والآلات والآليات، وقسم عتاد القوامة (الألبسة العسكرية، والتجهيزات الفردية للعسكري، والشارات والرتب والعدّة المطبخية...)، وقسم المصلحة الإدارية الذي يتولّى تصفية سلفات اللواء، وأخيرًا قسم قطع البدل الذي يتولّى شؤون قطع بدل الأسلحة والإشارة والآليات، وينفّذ ما لا يقلّ عن 1200 قسيمة يوميًا، وبالتالي فهو يعاني النسبة الأكبر من ضغط العمل.
المشروع الأكبر في هذه المديرية هو إنجاز نظام الترقيم اللبناني LSN- Lebanese Stock Number لتوحيد لغة إدارة العتاد في الجيش وليواكب برنامج الـERP، وقد أُتبع النظام بكتاب ترقيم مع كتيّب تعليمات يشرح الطريقة التي اعتُمدت في الترقيم، يُستفاد منه مستقبلًا.

 

مديرية المخازن من الخزن المؤقّت إلى التسليم
ننتقل إلى مديرية المخازن، فيشرح لنا مديرها العقيد الركن الإداري نديم سماحة أنّها تتسلّم الأعتدة التي تدخل في ترقيم اللواء اللوجستي ثم تقوم بخزنها وتسليمها للمستفيدين وفق أوامر التجهيز. وهي مسؤولة عن دورات التموين والتخزين، وسوق الرافعة الشوكية.
يشير العقيد الركن سماحة إلى أنّ العتاد الذي يدخل ضمن ترقيم اللواء اللوجستي هو عدّة أصناف: الصنف الثاني- عتاد قوامة، ويشمل الأمتعة وعتاد التخييم والمفروشات والتجهيزات المطبخية وغيرها، الصنف الثالث ويتضمّن الزيوت والشحوم والمحروقات السائلة والمعلّبة، الصنف السابع وهو العتاد المتكامل والنهائي كالدبابات والأسلحة والآليات وأجهزة الإشارة وغيرها، والصنف التاسع الذي يتضمّن قطع بدل العتاد غير الطبي والمجموعات الكبرى والصغرى اللازمة لمساعفته، والعدّة.
أمّا أقسام المديرية فهي: الخزن المؤقت، العتاد، القوامة، والمحروقات والزيوت والشحوم.
عمِلَت المديرية على استحداث برنامج خاص لضبط حركة العتاد واستعمال Barcode لتسهيل عمل الخزن والإحصاء والجردات وبرنامج الخزن المؤقت، علمًا أنّ المخازن جميعها مزوّدة أجهزة إنذار وحسّاسات للحريق وإطفائيات ثابتة ومتحركة وكاميرات مراقبة.
 
