لفتة وفاء

المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

العماد قهوجي أفضل قيادي لمؤسسة عامة في 2010
بدعوة من المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية أقيم في المجمّع العسكري - جونية إحتفال تكريمي لقائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي اختاره المجلس كأفضل قيادي لمؤسسة عامة خلال العام 2010.
حضر الحفل الذي ترأسه العماد قائد الجيش عدد من الشخصيات السياسية وخبراء محليون وأجانب في التنمية المستدامة الإدارية والإقتصادية والإجتماعية، إضافة الى أعضاء المجلس العسكري ومدير المخابرات العميد الركن إدمون فاضل، ومدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان وعدد من الضباط القادة من مختلف القوى الأمنية.

 

كلمة العماد قهوجي
العماد قائد الجيش توجّه بالشكر الى المجلس على ثقته الكبيرة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها، مؤكداً أن «الجيش لم يقم إلا بما يمليه عليه الواجب العسكري والوطني والأخلاقي».
 

قال العماد قهوجي:
رئيس المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية والأعضاء المحترمين
 

أيها الحضور الكريم
أن ينبري اللبنانيون ونخبهم الفكرية والثقافية والإجتماعية، الى تكريم المؤسسة العسكرية، اعتزازاً بإنجازاتها، وعرفاناً بجهود قيادتها، فهذا بمثابة وسام رفيع يعلّق على صدر كل فرد من أفرادها، وهذا دليل واضح، على أن هناك مَن يراقب ويتابع مسيرة الجيش، ويرصد أدق تفاصيل أدائه، ويعرف كيف يميّز ما بين الخطأ والصواب، فلا تضيع عنده تضحية، ولا يغيب عن باله عطاء أو جهد مبذول.
لكنني وشهادة للحق أقول: إن المؤسسة العسكرية، لم تقم إلا بما يمليه عليها الواجب العسكري والوطني والأخلاقي، ولا شكر على واجب كما جاء في القول المأثور، ويكفيها فخراً في الأساس، ثقة الشعب الذي أوكل اليها مسؤولية الدفاع عن الوطن، وائتمنها على حماية سيادته وحريته واستقلاله.
أما وقد شئتم تكريم الجيش وقيادته، فإني بدوري أهديكم هذا التكريم، وألف تحية وشكر لكم.
 

