مؤتمر

المؤتمر الإقليمي الخامس للجيش اللبناني
إعداد: تريز منصور

«الشرق الأوسط في ظلّ متغيّرات السياسة الدولية»:نقاش معمّق وتوصيات تستشرف حلولًا للواقع المأزوم
برعاية رئيس الحكومة تمام سلام ممثلًا بنائبه وزير الدفاع سمير مقبل، نظّم مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية في الجيش اللبناني، المؤتمر الإقليمي الخامس الذي عقد تحت عنوان: «الشرق الأوسط في ظل متغيّرات السياسة الدولية»، وناقش القضايا الإقليمية والعالمية الكبرى، في ظلّ التطورات التي يشهدها العالم العربي وتعاظم تفاعلاتها.


الحضور والوقائع
لبّى دعوة قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى حضور المؤتمر كل من سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهورست، ممثل جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، السفير الروسي ألكسندر زاسبكين، السفير البريطاني توم فليتشر، السفير الفرنسي أولفير لابروس، السفير الإيراني محمد فتح علي، السفير الدنماركي يان كريستانسن، السفير القطري علي بن حمد المري، السفير اليمني الدكتور علي أحمد الدليمي، السفير التركي إينان أوزيلويس، وزيرا الإعلام والتربية رمزي جريج والياس أبو صعب، الملحق العسكري السعودي العميد الركن ثامر السبهان، إلى عدد كبير من الشخصيات العسكرية والقضائية ومجموعة من كبار الباحثين العرب والأجانب، الذين قدّموا مداخلاتهم حول ما يشهده الشرق الأوسط من تطورات وتفاعلات، وما يواجهه من تحدّيات، ليخلصوا إلى توصيات في المحاور الثلاثة التي عالجها المؤتمر.
عقد المؤتمر في فندق مونرو - بيروت، حيث استهلّ نشاطاته في الخامس من أيار المنصرم بحفل استقبال في القاعة الكبرى ( Hall of fame Ball room)، واستمرت أعماله إلى الثامن منه.
تخلّل حفل استقبال المشاركين كلمة لرئيس الحكومة تمام سلام ألقاها ممثله وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وكلمة لقائد الجيش العماد جان قهوجي وأخرى لمدير مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية، رئيس اللجنة المنظّمة للمؤتمر، العميد الركن غسان عبد الصمد. وقدّمت المشاركين الإعلامية كاتيا ريّا.

 

مقبل: لبنان لا يزال في منأى عما جرى ويجري في المنطقة من دمار وخراب وتهجير
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل كلمة دولة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الذي نوّه بأهمية انعقاد المؤتمر من حيث الإضاءة على ما تشهده المنطقة من صراعات دموية وتطرف ديني وإرهاب ومخطّطات في ظل مصالح الدول والمتغيّرات التي لم تتّضح معالمها النهائية.
وقال: لا يزال لبنان بمنأى عمّا جرى ويجري في المنطقة من دمار وخراب وتهجير، وذلك بفضل وعي أبنائه وقدرة جيشه الباسل الذي قاوم وصمد، وأثبت أنه على درجة عالية من القدرة والكفاءة، وهذا ما دفع عددًا من الدول إلى دعمه ومدّه بالسلاح والعتاد، ثقةً منها بأن انتصاره على الإرهاب، هو انتصار للبنان وللدول الأخرى المهدّدة بهذا الإرهاب. إنّ صمود الجيش وقدراته وجهوزيته الدائمة في الحفاظ على حدود الوطن وحماية السلم الأهلي، حالت وتحول دون إدخال لبنان في الحرب الإقليمية المستمرة، على الرغم من سعي عدّة خلايا لجرّ البلاد إلى الخراب والدمار والفتن... وقد أدّت جهود الجيش والقوى الأمنية إلى ضبط هذه االخلايا واعتقال رؤوسها المدبّرة...».
وختم الوزير مقبل كلمته مؤكدًا أنه على يقين بأن «لبنان سيقى صامدًا موحّدًا إذا بقي أبناؤه موحّدين خلف جيشه، وخير دليل على ذلك استمرار الحوارات الجارية بين مختلف الفرقاء، على الرغم من التباينات بينها. فالحرص على إبقاء هذا البلد بعيدًا من الصراعات يؤكد الحرص التام على مسيرة العيش المشترك بين أبنائه كافة، وأملنا أن تتعزّز هذه المسيرة بانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب وبعودة باقي السلطات والإدارات إلى ممارسة أعمالها بشكل طبيعي».