مديرية المشاغل العقل الفنّي
مديرية المشاغل هي العقل الفنّي للجيش في ما يتعلّق بالآليات والأسلحة، مهمتها تأمين المساندة اللوجستية للوحدات على مستوى الرعيلَين الرابع والخامس في ما خصّ المساعفة، والتصليح، والتحوير، والتجديد للآليات والعتاد الداخل في ترقيمها، وأحيانًا تتمّ الاستعانة بالمديرية للكشف على العتاد أو إدخال آليات في القيود أو تنفيتها. كذلك، تقوم بتصنيع قطع نادرة أو غير متوافرة وفق إمكاناتها، وتقدّم أرهاطها الدعم العملاني والمساندة للوحدات في الحالات الطارئة والمعارك. يعمل في المديرية حوالى 20 ضابطًا من المهندسين أو المتخصّصين في الإلكترونيك والميكانيك والإشارة، وتتضمّن عشرات المشاغل التي يتحدّث عنها مديرها العميد المهندس سامي طانس:
- مشغل الآليات الخفيفة لتصليح الآليات السياحية والتكتية (-Willis Toyota - Land Rover).
- مشغل الآليات الثقيلة ويُعنى بتصليح الشاحنات والدبابات والرافعات، كما يضمّ قسمًا لتصليح الجنازير العائدة للآليات المدرّعة وإعادة تأهيلها بالكامل.
- مشغل المعدات الخفيفة لتصليح المولّدات الكهربائية (محرك، Alternator - Control System ونظم حماية). وفي هذا المشغل عدّة أقسام لتصليح المعدات الكهربائية، ومعدات الغاز، ومضخّات المحروقات في المحطات العسكرية، والقبابين المختلفة الاستعمالات.
- مشاغل الأسلحة وهي قسمان: الأول للأسلحة الثقيلة، والثاني للأسلحة الخفيفة.
- مشاغل إشارة تُعنى بتصليح أجهزة الإشارة المختلفة والكشف على الأجهـزة الخلوية وتصليحها، وبتركيب كاميـرات المراقبـة التـي تتضمّـن مـدّ شبكـات Fiber Optic، وتصنيـع لوحـات إلكترونيـة وتصليحهـا.
- مشاغل تأهيل المعدات وضمنها: مشغل حدادة إفرنجية، حدادة سيارات، أبواب وشبابيك وأعمال معدنية مختلفة، إطارات، مخارط ميكانيكية وفنّية، منشرة، سروجية (تنجيد فرش وصناعة شوادر للآليات)، دهان أخشاب، وفرن للسيارات.
- مشاغل تجديد المجموعات، وهي قلب المديرية ومن أهم المشاغل في الجيش، إذ تهتمّ بتصليح المحركات من مختلف الأحجام وإعادة ترميمها، كما تهتمّ بمساعفة المجموعات الأخرى (علب سرعات، موازن، مضاعف قوة وعلب مقود).
إلى المشاغل، يتبع للمديرية قسم المراقبة الفنّية وهو يهتمّ بالأمور الإدارية لكل المشاغل، وعبره يتمّ إحصاء العمليات الفنّية المنفّذة فيها.
 

المديرية التقنية تحديد المواصفات
تقوم المديرية التقنية بوضع المواصفات الفنية للعتاد والمعدات الداخلة في قيود الجيش، وتطويرها بشكلٍ مستمرّ بغية تأمين كل ما هو حديث ومتطور، وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة على العتاد المطلوب تحقيقه في المختبر المتخصّص العائد لها، وذلك بهدف التأكد من مطابقته للمواصفات الفنيّة.
ويوضح العميد المهندس مروان الخطيب مدير التقنية، أنّه يتمّ الاستعانة بالأسواق المحلية والعالمية لوضع المواصفات بما يتناسب مع حاجة الجيش ويَخدم وظيفة العتاد.
ويتابع شارحًا: بعد تحقيق العتاد، تضع المديرية تعليمات الاستعمال والصيانة وجداول التزييت والتشحيم للآليات والمعدات العسكرية والمدنية، وهذه التعليمات تحتاج إلى تحديث مستمرّ يواكب التطوّر العلمي. ويستمرّ دور المديرية في مرحلة استعمال العتاد، فتتابعه تقنيًا وفنّيًا وخصوصًا عندما يتمّ تطويره بمواد جديدة، فتُخضِعها (المواد) للفحص في مختبراتها (مختبر للأقمشة لفحص الألبسة، وآخر للمعدات المكتبية والزيوت) للتأكد من ملاءمتها للعتاد وجدواها. يخضع قسم المختبرات للتطوير بشكلٍ مستمرّ، ويُدرس حاليًا إمكان تأمين عتاد متخصّص لفحص المحروقات.
 

