متقاعد يتذكر

...المؤهل المتقاعد علي فاعور في هذه المؤسسة الأخلاق وأصدقاء العمر
إعداد: باسكال معوض

لا يزال يتذكر التاريخ المحدد لانخراطه بالجيش: يوم الجمعة 3 آب  1951 لأنه وبحسب رأيه كان أحد أهم أيام حياته... المؤهل المتقاعد علي فاعور يروي محطات من حياته العسكرية، بعـد أن خدم في الجيش ثلاثة عقود ونصف. يقول:


˜أنا من بلدة الخيام، وأهلها طالما أحبوا الجيش وانخرطوا فيه، لذا فقد تربيت على حب الوطن والمؤسسات العسكرية، وعندما بلغت السن المطلوبة تطوّعت في منطقة الفياضية بعد أن كانت اللجان العسكرية في تلك الآونة تجوب المناطق كافة. كنا نحو  50 متطوعاً تم توزيعنا في قطع الجيش كافة، أما أنا فقد عيّنت في فوج النقل في ثنكة الطرابلسي في بيروت، وبدأت دورة نظرية لمدة  3 أشهر داخل الثكنة لأتعلم قيادة الآليات والميكانيك، أعقبها أخرى تطبيقية في القيادة دامت  3 أشهر أخرى. وقد حصلت في نهاية الدورة على رخصة سوق إلا أنني بقيت مساعد سائق لفترة غير قصيرة، لأن القوانين آنذاك كانت تقضي بالتدرب على القيادة تحت إشراف المدرب لأطول مدة ممكنة، وبهذا يتخرج السائق العسكري متمرساً يقود آليته بكل انضباط واحتراف. بقيت في فوج النقل الذي انتقل في العام  1970الى ثكنة فخر الدين، وفي العام  1977التحقت بفوج المضاد فتسلمت مشغل الآليات الى أن تم تسريحي في الأول من كانون الأول من العام 1986، وذلك بعد أن بلغت السن القانوني، وخدمت بذلك لمدة  35 سنة.


وقد ترقيت خلال هذه الفترة لرتبة عريف في العام  1958 ثم أصبحت رقيباً في العام 1962، وبعدها بست سنوات أصبحت رقيباً أول وسرحت برتبة مؤهل، بعد أن قضيت فترة مؤهلاً بالخدمة الفعلية. خلال خدمتي في الجيش كنت دوماً الرياضي الأول في قطعتي، وكان رؤسائي يعينونني مدرباً رياضياً كلما كانوا بحاجة لتدريب العسكريين، اذ أنني خضعت في مدرسة القتال لدورة دامت نحو6 أشهر ما خوّلني أن أكون مدرباً رياضياً. وممارسة الرياضة عادة اكتسبتها خلال خدمتي العسكرية وبقيت معي بعد تقاعدي، وكذلك الإنضباط الذي علّمته لأولادي فكان ركيزة لحياتهم. ويختم فاعور بالقول: "˜إن الجيش هو أفضل مؤسسات الدولة من حيث اهتمامه الدائم بأفراده في الخدمة الفعلية وفي التقاعد. ففي هذه المؤسسة عشنا وبأخلاقها تحلينا، ومنها اخترنا الرفاق والأصدقاء".