 

العماد قهوجي: نبذل الجهد الأقصى ونقدّم التضحيات الكبرى تحضيرًا وسهرًا وبذلًا واستشهادًا
قائد الجيش العماد جان قهوجي شكر الحضور وقال: «للمرة الخامسة على التوالي، تتشرّف قيادة الجيش بتنظيم مؤتمر إقليمي في بيروت، موضوعه لهذه السنة: «الشرق الأوسط في ظل متغيّرات السياسة الدولية». ولا شك في أن المشاركة الواسعة هذا العام، إنّما تشير إلى النجاحات الكبيرة التي حققها المؤتمر خلال الأعوام السابقة، في مجال تسليط الضوء على العديد من القضايا الشائكة التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، وكانت السبب في اطلاق شرارة الأحداث والتطورات المتسارعة منذ مطلع العام 2011».

وأضاف: «إنّ استمرار الأزمات في المنطقة، وعدم وجود آفاق واضحة لنهاياتها، بحيث لا تزال هناك فجوة كبيرة بين التطلعات المنشودة والواقع الصعب، وبين الأهداف المرجوّة والحقائق المؤلمة، إنما يبرز أهمية انعقاد هذا المؤتمر بفعالياته التي تضمّ نخبًا من المفكرين والأكاديميين، المحليين والدوليين، وذلك بهدف الإضاءة على الأسباب الحقيقية للأزمات، لا الاكتفاء بتوصيف أعراضها ونتائجها فحسب».

وأضاف: «إن المشكلات الأمنية والسياسية التي تعصف بالمنطقة، لا يمكن فصلها عن التدخلات الخارجية والمصالح الدولية، كما عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية والثقافية التي تواجهها شعوب المنطقة، والتي تتجسد على أرض الواقع، بازدياد معدلات الجهل والفقر والبطالة بصورة خطيرة، ما شكّل ولا يزال، بيئة خصبة لممارسة العنف والفوضى وصولًا إلى الإرهاب».

كما أكّد العماد قهوجي «أن الإرهاب أصبح خطرًا شاملًا يتوزّع بين القارات والدول، إلا أننا لا ندع لأنفسنا أيَّ عذرٍ بإلقاء اللوم على الآخرين في مسألة مواجهته، فنحن نبذل الجهد الأقصى ونقدّم التضحيات الكبرى، تحضيرًا وسهرًا وبذلًا واستشهادًا، في سبيل كسر شوكته ووضع حدّ له، وقد حققنا إنجازات كبيرة على هذا الصعيد، تجلّت في محاصرة التنظيمات الإرهابية وعزلها على الحدود الشرقية، وشلّ قدرتها على التحرك أو التسلّل باتجاه الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تفكيك معظم خلاياها الإرهابية في الداخل.
والجيش يؤكد اليوم مرة أخرى، التزامه مواصلة التصدّي للإرهاب بكلّ قوة وحزم، ومنعه من جلب الفتنة إلى داخل الوطن، والتزامه أيضًا الحفاظ على رسالة لبنان وصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين، مهما بلغت التضحيات. ونحن نستند في ذلك، إلى قدراتنا الذاتية وإلى التعاون العسكري الوثيق مع الدول الصديقة، وثقة المجتمع الدولي بدور مؤسستنا العسكرية، وقبل كل شيء إلى رفض الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه، لهذا الجسم الغريب عن نسيجه الاجتماعي وقيمه السمحاء».
وقال: «إننا نتطلع بأمل كبير إلى الدعم العسكري النوعي الذي بدأ يصل تباعًا إلى الجيش، خصوصًا من خلال الهبة السعودية الكبيرة المقدمة له، ومساعدات الولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، بما سيضاعف بالتأكيد، من قدرة الجيش على مواجهة الإرهاب، وبالتالي قدرته على حماية الاستقرار الداخلي، والمساهمة في الحفاظ على الإستقرار الإقليمي والدولي».

وتمنى العماد قهوجي لجميع القائمين على المؤتمر «النجاح في تحقيق أهدافهم، والوصول إلى نتائج مثمرة، تعود بالخير على لبنان والمنطقة والعالم».
 

