مشاريع ونجاحات

المحامي اللامع ما زال يُنشد: «للعلى أنا...»

المشاريع كبيرة كانت أم صغيرة تبدأ بفكرةٍ يتم التخطيط لها لتتجسد في خطوات متلاحقة، قد تساعد الظروف أحيانًا فتكون نتيجة هذه الخطوات نجاح باهر، وقد تكون الظروف صعبة فلا تساعد في تحقيق الهدف المنشود. لكنّ التخطيط الجيد والكفاءة والمثابرة والإخلاص في العمل تبقى من المقومات الأساسية لنجاح أي مشروع. في ما يلي قصة نجاح في عالم المحاماة حققته الكفاءة العالية والإرادة الصلبة والخبرات المتراكمة.

 

في العام ٢٠٠٨، وبعد أن تأزمت الأوضاع في لبنان، غادر الأستاذ محمد ناصر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عمل في مكتب محاماة في مركز دبي المالي العالمي، لينتقل بعدها إلى مكتب محاماة دولي، ويؤسس من ثم (في العام ٢٠١٣) مكتبه الخاص الذي تطور وباتت له مكانة مرموقة.
«كان ذلك اختيار القدر، ولكن إذا عدت بالماضي وخُيّرت، لاخترت الإمارات» يقول ناصر، فهي برأيـه تمـثّل اليوم حلقة الوصل بين الشرق والغرب ولقاء الحضارات وتناغم الثقافات، وتتيح للإبداع أن يصل إلى غايته. وهو يعتبر أنّه مدين للإمارات بالكثير، «فهنا رحابة السوق والتسامح وتنوّع الثقافات والفرص وتراكم الخبرات والحياة وصناعة المستقبل»، كل هذه المسائل أتاحت له أن يشحذ إمكاناته وأن يسهم في تطوّر السوق وتقدّمه.
يعترض الأستاذ ناصر على عبارة «هجرة الأدمغة» التي يتم تداولها كثيرًا في لبنان. بالنسبة إليه الحراك الإنساني هو ثقافة راسخة في القدم في هويتنا اللبنانية، فلو راجعنا التاريخ لوجدنا الكثير من المدن التي بناها اللبنانيون وراء البحار. والخروج من دائرة السوق الضيق والمحدود توجب على اللبناني أن يغادر لبنان لتحقيق طموحه. من هنا تكون الهجرة في بعض المراحل واقعًا محتومًا.
رحابة السوق الإمارتي وتطوّره وثقافة التسامح التي تسوده تشكّل عوامل تساعد في تطوير الإمكانات. واللبنانيون في الإمارات اكتسبوا مكانة مهمة. بصمة اللبناني واضحة هنا، فاللبناني إنسان حيّ قادر على ردم الهوة بين الثقافات، وهو الأقدر على استيعاب علوم العصر ومفاهيمه المختلفة ودمجها في أسلوبه الفريد. يمكن تلّمس هذه الفرادة في كل مشروع أو عمل يكون للّبناني دور فيه، فاللبناني هو روح الإنسانية الباقية حتى نهاية الأزمنة وهو مختصر حضارة الخير والحق والجمال.
أخيرًا، يحب الأستاذ ناصر أن يشير إلى أنّه أدى خدمة العلم كملازم مجنّد في الجيش اللبناني، وهو كان وما زال فخورًا بأنّه ابن المؤسسة. أحيانًا ينشد وحيدًا: «للعلى أنا سرت»...