مؤتمر

المؤتمر العربي الرابع للأسماء الجغرافية في بيروت
إعداد: ندين البلعة

الوزير المر:في لبنان أسماء تشهد على حضارة ستة آلاف سنة

تحت عنوان «بناء نظام عربي موحّد لنقل الأسماء الجغرافية إلى الأحرف اللاتينية»، عقد المؤتمر العربي الرابع للأسماء الجغرافية في فندق مونرو - بيروت بين 16 و22 حزيران المنصرم. رعى المؤتمر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المرّ، وترأسه العميد الركن مارون خريش مدير الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني.
وشارك في المؤتمر: النائب ياسين جابر ممثلاً رئيس مجلس النواب، الوزير جان أوغاسبيان ممثلاً رئيس مجلس الوزراء، العميد الركن الياس فرحات قائد كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان ممثلاً قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري، السفير عبد الرحمن الصلح ممثلاً الأمين العام لجامعة الدول العربية، نائب رئيس المجموعة العالمية لخبراء الأسماء الجغرافية. بالإضافة إلى ممثلين عن الوزارات ورؤساء إتحاد بلديات وأعضاء اللجان النيابة ومدراء عامين وملحقين عسكريين وممثلين عن القوى الأمنية. كما شارك أساتذة وطلاب جامعات رسمية وخاصة وممثلون لمعظم الدول العربية.

 

الوزير المر
تخلل جلسة الإفتتاح كلمة للوزير المرّ الذي تناول بداية دلالات الأسماء الجغرافية في لبنان، فقال: في لبنان أسماء تشهد على حضارة ستة آلاف سنة منها إنطلق الحرف إلى العالم. في لبنان وأكاد أقول في كل موقع ونقطة، تاريخ لكل إسم، تاريخ نضال وبطولة وشهادة. أسماء تذكرنا بأبطال صنعوا الإستقلال، قاوموا الإحتلال، ورووا الأرض شهداء في كل شبر من أرض الوطن.
وثمة أسماء تذكرنا بأعلام الأدب والفكر والفن، أو بأطفال سحقهم عدوان إسرائيلي، وأخرى تذكرنا بتلاحم الشعب والجيش والمقاومة، بالصمود والتحرير والإنتصار.
وأضاف قائلاً:
«إن من قاد المؤسسة العسكرية في أصعب المراحل وأقسى الظروف، في مواجهة العدو الإسرائيلي في تموز 2006 وفي مواجهة الإرهاب، والقضاء على ما سمي فتح الإسلام، والإسلام منه براء في 2007، ومن ضمن أمن وحرية ملايين المتظاهرين من كل الفئات وحمى وحدة المؤسسة، يعرف كيف يقود الوطن نحو ترسيخ الوحدة وتحصين الأمن والحرية وضمان العدل والديموقراطية».
وختم مؤكداً «إن لبنان سيبقى مشعلاً للعلم، وموئلاً للحضارة، مساهماً في كل عمل عربي مشترك، مؤمناً بطاقات أبنائه، متسلحاً بوحدة اللبنانيين وبتمسكهم بالعيش المشترك في التصدي للعدوين: إسرائيل والإرهاب، فلنتحد ليسترجع العرب مجد تاريخ وحضارة، ويكتب لبنان صفحة جديدة في تاريخ الشرف والتضحية والوفاء».

 

