متقاعد يتذكر

المؤهل المتقاعد حميد صعيبي تطوعت في الجيش مرتين...
إعداد: باسكال معوّض

المؤهل المتقاعد حميد صعيبي من بلدة بجه خدم وطنه بكل أمانة وإخلاص لمدة 38 عاماً، وهو يكنّ لهذه المؤسسة حباً خاصاً و«معزة مميزة» جعلته ينخرط فيها مرتين، ويشرب نخبها في كل مرة يرفع فيها الكأس...

كان والده يحاول ثنيه عن الانخراط في المؤسسة العسكرية لأنه كان يعلم مدى تهوره وجموحه كشاب في "أول طلعته". إلا أن شقيقه الأكبر الذي كان قد انخرط في المؤسسة تولى إقناع الوالد بالأمر.

وهكذا انخرط حميد صعيبي ابن الـ19 عاماً في الجيش، ولم يحاول مرة التلاعب أو التهرب بل دحض شك والده بأن قضى 38 سنة يخدم الوطن من خلال مؤسسة الجيش.

يقول: في يوم 4 كانون الأول 1956 التحقت في ثكنة الفياضية، تسلمنا أغراضنا في حمانا وتوجهنا نحو عرمان لنتابع دورة أغرار استمرت نحو ثمانية أشهر.

بعد التخرج تابعت دورة لاسلكي في فوج الإشارة وتم تشكيلي الى الجنوب، وتحديداً الى صور ومن ثم الناقورة. بعد ذلك تنقلت في مراكز عدة: ثكنة حمانا ووزارة الدفاع وثكنة شكري غانم في الفياضية، حيث عملت كأمين سر في منطقة جبل لبنان الى أن أحلت على التقاعد في العام 1981.

بعد نحو سنة من ذلك تم استدعاء الاحتياط، وقررت أن أعود الى الخدمة، فعينت كأمين سر في اللواء التاسع الذي كان قيد الإنشاء، وقد خدمت فيه لحين بلوغي السن القانوني في العام 1992.

 

وحول سنوات خدمته يقول:

كل ما تعلمته في هذه الحياة كان مصدره مؤسسة الجيش تحت عنوان الشرف والتضحية والوفاء. ففي الجيش اختبرت الصداقة والاخوّة بين الرفاق والمساواة في ظل القانون والتفاني في خدمة الوطن. فهذه المؤسسة بنظري هي تجسيد لكل ما ينادى به في الكتب المقدسة، إضافة الى أنها تصقل الرجال ليكونوا اشداء يتحملون المسؤولية ويتخطون الصعاب مهما كانت.

 

وختم قائلاً:

اتمنى على كل شاب في هذا المجتمع أن يقوم بخدمة العلم، فالجيش مدرسة للأخلاق العالية والصفات النبيلة.