تتألّف المديرية من عدّة أقسام:
- قسم التنظيم والترقيم والدراسات: مهمته التأكّد من صحة تدوين الترقيم المتسلسل للمواصفات الفنّية الصادرة عن المديرية، بالإضافة إلى تأليل هذه المواصفات وحفظها على أقراص مدمجة.
- قسم المعدات: ينظّم المواصفات الفنّية للآليات ويحدّثها، كما يُجري كشفًا فنّيًا قبل تلزيم العتاد واستلامه.
- قسم القوامة: مهمّته تنظيم المواصفات الفنّية لعتاد القوّامة وتحديثها، وإجراء كشوفات فنّية قبل تلزيم العتاد واستلامه.
- قسم الأسلحة: يتولّى تنظيم المواصفات الفنّية للأسلحة وتحديثها، بالإضافة إلى إبداء الرأي الفنّي والتقني في ما يتعلّق بالأسلحة ودراسة تعليمات تخزينها وصيانتها.
- قسم الهندسة: ينظّم ويحدّث المواصفات الفنّية للمفروشات المعدنية والخشبية التي يستعملها الجيش مع الكشـف على عمليــة تصنيــعها، والمشـاركة في جلســـات تلزيمهـا في المديــريــة العامــة للإدارة.
- قسم المختبرات: يُجري تحاليل مخبرية على مختلف أنواع الأقمشة والجلود ومواد التنظيف والزيوت والشحوم التي يستعملها الجيش، بالإضافة إلى التنسيق مع المختبرات الجامعية ومعهد البحوث الصناعية لإجراء بعض التحاليل غير المتوافرة في الجيش.
تعمل المديرية على تطوير قدراتها وعديدها، وقد تمّ في هذا الإطار تطويع ضابط مهندس في اختصاص البتروكيمياء وهو الأول في الجيش. ويشارك ضباط المديرية في اجتماعات مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية- ليبنور. وفي الآونة الأخيرة كان التركيز على وضع مواصفات للعتاد الواجب استخدامه في محطات استخراج النفط من المياه الإقليمية، إذ كُلّفت اللجنة المتخصّصة بالمواد والهياكل البحرية المستخدمة للصناعات البترولية والبتروكيميائية والغاز الطبيعي، بوضع مواصفات للمحطات التي ستبنيها الشركة الأجنبية في المياه الإقليمية من أجل أعمال حفر واستخراج النفط والغاز الطبيعي، ومن المتوقّع مباشرة أعمال الحفر الاستكشافي في نهاية العام 2019.
ويلفت العميد المهندس مروان الخطيب إلى أنّ المواصفات تتغيّر وتتطوّر مع تطوّر المنتج، والمديرية تواكب هذا التطوّر من خلال الدراسات اللازمة وتأمين عتاد حديث مثل جهاز لتنظيف المعدات المخبرية، وآخر لقياس درجة التجمّد، وثالث لتقطير المياه، إضافة إلى جهاز قياس نسبة تآكل الكاوتشوك في الأحذية وآخر لقياس ليونتها.

 

مديرية التنفية المديرية المنتجة
محطّتنا التالية كانت في مديرية التنفية التي تتسلّم المعدات غير الصالحة للاستعمال أو الملغاة وتقوم بتصنيفها وتنفيتها ونزع العتاد الصالح منها وإعادته إلى المخازن لاستعماله مجدّدًا بعد إدراجه في القيود. ويؤكد مدير التنفية العميد المهندس محمد الجباوي أنّ المديرية هي من المديريات المنتجة في الجيش، فهي تقوم بإدارة بيع العتاد المنفّى وفق التعليمات النافذة، ويُستخدم مردودها المادي لتحقيق عتاد جديد لمصلحة الجيش.

 

تتألّف المديرية من ثلاثة أقسام هي:
- قسم التنفية، وهو يُعنى بإعداد مشروع روزنامة سنوية لتنفية العتاد على اختلاف أنواعه، وإدارة بيع المعدات المنفّاة، وتصنيف هذه المعدات إلى ثلاث فئات: الأجزاء الصالحة التي يتمّ ترقيمها وتسميتها وإدراجها في القيود وإدخالها إلى مديرية المخازن بعد تنظيفها وتشحيمها، والأجزاء الممكن تأهيلها بكلفةٍ مقبولة، والأجزاء غير الصالحة التي توضع في ساحات التنفية بعد فرزها لبيعها.
- قسم التجريد والتوضيب، يقوم بفكّ القطع الصالحة لإعادة إدخالها في القيود مجدّدًا وتوزيعها على قطع الجيش.
- قسم المصادرات، يتولّى الكشف على مصادرات الجيش والنيابة العامة من مختلف أنواع العتاد، لإدراجه في القيود، وتنفية غير الصالح منه.
تعمل المديرية على التخلّص من العتاد المنفّى بطريقةٍ صديقة للبيئة، فيُباع ويُعاد تدويره. ويشرح العميد المهندس الجباوي أنّ هدف التنفية هو تنظيم الأعمال الإدارية وتسهيلها للتخلّي عن العتاد المنفّى بأسرع وقت ممكن، مع الحرص على تطبيق القواعد الأساسية التي تكفل منع الهدر والاستغلال، وإطلاع السلطة المعنيّة بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة لسدّ النقص الحاصل من جرّاء التنفية.