العميد الركن عبد الصمد: أسئلة للنقاش
رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني العميد الركن غسان عبد الصمد الذي أعلن افتتاح أعمال المؤتمر استعرض تطورات الأحداث في المنطقة، منذ اتفاقية سايكس - بيكو وصولًا إلى الربيع العربي وما رافقه من تطرف ديني غير مسبوق وظهور المنظمات الإرهابية التي دمرت وتدمّر التاريخ والجغرافيا. وطرح سلسلة أسئلة حول تشجيع الربيع العربي على التطرف الأصولي والإرهابي، وحول حقيقة السياسة الدولية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وحدود دولها ومصير المنظمات الإرهابية... متمنّيًا مناقشة هذه الأسئلة في المؤتمر، وشاكرًا كل من شجّع على انعقاده وأسهم في تحضيره.

الجلسة الإفتتاحية
بداية كانت الكلمة للعميد الركن غسان عبد الصمد، الذي تحدّث فيها عن الأسباب التي أدّت إلى حصول الربيع العربي وعن إلزامية التركيز على النتائج السلبية أو الإيجابية لهذا المنعطف الكبير في تاريخ المنطقة. وتمنى أن تنظر الدول بعناية إلى أمنها القومي بالتعاون مع المجتمع المدني وأن يتمّ توحيد النظرة حول مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أهمية العودة إلى الشعوب وجعلها تشارك في القرار.

 

مخزومي
ألقى مدير الجلسة الأولى رئيس منتدى الحوار الوطني، المهندس فؤاد مخزومي، مداخلة أضاء فيها على مسألة انتشار الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي وتمأسسه في حركات سياسية كبرى تعمل على إسقاط الأنظمة ممّا يهدّد الأمن الدولي. وركّز مخزومي على «حاجة اللبنانيين إلى الأمن والاستقرار المعيشي، ولذلك فإن عليهم المحافظة على الوحدة الوطنية أولًا عبر إغلاق أبواب الفتنة والتخلّي عن خطابات التخوين والتكفير والإلغاء...».

 

إيخهورست
من جهتها، ألقت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان السيّدة أنجيلينا إيخهورست، كلمة أشارت فيها إلى أنّ اتفاق الطائف يبقي الدولة اللبنانية متماسكة وأنّه يجب استئصال مشكلة الإرهاب. وشددت على أهمية وضع دستور قوي وقانون انتخاب عادل لجميع اللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية، وإلّا ستغرق البلاد في دوامة عنف مستمرة وطويلة، ودعت الجميع في الشرق الأوسط إلى العمل على إرساء سلام شامل وعادل.


افرام
أكّد عضو مجلس أمناء ملتقى التأثير المدني، الرئيس والمدير التنفيذي لـINDEVCO Group السيد نعمة افرام، في مداخلته أنّ اللامركزية هي الحلّ الأمثل لتوحيد الدول وأن الحوكمة الرشيدة هي التي تبعد الأخطار عن الدول العربية.
 وقال: «ليبيا تغلي على وقع أزمات اقتصادية واجتماعية على الرغم من ثرواتها الطبيعية وبعدها عن الانقسامات الدينية والمذهبية. أليست اللامركزية الموسّعة مخرجًا لفوضاها الدموية؟...
 إنّ الأمر سيّان في سوريا واليمن والعراق، وإن الوحدة تكمن في نظام حكم لامركزي خلاق يجمع بين الأقاليم القائمة، وسط تنوّع مذهبي وقومي».
ودعا السيد افرام إلى استشراف مئوية جديدة لبلدان الشرق، تكون أقل عقائدية وأكثر واقعية وأقل تصلّبًا وأكثر إنسانية.

 

زاسبكين
 في الجلسة الثانية توالى على الكلام كل من السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين وممثل الجامعة العربية، ووزير العدل الأردني السابق. زاسبكين تحدّث عن دور روسيا في مكافحة الإرهاب وسعيها لإقامة منظومة دولية متعددة الأقطاب. وأكد أن «الرؤية الروسية تعتمد على الانتقال إلى التعددية المبنيّة على تحقيق التوازن على المستوى القومي، الإقليمي والدولي، وشدّد على وضع أسس سليمة من أجل تطوّر البشرية».