أيها الحفل الكريم
لقد واجه لبنان خلال السنوات الفائتة الكثير من الأحداث والتطورات، بدءاً من عدوان تموز العام 2006، مروراً بمعركة نهر البارد العام 2007، الى المشاكل الأمنية التي حصلت في أكثر من منطقة، وصولاً الى اتفاق الدوحة العام 2008، وإطلاق مرحلة جديدة من التماسك الوطني والنهوض والاستقرار، التي شهدنا وما نزال، فصولها المتتالية، في غير اتجاه وعلى أكثر من صعيد.
منذ البداية أدركت القيادة عميقاً حجم المخاطر القائمة، وبالتالي دور الجيش في وضع حد لتفاقم الأمور، ومنع انزلاق البلاد نحو المجهول، فكان لا بد من مضاعفة الجهود والتضحيات، في ثلاث مهمات: الدفاع عن حدود الوطن، التصدي للإرهاب والعابثين بالأمن، المشاركة في الأعمال الإنمائية والإنسانية.
فعلى صعيد المهمة الأولى التي تمثّل واجب الجيش الأصيل، فإن أوامرنا الثابتة للوحدات المنتشرة في المناطق الحدودية، تقضي بوجوب التصدّي لأي خرق أو اعتداء إسرائيلي، بكل الإمكانات ومهما غلت التضحيات، وذلك بموازاة السهر الدقيق على تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، تعاوناً وتنسيقاً مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وتأكيداً على التمسّك بكل شبر من تراب الوطن، واظبنا على إعادة تعليم الخط الأزرق بعد تعرّضه للتشويه في عدوان تموز، فاستطعنا استعادة قسم من الأرض، وتحديد مساحات مهجورة لم يتم الوصول اليها منذ العام 1949، بحيث يجري العمل حالياً على شق طرقات اليها بغية تمكين المواطنين من استثمارها. إضافة الى ذلك، حقّقت وحدات الجيش المختصة، بالتعاون مع مؤسسات دولية غير حكومية، خطوات مهمة في مجال نزع الألغام والقنابل العنقودية التي زرعها العدو في مناطق متعددة من الجنوب والبقاع الغربي.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، الذي ما انفكّت معظم شعوب العالم تعاني ويلاته ومآسيه، فقد تمكّنا من محاصرة نشاطاته الى حد بعيد، عبر كشف واستئصال العديد من خلاياه السرية، وخصوصاً تلك التي استهدفت عسكريين عزّل في منطقة طرابلس العام 2008، في محاولة خطيرة للنيل من هيبة الدولة وكرامة الجيش وترويع المواطنين الأبرياء.
وجنباً الى جنب مع هذا الإنجاز المهم، تمكّن الجيش من تفكيك عشرات شبكات التجسّس المتعاملة مع العدو الإسرائيلي، والتي كانت تقوم بجمع المعلومات عن مراكز عسكرية وسياسية، وتخطط لتنفيذ أعمال تخريبية خدمة للعدو وأهدافه الإجرامية.
وفي مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار، كان لحضور الجيش الفاعل، وتدخّله السريع والحاسم في أكثر من مكان، الأثر الكبير في تطويق الأحداث وإخماد نار الفتن في مهدها، وبالتالي توفير الأرضية الصالحة لإرساء حالة التوافق بين مختلف الفرقاء، وإجراء الإستحقاقات الوطنية التي نشهد واحداً منها اليوم، وتحصين ورشة النهوض بالبلاد في الميادين شتى، هذا الى جانب الإسهام الدائم للجيش في مكافحة الجرائم المنظمة على أنواعها، بالتعاون مع سائر القوى الأمنية.
وبالإضافة الى ما سبق، أولى الجيش اهتماماً كبيراً بالموضوع الإنمائي والإنساني، أخص في هذا الإطار، تدخّله الواسع في حادثتي غرق العبّارة البانامية وسقوط الطائرة الأثيوبية قبالة الشاطئ اللبناني، حيث تمكّنت الوحدات العسكرية، وسط الظروف المناخية القاسية التي رافقت الحادثتين، من انتشال قسم كبير من ضحايا العبّارة، وجميع ضحايا الطائرة المنكوبة، والعثور على الحطام والصندوقين الأسودين، في حين يسجّل التاريخ شواهد عديدة على عجز أكثر الدول تقدّماً عن انتشال ضحايا حوادث مماثلة.
وعلى الرغم من كثافة المهمات العملانية الملقاة على كاهل المؤسسة، لم تتوانَ القيادة عن الإهتمام بالشأن الرياضي، كونه يشكّل حاجة للعسكريين من ناحية، ووجهاً من أوجه حضارة الشعب اللبناني من ناحية أخرى، حيث استضاف الجيش خلال العامين 2009 و2010، البطولة العربية العسكرية الرابعة للعدو الريفي، والندوة العربية العسكرية الثالثة للطب الرياضي، والبطولة العربية العسكرية الثانية للكرة الطائرة، وقد لاقت جميعها، تنويه الإتحاد العربي للرياضة العسكرية، لجهة حسن الضيافة، ودقة التنظيم والإدارة والتنفيذ.
 

أيها الحفل الكريم
إن ما أنجزناه وعلى أهميته، لا يمثّل نهاية المطاف على الإطلاق، فالطريق أمامنا ما تزال طويلة، وستبقى محفوفة بالأشواك والمصاعب، ما دام هناك أعداء يتربّصون شراً بالوطن، وفي مقدمة هؤلاء العدو الإسرائيلي والإرهاب، اللذان يتكاملان معاً في استهداف هذا الوطن، ويشكّلان النقيض الواضح لطبيعة شعبه، ورسالته الحضارية الفريدة في الشرق والعالم أجمع.
لكنني أؤكد أمامكم الآن، أن إيماننا بلبنان لن يتزعزع، وعزمنا على متابعة مسيرة خلاصه يترسّخ يوماً بعد يوم، واستعدادنا الدائم لبذل التضحيات الجسام على مذبحه، يبقى سلاحنا الأمضى. وطالما أن هناك جيشاً مدركاً مسؤولياته وواجباته، وشعباً موحّداً يلتف حوله ويمحضه ثقته، فلا خوف على مستقبل الوطن مهما اشتدت المخاطر والتحديات.
ختاماً، أكرر شكري لكل مَن بادر الى إقامة هذا الحفل وشارك في حضوره، وعهدي لكم أن نشبك السواعد ونضم الجهود معاً، في مسيرة الحفاظ على لبنان القوي، لبنان الحرية والكرامة والعنفوان.