 

مديرية المحروقات محاسبة ومتابعة وتدقيق حسابات
يلفت مدير المحروقات العميد المهندس جورج الجمل إلى أنّ المديرية هي ثالث موازنة في الجيش بعد الرواتب والطبابة. ويفصّل مهماتها في إدارة المحروقات لناحية استدراك الحاجة، واستلام المواد، وتوزيعها على المحطات العسكرية، وإصدار قسائم المحروقات العسكرية والمدنية ومحاسبتها، ومراقبة المحاسبة في المحطات العسكرية، واستدراك حاجة الجيش من الزيوت على أنواعها.
ويضيف العميد الجمل قـائلًا: عملنا إداري في المحاسبة والمتابعة والتدقيق في الحسابات (Audit) والمراقبة اللاحقة. بعديد قليل وجهد متواصل نتسابق مع الوقت لإصدار القسائم في الوقت المحدّد، على الرغم من التعقيدات الكثيرة في متابعة جداول حقوق كل عسكري شهريًا بالتنسيق مع مديرية القوامة.
تسعى المديرية إلى تطوير عملها وزيادة الدقّة، وقد حقّقت في هذا المجال برنامج الـBarcode والـSerial Number لإحصاء القسائم بالأعداد والتأكّد منها. وهي تعمل على تحقيق نقلة نوعية في المراقبة الآنيّة لحركة المحروقات ومخزونها في كل محطة، من خلال اقتراح ربط كل المحطات العسكرية بغرفة عمليات في المديرية تنقل المعلومات آنيًّا، وتطوير برنامج بالتعاون مع مديرية التأليل، لجمع هذه المعلومات وإمكان ولوجها في أي لحظة. كذلك، يتمّ العمل على إصدار بطاقة ممغنطة Credit card تُستبدَل بها القسائم الورقية، مع البرنامج المخصّص لها لاحتساب حركة المحروقات لحظة بلحظةٍ وبدقّةٍ تامة.

 

فوج النقل جهاز الحركة الدائمة
توجّهنا إلى فوج النقل الذي تحتلّ آلياته قسمًا كبيرًا من المساحات في ثكنة اللواء اللوجستي، وتأتي الإجابة عن السبب من قائده العقيد ميشال عاد. فالفوج ينفّذ مهمات المساندة اللوجستية بوسائل النقل العضوية لمختلف وحدات الجيش لنقل العتاد والمعدات والذخيرة والمؤن، وتأمين نقل الآليات المسلسلة والمدولبة خصوصًا خلال عملية تبديل الألوية والأفواج، وتأمين نقل العسكريين بين مراكز عملهم وأماكن سكنهم، والمساهمة في عمليات إخلاء الآليات على أنواعها، ونقل الوفود الأجنبية وممثّلي قيادة الجيش، وتأمين نقل التموين من المحروقات والمياه لوحدات الجيش وإفراغ الحفر الصحية في المراكز العسكرية. كل هذه المهمات تتطلّب آليات متخصّصة وأعدادًا كبيرة من باصات النقل وغيرها.
وفي خطة تطوير الفوج، يتمّ العمل على مضاعفة عديده من السائقين والآلويين، وزيادة آلياته. وقد تمّ في هذا الصدد تأمين حافلات جديدة لنقل العسكريين، وحاملات مقدّمة هبة من السلطات الأميركية، وتعمل قيادة الجيش- أركان الجيش للتجهيز على تحقيق رؤوس مقطورات ذات قدرة عالية على تحميل الأوزان.