 

عبد الرحمن الصلح
أما مداخلة الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي التي ألقاها الأمين العام المساعد السفير عبد الرحمن الصلح، فتضمّنت الإشارة إلى القرار الذي اتخذته قمة شرم الشيخ في أذار الماضي والمتعلق بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي... وقال الصلح: إن العمل جارٍ حاليًا على تهيئة الأرضية المناسبة لتفعيل هذا القرار ووضعه موضع التنفيذ، علمًا بأنّ تشكيل مثل هذه القوة لا يقصد منه تهديد أي دولة أو الإعتداء عليها، بقدر ما يرمي إلى خلق قوة عسكرية عربية مشتركة قادرة على القيام بالمهمات المنوطة بها ومساعدة الدول العربية المعنية في عمليات حفظ الأمن وبناء السلام. وإذ أشار إلى عدد من القضايا التي لا تزال تشكّل تهديدًا للأمن القومي العربي والاستقرار في المنطقة، قال: ثمّة حالة استعصاء تواجه الجهود العربية والدولية المبذولة لإيجاد حلول للأزمات المتفجرة في العالم العربي وبخاصة في سوريا واليمن وليبيا...
كذلك ألقى وزير العدل الأردني السابق الدكتور حمزة حداد كلمة أكد فيها أن جميع الأديان تدعو إلى السلام وأن البشرية بطبعها تميل إلى العنف.


جلسات العمل والتوصيات
بعد الجلسة الافتتاحيّة عقدت مجموعات العمل جلساتها التي اختتمت بصياغة التوصيات وكانت على النحو الآتي:
ركّزت مناقشات المجموعة الأولى على سؤال أساسي «هل شجّع الربيع العربي على التطرّف الديني أم فتح بابًا لانعتاق الشعوب العربيّة من نير الأنظمة الديكتاتوريّة؟ ونحو أي ديمقراطيّة تتجه هذه الشعوب؟».
خلصت المناقشات إلى جملةٍ من الاستنتاجات أبرزها أن أنظمة الاستبداد والفساد التي سادت معظم الأقطار العربية لم تكن قابلة للاستمرار بسبب عجزها عن القيام بوظائفها ومهماتها الأساسية تجاه شعوبها. وقد كشف سقوطها عن أوجه خللٍ كثيرة في بنية المجتمعات العربية وعن غياب التوازن بين مكوّناتها وقواها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن الديمقراطية ستبقى هدفًا رئيسًا ويتعيّن على الشعوب العربية السعي لإنجازها.

وجاء في توصيات هذه المجموعة التي أعلنها مدير المجموعة د. حسن نافعة، أن عدم التسامح مع التطرّف الديني الذي يستبعد الآخر المختلف أو يحاول تهميشه أو الانتقاص من حقوقه، ومقاومة الإرهاب بكل أشكاله والتصدّي له بكل الوسائل المتاحة، يشكّل التهديد الرئيس لاستقرار المجتمعات العربية ونموّها وتحديثها، ويحول دون تمكينها من إطلاق مشروعها الحضاري الخاص وازدهاره. وأوصت هذه المجموعة أيضًا بضرورة السعي لتجفيف منابع الإرهاب الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وتركيز الجهد على التعليم والاستثمار، والعمل على تنقية المناهج التعليمة من كلّ الأفكار التي تحرّض على التطرّف أو التمييز، إضافة إلى طرح مشروع عربي للتكامل الاقتصادي والاجتماعي، والعمل على إصلاح المؤسّـسات الدولية وتعظيم قدرتها على تبنّي استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب، على النحوّ الذي يخدم المصالح الإنسانية ككل...

 

توصيات المجموعة الثانية
المجموعة الثانية ناقشت محورًا بعنوان «بين الربيع العربي والتطرّف الديني، هل ألغت الصراعات الإقليميّة الدوليّة حدود سايكس- بيكو الثّابتة لمصلحة حدود متحرّكة، وهل من سايكس-بيكو جديد للمنطقة؟».
وجاء في التوصيات التي أعلنها الدكتور وليد عربيد أنه على المستوى المحلي لا بدّ، وبدل ااإسترسال في توصيف المتغيّرات المحتملة في خرائط الشرق الأوسط، من محاولة إنتاج دينامية تعاون بين شركاء العقد الإجتماعي (الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني)، لبناء منظومة للأمن القومي تحمي حدود الدول، وتحترم طموحات الناس، وتفعّل عمل المؤسسات، وتبني السياسات الاقتصادية المستدامة، وتصوغ آليات مساءلة بالقانون. وركّزت التوصيات على الحوكمة السليمة، والسياسات الاقتصادية المستدامة. أما على المستوى العربي والإقليمي فخلص المجتمعون إلى أنّ الانتقال من حالة ردة الفعل والاستسلام واليأس الى حالة المبادرة الإيجابية يتطلب إنشاء مجلس أمن قومي عربي ومجالس وطنية مماثلة إضافة إلى العمل على إقامة نظام إقليمي شرق أوسطي يرتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي وحلّ القضية الفلسطينة على قاعدة إقامة دولة فلسطينية... مع التشديد على وحدة الدول العربية وسيادتها، والحفاظ على ثرواتها الطبيعية، ومواجهة حركات التطرف الديني... وبناء الدولة الديمقراطية التي تحترم التنوّع وتعزيز حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي... وعلى الصعيد الدولي، تمّ التركيز على ضرورة التنسيق والتعاون الدولي في قطع الطريق على المساعدات المالية والعسكرية للتنظيمات المتطرفة والإرهابية، والتأكيد على شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

