حوار مع متقاعد

المؤهل الأول المتقاعد لويس صافي: الجيش مؤسسة الماضي والحاضر والمستقبل
إعداد: باسكال معوض

صفحة الذكريات هذه يكتبها كل عدد فرد متقاعد من المؤسسة العسكرية، لم يتقاعد  حبه المخزون للوطن وللبذلة المرقطة. صفحة تحاول اختزال حياة من الشرف والتضحية والوفاء، وضغطها في مقابلة اهم ما فيها انها صورة مضيئة لرتباء وأفراد رهنوا حياتهم وعرقهم للجيش وكسبوا الرهان.

 

ولد ليكون موسيقياً واختار الحياة العسكرية إطاراً لتحقيق حلمه. المؤهل الأول المتقاعد لويس صافي, خدم 19 سنة في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء, عسكرياً جاهزاً لافتداء الوطن, وعازفاً محترفاً اكتسب خلال خدمته الكثير من المعارف الموسيقية والقيم والمبادئ العسكرية.


بدايته مع الموسيقى تعود الى مرحلة نعومة أظفاره, أما بدايته بالجيش فتعود الى 17 شباط من العام 1979 حيث تطوّع, وحلمه الإلتحاق بموسيقى الجيش. إلا أن الرياح جرت عكس ما يتمنى, ففُصل الى أركان الجيش للعمليات ومديرية التعليم وبالتحديد الى قسم الضباط. لكن الهاجس بقي في رأسه رغم أنه بعد فترة خضع لدورة برمجة نظراً لكفاءته الإدارية.
أثناء الخدمة كان يغتنم فرصة فراغه من العمل في مركزه في وزارة الدفاع ليذهب الى ثكنة شكري غانم (حيث كان مركز قوى موسيقى الجيش) ليكون قريباً من الأجواء التي يحبها.
في العام 1981 نقل الى فوج الموسيقى, فبدأ علومه بالإلتحاق بالكونسرفاتوار الوطني إضافة الى انتسابه لقسم الموسيقى في جامعة الكسليك, وبهذا قدّم له الجيش فرصة مهمة.
ويقول المتقاعد صافي: “من رتبة عريف تمت ترقيتي الى رتبة رقيب بعد أن درست مدة 3 أشهر وكانت علاماتي في الإمتحان متفوقة جداً, فأنا بطبيعتي أحب النظام, وأحترم القوانين وأطبقها بشكل كامل.
بعد ذلك حصلت على ديبلوم في الموسيقى من المعهد العالي للموسيقى وتدرجت في الترقية الى أن تم تسريحي برتبة مؤهل أول.
ويتابع المؤهل الأول صافي قائلاً: لقد شجعني والدي على دخول الجيش لأنه مؤسسة الماضي والحاضر والمستقبل.
تذكرت كلمات والدي في الكثير من الأوقات العصيبة, أوقات أدّينا خلالها واجبنا بالدفاع عن شعبنا ووطننا بكفاءة وثبات.
ويروي المؤهل الأول صافي بعضاً من ذكرياته خلال حياته العسكرية فيقول:
في أول يوم لي في الحياة العسكرية حصلت على عقوبة, “أول دخولو شمعة طولو”! فقد كنت ورفاقي في الخيمة حيث يحلقون لنا رؤوسنا, ومرّ ضابط من أمامنا فلاحظ وجود ورقة مرمية على الأرض وسأل من رماها؟ فانبريت أجيب قائلاً: “الأقرع!”. فضحك الجميع, وبينهم الضابط لكن هذا لم يثنه عن معاقبتي.
ويخـتم بالقول: الجيش علمـني حب الوطـن ومدى كبر قيمته, بما أننا دفعنا الدم للدفاع عن أرضه؛ علّمني احترام الإنسان أياً كانت عقيـدته أو كان مذهبه أو انتماؤه, فهو أخ بالوطنـية. كذلك فتح الجيـش أمامي مجالاً كبيراً لأمارس مهنة أحببتها طوال حياتي.
اليوم أمـارس مهنـتي كموسيقي بفـضل المؤسسة العسكريـة, التي قطفت ثمار خيراتها أثناء عملي فيها وبعـد تسريحي منها, وأنا أدين لها بالكثير, ولن أوفيها حقها ما حييت...

تصوير : المجند حسن عسيلي