 

المدرسة التقنية التدريب وصقل المهارات
ضمن خطّة تطوير قدرات اللواء اللوجستي، يتمّ التركيز على العنصر البشري وبالتالي تدريب العسكريين وصقل مهاراتهم في مختلف الاختصاصات. هنا يأتي دور المدرسة التقنية التي تنفّذ التدريب والتأهيل التقني والفنّي في حقول التموين (الكيمياء الصناعية، الميكانيك، الإلكتروميكانيك، الكهرباء، الاتصالات، التكييف والتبريد والعتاد والتعهد).
يعدّد قائد المدرسة العميد المهندس طلال عبدالله الدورات التدريبية التي تُفتتح سنويًا استنادًا إلى توجيهات أركان الجيش للعمليات- مديرية التعليم، ومنها: دورة تأهيلية للترقية لرتبة ملازم اختصاص لوجستية، دورة أمين مخزن بالتنسيق مع مديرية المخازن، مكاتب الدراسة- القسم المشترك، مكاتب الدراسة- القسم النوعي، اختصاص تموين، دورة سوق فئة «ر2»- رافعة شوكية، تمرّس في العمل الإداري- محاسبة عتاد (بالتنسيق مع مديرية تنظيم وإدارة العتاد)، محاسب محروقات (بالتنسيق مع مديرية المحروقات)، ودورتَا رتباء آلويين وأسلحة.
وتشرف المدرسة على دورات في مختلف القطع، منها: تخزين، محروقات (محاسب، رئيس محطة)، مصلّح أسلحة، صيانة أجهزة إشارة، وسوق... كما تشارك في التنسيق وإبداء الملاحظات والتوجيهات في ما خصّ برنامج التعليم والمنهاج للدورات التي تُفتتح في مختلف أجهزة اللواء.
وأخيرًا، يشير العميد المهندس عبدالله إلى أنّ المدرسة تسعى لكي تصبح مرجعية في التدريب، وذلك من خلال جمع المراجع والبطاقات التعليمية والتدريبية من المدارس والمعاهد والكليات العسكرية، وتأليلها لتصبح سهلة الولوج عند الحاجة، بالإضافة إلى تحديثها.

 

كتيبة اللوجستية والمدافعة داعمو الداعمين
يتحدّث قائد كتيبة اللوجستية والمدافعة العقيد صائب غلاييني عن كتيبته التي تقدّم الدعم اللوجستي والخدمات الإدارية (عتاد، آليات، أموال) لوحدات اللواء وأجهزته، وتؤمّن حراسة الثكنة ومنشآتها.
تتألّف الكتيبة من: سرية القيادة والخدمة التي تؤمّن الخدمات الإدارية للكتيبة وصيانة منشآت الثكنة، سرية التموين والنقل وتتولّى الإدارة المركزية على مستوى اللواء في مجالات التغذية والأموال والعتاد، سرية العتاد ويتبع لها مشغل اللواء، وسرية المدافعة التي تؤمّن الحراسة.
يتبع للكتيبة مستوصف اللواء الذي يؤمّن معاينة حوالى 2500 مريض شهريًا، ومطبخ يتمركز في الوروار يغذّي حوالى 2200 عسكري من مختلف الألوية المنتشرة في المنطقة (اللواء اللوجستي، مديرية الهندسة، فوج الأشغال المستقل، مديرية القوامة، مديرية التأليل، الكتائب 81 و82 و83 و72 و36، دورات تابعة لمديرية المخابرات، وفصيلتان تابعتان للواء المشاة الأول وفوج المدرعات الأول، وفوج المضاد للدروع)، ومحطة محروقات وبيتا جندي.
في ختام جولتنا، زرنا عددًا من المشاغل والمخازن وباحة التنفية والمختبرات والمدرسة التقنية، لنكتشف أنّنا حقًا في مدينة صناعية، تشغّل عتاد الجيش وآلياته من دون توقّف، فتؤمّن الجهوزية اللوجستية بأعلى درجاتها للمؤسسة العسكرية.