 

..والمجموعة الثالثة
المجموعة الثالثة بحثت في مصير التنظيمات المتطرّفة في الشرق الأوسط في ظل تقاطع المصالح واختلاف النظرة حول مكافحة الإرهاب، وناقشت وفق ما أعلن مديرها الدكتور حمزة حدّاد، مجموعة من الأفكار شملت مبدأ توحيد تعريف الإرهاب، وأهمية تعديل الاتفاقية العربية لمكافحته، بحيث تتوافق مع الالتزامات القانونية التي حددتها الأمم المتحدة، ومكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود لارتباطها الوثيق بالإرهاب، ولا سيما الاتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وتبييض الأموال، والإرهاب الإلكتروني... وعدم مرور الزمن (تقادم الزمن) على الجرائم الإرهابية، وأهمية المكافحة العلاجية من خلال قضاء جزائي دولي مختص ونزيه ومستقــل، لمحاكمــة الارهابيين...
وركّزت التوصيات على اتخاذ التدابير الوقائية الأمنية والبوليسية من خلال: تجهيز الأجهزة الأمنية بأحدث وسائل التقنيات الحديثة وبناء قدراتها، إدراج مادة مكافحة الارهاب في المناهج التعليمية في الكليات العسكرية والمعاهد الأمنية، وضرورة التنسيق بين المؤسسات الأمنية والعسكرية على الصعيد المحلي والدولي، ومكافحة تمويل الإرهاب...
أما على الصعيد السياسي فقد حثّ المجتمعون القوى السياسية، الإقليمية والدولية على مواجهة التطرّف الفكري والإيديولوجي، وانتهاج الخطاب الديني المعتدل... وعدم القبول بالازدواجية في المواقف السياسية، وتعزيز سيادة القانون والحكم الرشيد، والمواطنة، وتداول السلطة ديمقراطيًا، ومكافحة الفساد...
كما حثّت توصيات هذه المجموعة مجلس وزراء العدل والداخلية العرب على تحقيق التعاون القضائي والأمني في مكافحة الارهاب، مطالبة الأمم المتحدة وسائر المؤسسات المرتبطة بها بعدم التعايش مع الأزمات الانسانية وكأنها أمر مفروض، وبوضع مفاهيم العدل والديمقراطية والحرية والأمن والأمان والمساواة والحقوق الانسانية، ولا سيّما حرية الرأي والتعبير والمعتقد، قيد التطبيق، وليس فقط إدراجها في ديباجات المواثيق الدولية. وعلى الصعيد الثقافي والفكري أوصت المجموعة بمعالجة العوامل التي تؤدي إلى التطرف الديني والإرهابي والاحتراف الجرمي، من مختلف جوانبها...

 

على هامش المؤتمر

أعدّت اللجنة المنظّمة للمؤتمر، إلى جانب البرنامج الأكاديمي، برنامجًا سياحيًا خاصًا بالمشاركين، تخلّله زيارة إلى سيدة لبنان في حاريصا والسوق العتيق في جبيل وعاليه، مع عشاء تكريمي تخللته سهرة فنية.

 

تكريم المؤسسات الراعية
ساهم في رعاية المؤتمر كل من: ملتقى التأثير المدني، منتدى الحوار المدني (مؤسـسة مخزومي)، جمعية مصارف لبنان، فرنسبنك، شركة طيران الشرق الأوسط (MEA).
وقد كرّم الجيش هذه المؤسـسات والجمعيات في ختام أعمال المؤتمر بحضور قائد منطقة البقاع العميد الركن ألبير كرم ممثلًا العماد قائد الجيش، الذي منح ممثليها شهادات تقدير ودروعًا تذكارية، كما كرّم عريفة المؤتمر الإعلامية كاتيا ريّا.