متقاعد يتذكر

المؤهل الاول المتقاعد وديع عزام
إعداد: ندين البلعة
تصوير: طلال عامر

صفحة الذكريات هذه يكتبها كل عدد فرد متقاعد من المؤسسة العسكرية، لم يتقاعد حبه المخزون للوطن وللبذلة المرقطة. صفحة تحاول اختزال حياة من الشرف والتضحية والوفاء، وضغطها في مقابلة اهم ما فيها انها صورة مضيئة لرتباء وافراد رهنوا حياتهم وعرقهم ودمهم للجيش، وكسبوا الرهان.

لو سنحت لي الفرصة لما ترددت بالعودة الى صفوف العسكر

يتذكّر يوم التحاقه بالمؤسسة العسكرية كما لو كان يوم ميلاده. المؤهل الأول المتقاعد وديع عزام يعتبر الخدمة العسكرية رسالة مقدسة قام بتأديتها. وبعد 10 سنوات على تقاعده، يقول: لو سنحت لي الفرصة بالعودة الى الخدمة مجدداً، لما ترددت لحظة.

 

...وإذ يستذكر سنوات الخدمة من بداياتها، يقول المؤهل الأول المتقاعد وديع عزام:

تطوعت في 11 نيسان 1968 وكان يوم الخميس الساعة الواحدة ظهراً!

في معهد التعليم في عرمان خضعنا لتدريبات لمدة 6 أشهر. كان التدريب عنيفاً وقاسياً تجاوزت صعوباته بما تملّكني من اندفاع.

شُكّلت بعدها الى مدفعية صيدا ومنها الى مركز عدلون حيث مدفعية الشواطئ عيار 164 ملم. ومن ثم الى مزرعة السيد على الحدود الجنوبية حيث كانت بانتظارنا مهام أديناها بنجاح.

 

ويضيف:

في أثناء وجودي في مركز كفردونين، صدرت أوامر من قيادة الجيش بالانتقال الى بيروت. خلال يومين صدرت الاوامر 4 مرّات: أعدّوا الرحيل وأعدّوا الإرباض! كان ذلك نموذجاً لما في الحياة العسكرية من مفاجآت ومتغيرات على العسكري أن يتكيّف معها.

من القطع التي خدم فيها، اللواء الثامن ومدرسة الرتباء في حمانا.

العام 1983 وفي أثناء تأدية مهمة في وادي شحرور، سقط صاروخ على المركز الذي كان فيه وأصيب، وتولى رفاقه نقله الى المستشفى العسكري حيث عولج وأعطي فترة نقاهة، لكنه قضاها على الطريق!

كيف؟ يروي التفاصيل قائلاً:

كانت الطرقات مقطوعة حينها، فسلكت طريق منطقة الشمال الى الحدود السورية حتى الهرمل وصولاً الى منطقتي في الشوف. واعتقدت عائلتي أنني متّ بسبب تغيّبي، من دون أي خبر، لمدة 20 يوماً.

تدرّج في الترقيات الى رتبة مؤهل أول، أما آخر وظيفة شغلها قبل تسريحه فكانت أمين سر المكتب الاداري في قسم التجهيز، حيث خدم من العام 1994 الى العام 1998.

خلال خدمته نال العديد من الأوسمة والتهاني وهو كان معروفاً بحسن السلوك والاخلاق. «لم أعاقب مرّة طوال حياتي العسكرية» يقول، ويختتم: «حبذا لو تعود تلك الأيام».