 

عشتم - عاش الجيش - عاش لبنان

خوري وبصبوص وبريتي
وكان أمين عام المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية جوزف خوري قد ألقى بعد النشيد الوطني كلمة الإفتتاح مرحّباً بالحضور، محيياً قائد الجيش الذي «كرّس حياته من أجل أن تبقى أرزة لبنان مرصّعة على جبين الجبل الأبيض الصامد منذ آلاف السنين»، ووجّه شكره للقائد على قبول هذا التكريم، وللحضور على المشاركة في اللقاء.
بعدها كانت الكلمة للأستاذ المحاضر في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان والجامعة اللبنانية وجامعات فرنسا الدكتور ايلي بصبوص الذي أشار الى أن عمل المجلس يدور حول مفهومين: الثوابت وهي القيم التي تجمعنا، والمتغيّرات وهي المهمات والمهارات، وبين الثوابت والمتغيّرات التي تجمعنا يكمن عملنا، حيث الإنسان والموارد البشرية». وأضاف الدكتور بصبوص أن الإدارات تصنّف بحسب المعايير، لذلك اخترنا الجيش الذي نكرّمه بشخص قائده العماد جان قهوجي».
ولفت رئيس المجلس الى أن أيار هو شهر تكريم العمل والموارد البشرية والوظائف والمؤسسات، وقال إن كرامة الوطن من كرامة المؤسسات والمثل الأعلى للمجلس هو التنمية عبر المهارات.
ونوّه الدكتور بصبوص بجهود العماد قهوجي والخطوات النوعية التي حقّقها على رأس قيادة الجيش، استناداً الى المعايير العلمية التي يعتمدها المجلس في إطار تقييمه عمل المؤسسات العامة من النواحي الإدارية والإقتصادية والإجتماعية.
البروفسور جان ماري بريتي (Jean Marie Pretti) الرئيس العالمي لمنظمة IAS، عبّر عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث وهذه «اللحظات المؤثرة للإعتراف بقيمة الأعمال القيادية، والقادة هم مثال يُحتذى به».
وفي ختام الحفل قدّم الدكتور بصبوص والبروفسور بريتي والأستاذ جوزف خوري الى العماد قهوجي درع التكريم ومنحوتة الفينيكس الذهبي، ثم قطع الجميع قالب الحلوى وشربوا نخب المناسبة.


المجلس وأهدافه
تأسس المجلس اللبناني لخبراء الموارد البشرية في 21 آذار 2002، وهو جمعية غير سياسية ولا تتوخى الربح، من أهدافه:
1- إنشاء روابط فكرية وتقنية مؤلفة من إختصاصيين في التنمية والموارد البشرية للتشاور حول عوامل ومقوّمات العمل في المؤسسات العامة والخاصة وتقييمها وتطويرها.
2- المحافظة على أخلاقيات العمل وتطويرها والسهر على نشرها في المجتمعات المهنية والعلمية.
3- تقييم المهارات الفردية والمؤسساتية والإقتصادية والإجتماعية وتطويرها.
4- تقييم معايير العمل التي تتطابق مع النظم القانونية والتقنية المحلية والعالمية، ومنح إفادات للمؤسسات التي تعتمدها وتدريب وتأهيل الأفراد العاملين فيها.
وضمن نشاطاته لنشر القيم الأخلاقية والمعايير الأساسية للتنمية المستدامة في العمل المؤسساتي، أطلق المجلس برنامجاً سنوياً لتكريم أفضل مؤسسة لبنانية تتميز بسلوكية تدعم إستدامة المنظومة الإدارية والإقتصادية والإجتماعية في لبنان وتطويرها.
ويوزّع المجلس سنوياً وخلال إحتفال كبير جوائز الفينيكس الذهبي لأفضل قيادي مؤسساتي لبناني، وأفضل قيادي مؤسساتي لبناني شاب (30 - 40 سنة) وأفضل موهبة لبنانية مستقبلية (طلاب دراسات عليا ودكتوراه، دون الثلاثين).
ونتيجة لمتابعتها أداء معظم المؤسسات اللبنانية وقيادييها خلال الفترة الممتدة بين أيار 2009 ونيسان 2010، واستناداً الى المعايير العلمية للأخلاقيات والى مبادئ التنمية المستدامة والإنماء المتوازن، والى المصلحة العامة اللبنانية... قرّر المجلس تكريم الجيش اللبناني بشخص قائده العماد قهوجي.