جيشنا

اللواء محمود طيّ بو درغم الفنان في كتاب
إعداد: نينا عقل خليل

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد الركن عدنان حميّة، أقام السيد نبيل محمود طيّ بو درغم ورلى بو درغم الخليل حفل إطلاق كتاب: «اللواء محمود طيّ بو درغم: الأعمال الفنية» في Villa Paradiso الجميزة - بيروت. الحفل جاء بالتزامن مع معرض لأعمال الراحل، وقد خصّصت عائدات الكتاب لعائلات شهداء الجيش اللبناني.
تخلّل الاحتفال كلمة للعميد الركن حميّة حيّا فيها باسم العماد قائد الجيش أفراد عائلة الراحل على إنجازهم هذا العمل القيّم...
وقال: «إنّ الرجال الكبار، شأنهم شأن الأبطال، لا يموتون وإن التحفت أجسادهم بالتراب، فهم في وجدان الأجيال، خالدون بمآثرهم وإنجازاتهم وإبداعاتهم في مختلف ميادين الحياة».
اللواء الركن الراحل محمود طيّ بو درغم، الذي نتشرّف اليوم معًا في حفل إطلاق الكتاب الخاص بأعماله الفنيّة، هو من دون أدنى شكّ من طينة هؤلاء، وفي طليعة رجالاتنا العسكريين الكبار، الذين تركوا بصماتهم واضحة في سجل المؤسسة العسكرية، بعد أن جلّى في جميع المسؤوليات والوظائف القيادية التي شغلها، فكرًا وعملًا، ثمّ نهجًا مؤسساتيًا لا يزال نبراسًا لرفاق السلاح، يستنيرون به، كلّما اكتنفت المصاعب والتحديّات طريقهم في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء.
وأضاف: «حين نستذكر الراحل العزيز اللواء الركن محمود طيّ بو درغم، لا بدّ أن تتزاحم في مخيلاتنا، صورة قامته الشامخة، وما يثيره شخصه في نفوسنا، من معاني الفروسية والشجاعة والشهامة، كما العصامية والنزاهة والأخلاق، والإخلاص للمؤسسة والوطن. فهذه المزايا والفضائل الحميدة، اجتمعت كلّها في شخصيته، لتصنع منها هيبة القائد العسكري بكلّ ما للكلمة من معنى. فمن قيادة مدرسة التزلّج إلى تأسيس فوج المغاوير وقيادته وصولًا إلى رئاسة أركان الجيش، وما بين هذه المراكز من وظائف عديدة شغلها، لم يدع الراحل أي عذرٍ لنفسه، للإخلال ولو بجزءٍ يسير من معايير الكفاءة المطلوبة في كلٍّ منها، إذ كان همّه الأساسي أن يرضي ضميره، ويكون جديرًا بأداء واجبه المهني والعسكري على أكمل وجه».
إلّا أن الوجه الآخر لحياة الراحل، والذي لم يظهر إلى النور بما فيه الكفاية، هو الإنسان الفنّان الساكن دومًا في شخصيته، أعني احترافه فنّ الرسم الذي عبّر عنه بلوحات رائعة تنبض بألوان السحر والجمال والإحساس المرهف، نجد اليوم بعضًا من صورها بين دفّتي هذا الكتاب. وكأنّ بجمعه بين الوطنية والرجولة والمعرفة والموهبة الخالصة، قد بلغ ذروة العلى، ملتقطًا المجد من كلّ أطرافه.