- En
- Fr
- عربي
وجوه
عاشق الموسيقى المتعدد المواهب
في مذكراته التي نشرتها مجلة «الشبكة»، يذكر الموسيقي الكبير الراحل حليم الرومي إسم كلوفيس الحاج كواحد من أبرز المطربين الذين أطلقتهم الإذاعة اللبنانية اعتبارًا من منتصف القرن الماضي.
المايسترو كلوفيس الحاج إسم لمع على الساحة الفنية اللبنانية ملحنًا ومغنيًا وقائدًا لفرقة ومعلمًا للموسيقى، يوم كان الفن في لبنان يعيش أيامه الذهبية. هذا الفنان الذي رحل مطلع العام الحالي، نتذكره، خصوصًا أنه أمضى سنوات طويلة من عمره في صفوف الجيش اللبناني.
البدايات الفنية
ولد المايسترو كلوفيس الحاج في دير القمر العام 1923. درس في معهد مدرسة المخلص في بيروت وبدأ مشواره الفني في عمر الـ14. تتلمذ موسيقيًا على يد الأستاذين وديع صبرا وبرتران روبيار. حاز دبلومًا في العلوم الموسيقية وتخرّج من المعهد الموسيقي والأكاديمية اللبنانية، ثم علّم الموسيقى في الأخيرة وفي معاهد كبرى وفي مركز الموسيقى والفنون وفي ليسيه أدونيس ومدرسة القلبين الأقدسين في جبيل ودير مار مارون - غزير وليسيه عمشيت.
العام 1941، عمل في مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبعد سنوات قليلة انتقل إلى صفوف الأمن العام الفرنسي، ثم ما لبث أن تطوّع في الجيش برتبة رقيب في سرية المصالح (كانون الثاني 1946) ثم تمّ تشكيله إلى لواء الحرس الجمهوري فموسيقى الجيش حيث خدم فيها قبل أن يتم تسريحه في أيار 1969 من لفيف مقر عام منطقة بيروت وينصرف بشكل تام إلى ممارسة الفن.
كان المايسترو كلوفيس ملحّنًا في الإذاعة اللبنانية وبعدها في إذاعة الشرق الأدنى، ومغنّيًا بعدة لغات. أسس فرقة «لوس دورادوس» التي أحيت الحفلات في الكازينوهات والمهرجانات، كما أسس فرقة أخرى عرفت بأوركسترا كلوفيس.
عزف على عدة آلات موسيقية غربية وشرقية وكان الأحبّ إلى قلبه الغيتار والسكسوفون.
قدّم عدّة حفلات بحضور الجنرال ديغول ورؤساء عدد من الدول.
من الرعيل الأول
كان كلوفيس الحاج من رعيل الفنانين والملحنين الأوائل في لبنان خلال العصر الذهبي.
النشرات التي كانت تصدر عن الإذاعة اللبنانية تورد إسمه كمغنٍ إلى جانب الأسماء الكبرى وفي مقدمها السيدة فيروز وسليم الحلو وحليم الرومي وفيلمون وهبي وزكي ناصيف والأخوان رحباني وتوفيق الباشا وسواهم...
كان من الرعيل الأول في إذاعة بيروت لبنان وإذاعة الشرق الأدنى وفلسطين من رام الله. كما كان المايسترو الراحل المذيع الأول في إذاعة الجندي اللبناني، وهو قدّم عدة حلقات تلفزيونية منها حلقات «ليالي الأندلس» (1960)، التي كتب نصوصها شكيب خوري ولحنها كلوفيس الحاج، إلى عدّة أفلام تلفزيونية وسينمائية.
في أيام شبابه، لم يكن الناس يميزون بينه وبين الفنان وديع الصافي لشدة الشبه بينهما وكان يعرف بنجم الإذاعات.
مـــارس نشاطــاتـــه الفـنيـة حـتى آخــر أيامـه في الحـفــلات والمهرجــانات السياحيـة والتعليـم الموسيـقـي الشرقي والغــربــي، كـمــا أســهـم في إحياء عـــدد من المهــرجـانـات وأولــهـا في جـبيـل.
كرّمته عدّة مؤسسات ومن بينها نقابة الموسيقيين برئاسة النقيب أنطوان فرح، وغنى مع أوركسترا Marco Albahari والمايسترو Farazano.
كروان أين أنت؟
يرد إسم كلوفيس الحاج مغنيًا إلى جانب السيدة فيروز في نشرة برامج الإذاعة بتاريخ 28/1/1951، وإسم الأغنية «كروان أين أنت». كما يرد اسمه مرة ثانية في النشرة نفسها بتاريخ 22/10/1952، مقدمًا مع السيدة فيروز «أغاني راقصة».
المراجع:
• معجم القرن العشرين (وجه لبنان الأبيض)، د. طوني ضو، دار أبعاد.
• مجلة الروابط، العدد 90، نيسان 2007.
• مجلة النديم، العدد 172، شباط – آذار 2011.