العميد الركن خريش
رئيس المؤتمر العميد الركن مارون خريش تحدث عن أهداف هذا المؤتمر. ومما جاء في كلمته: «لا يخفى على أحد أهمية أسماء الأماكن الجغرافية. فهي تشكل هوية كاملة للمدن والقرى والمعالم الطبيعية والمواقع الأثرية والدينية والتاريخية.
تروي قصة الشعوب المتعاقبة، وتمضي الأجيال، ويقضي الملوك والأباطرة، وتدرس المعالم، ولكن الأسماء تبقى شاهداً على المجد، وعلى عاديات الأيام. تحدد نطاق سيادة الدول براً وبحراً وجواً. فهي عنوان للعزة والفخر والخلود. عليها رفعت رايات النصر وفيها انهزمت قوى الشر وعليها عاش الآباء والأجداد وإليها انتموا فسموا بأسمائها. وإليها انتسبوا فكان منهم الإسكندر المقدوني وهنيبعل القرطاجي وحيرام الصوري وقدموس الجبيلي وغيرهم.
الأسماء الجغرافية الوطنية تكرست إرثاً ثقافياً للشعوب. يجب المحافظة عليه وصونه من الطمس والضياع، والدفاع عنه ضد المحتل الذي يعمل على إلغائه وتسمية مناطقه بأسماء أخرى، عله بذلك يستطيع إضفاء شرعية ما، على إحتلاله والإدعاء بملكية الأرض. والأرض تأخذ هوية السكان: لذلك يسعى المحتل دائماً إلى تدمير الحضارة وقتل البشر وتهجيرهم ليُحل مكانهم سكاناً آخرين متوخياً إعطاء الأرض هويتهم».
وأضاف قائلاً:
«إن هدف كل عمل يتعلق بتوحيد الأسماء الجغرافية هو المحافظة على هوية الأمكنة، وتسهيل معرفة هذه الهوية لتمكين الناس من ممارسة سيادتهم وحرياتهم وحقوقهم الوطنية والإقتصادية والثقافية والدينية عليها باعتبارها نطاقاً جغرافياً لهم.
لذلك كانت المجموعة العالمية للأسماء الجغرافية «أنغيغن» (UNGEGN) التابعة للمجلس الإقتصادي والإجتماعي في الأمم المتحدة، والشُعب اللغوية والإقليمية والعالمية الثلاث والعشرين، التي تشكل الشعبة العربية أكبر شعبها إذ أنها تضم جميع الدول العربية المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية. ولذلك عملت الشُعب ضمن هذه المجموعة على توحيد الطرق والمعايير والمفردات وأنظمة نقل الاسماء لكي تأتي أعمالها موحدة (Standard) يمكن قراءتها وإستعمالها وإستثمارها من قبل الدول والمجموعات والشركات والأفراد في جميع دول العالم».
وبعد أن استعرض ما حققته المؤتمرات السابقة قال: «لقد طلبتم أن يكون الهدف الأساسي لهذا المؤتمر حل المشاكل والصعوبات الناتجة عن تطبيق نظام نقل الأسماء الذي اتفقتم عليه في برلين العام 2002. ودراسة القواعد التطبيقية التي وضعت على أساسه في مؤتمر بيروت 2007، وخصوصاً لجهة لفظ الأسماء بمختلف اللهجات المحلية في الدول العربية وضبطها بالشكل قبل القيام بعملية رومنتها (نقلها من الأحرف العربية إلى الأحرف الرومانية).
كما رأينا للفائدة وبعد بحث ما مر ذكره والإتفاق عليه، أن نعرض تمريناً عملياً لكيفية جمع الأسماء الجغرافية وتشكيلها وضبطها. وبناء معجم جغرافي ورقمي منها. وكذلك إستعمال هذه الأسماء على الخريطة بطريقة تقليدية وبطريقة أخرى أوتوماتيكية مبنية على نظم المعلومات الجغرافية وقواعد البيانات.
كما تضمن برنامجنا في هذا المؤتمر نقاشاً وعروضاً لآلية عملية لتمكين اللجان السبعة المنتخبة في مؤتمر بيروت 2007 من العمل معاً كل ضمن مجال صلاحياته على تفعيل العمل العربي المشترك توصلاً إلى تطبيق القرارات الصادرة عن المؤتمرات والإجتماعات الإقليمية للشعبة ولقرارات الأمم المتحدة».
وختم العميد الركن خريش بكلمة شكر فيها فخامة رئيس الجمهورية لرعايته المؤتمر، والرئيسين بري والسنيورة لدعمهما، والمشاركين عموماً، محيياً أرواح الشهداء.

 

الدكتور سيالة
ثم قدم رئيس الشعبة العربية للخبراء، الدكتور أنور سيالة (ليبيا)، تقرير الشعبة عن السنة المنصرمة، حيث إتفق الخبراء العرب على نظام موحّد للأسماء الجغرافية ونقلها إلى اللاتينية لحلّ كل المشكلات والعراقيل الناجمة عن أي لغطٍ ببعض الكلمات والأسماء العربية، توصلاً إلى إدخال التعديلات اللازمة على النظام وإقراره، وبالتالي بناء معجم عربي ورقي ورقمي موحّد وتطبيقه عربياً ودولياً.

 

عطوي
بعدها عرّف نائب رئيس مجموعة الخبراء العالميين السيد إبراهيم عطوي (الجزائر) «بمجموعة الأمم المتحدة لتوحيد الاسماء الجغرافية» التي تأسست في 28 نيسان/إبريل 1959. فأكد على أن دور هذه اللجنة هو إستشاري، تأخذ قراراتها بالتشاور والتوافق مع الأطراف المعنية. وهي تساعد في وضع آليات لتوحيد الأسماء الجغرافية، كما تشجّع البحوث والدراسات في هذا المجال وتضع البرامج الملائمة للعمل فيه. وتسعى إلى توعية الهيئات المكلّفة بإنجاز الخرائط على أهمية إستعمال الأسماء الجغرافية في شكلها الموحّد.

 

الصلح
وتحدث السفير عبد الرحمن الصلح فقال: «إن سعينا الدؤوب لتفعيل مفاهيم العمل العربي المشترك، يدفعنا إلى مطالبتكم أنتم النخبة العربية بالخروج بمقررات وتوصيات تحمل الطابع العربي المتكامل، متخطين الحدود الجغرافية الضيقة إلى فضاء القومية العربية الشاملة.
إن جامعة الدول العربية لا يمكنها إلا أن تكون معكم داعمة لما من شأنه أن يسهم في توحيد المقاربة العربية للتعاطي مع العلوم، لا سيما توحيد الأسماء العربية واعتماد قانونها العربي الموحّد».