متقاعد يتذكر

المؤهل الأول علي اللهيب: اعتز بكوني واحداً من جنود الوطن
إعداد: باسكال معوض بومارون

قطع المسافة بين الشارقة ودبي مشياً على قدميه

 

كان معلم أجيال في مدرسة ابتدائية، لكن المدرسة الكبرى نادته، فترك كل شيء ليعود تلميذاً على مقاعد الجندية.انه المؤهل الأول علي اللهيب من مواليد العام 1951 والذي يتذكّر مسيرته العسكرية التي بدأت ربيع العام 1971.

يقول المؤهل اول اللــهـيـب: بعد حصولي على شهادة البريفيــه في تلــك الآونة، بدأت مهنة التعليم فأصبحت مدرّســـاً الصــف الخـــامـــس إبـتــدائـــي.لــكــــن حلــمــــي كــــان ان اكـــون عــنــصــراً في مــؤســــســة الجــيـــش وتحــديـــداً في فـــوج المـــغــــاوير.وهكذا تخليــت عن عملي المريح وقررت دخول مدرسة الرتباء.
ربيع العام 1971 خضعت في وزارة الدفاع في اليرزة للاختبارات المطلوبة؛ فجلّيت فيها وقبلت تلميذاً رتيباً في مدرسة الرتباء.
في شباط العام 1972 دخلت مدرسة التمريض التابعة للصليب الأحمر في ثكنة المير بشير، وخرجت منها العام 1975 لأعيَّن في المستشفى العسكري المركزي بعد ان تدربت في المستشفيات كافة.
وعند اندلاع الحرب أُلحقت بمستوصف حمّانا حتى العام 1984حين نقلت الى طبابة منطقة الجنوب في صيدا.العام 1986 عُيِّنت رئيساً لمستوصف اللواء الثاني عشر حيث بقيت حتى تاريخ تسريحي في آب العام 1997 برتبة مؤهل أول.
كان المؤهل الأول المتقاعد علي اللهيب رياضياً من الطراز الأول، كما يقول.شارك في فريق كرة القدم في الجيش.هواياته الرياضية استمرت معه متقاعداً، إذ شارك بماراتون بيروت وعمشيت.العام 2004 سافر الى امارة الشارقة حيث بدأ العمل هناك، وفي احدى الامسيات خطرت له فكرة السير من إمارة الشارقة الى دبي مشياً على القدمين؛ قطعُ المسافة كان بمثابة مغامرة لم يتردد في خوض غمارها.انطلق من شارع الامارات في دبي باتجاه جبل علي، ثم واصل المشي الى امارة ابو ظبي، الى أن وصل الى النقطة التي حددها امام البوابة الرئيسة لقصر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بمنطقة البطين في ابو ظبي، علماً ان المسافة بين نقطتي الانطلاق والوصول هي 185 كلم.
يقول: كنت امشي هرولة حاملاً على كتفي العلمين اللبناني والاماراتي، وقطعت بين الساعة التاسعة ليلاً وطلوع الفجر 130 كلم من دون توقف، شربت خلالها الماء وتناولت التمر والتفاح، وصباحاً وبعد ان استرحت حوالى 10 دقائق بدأت المرحلة الاصعب لأن الحرارة هناك ترتفع بسرعة (45 درجة)، واكملت سيري حتى وصلت ظهراً الى قصر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في امارة ابو ظبي، محققاً إنجازاً أعتزّ به قدّمته لوطني، مفتخراً انني أحد ابنائه، وأحد جنوده.