صيف ومخيمات

المخيم الصيفي لأبناء الجيش رسالة تربوية واجتماعية على اجنحة الترفيه والمرح
إعداد: جان دارك ابي ياغي

للمخيمات الصيفية التي تقيمها قيادة الجيش في كل عام خصوصية في تربية هذا الجيل وربطه بوطنه، وغرس القيم الوطنية والمبادئ الأخلاقية في نفوسهم، والبعض يعتبرها بمثابة نشاط ووظيفة تربوية واجتماعية داخل المجتمع في شغل أوقات فراغهم بما هو مفيد ونافع، من خلال المحاضرات والندوات والرحلات الاستكشافية التي يقومون بها ويتعرّفون من خلالها على معالم وطنهم الأثرية والسياحية.
تفاصيل المخيم الصيفي للعام 2005 في هذا التحقيق الميداني.

 

مشاركون على دفعات

وسط غابة من أشجار الصنوبر حيث الهواء العليل وزقزقة العصافير، وعلى مقربة من نبع الصحة في فالوغا، يقع مخيم أبناء الجيش الذي دأبت القيادة على إقامته سنوياً منذ أعوام بنجاح كلي.
فعلى علو 100 م، وعلى مساحة 40.000 م2، استضافت ثكنة رشاد أبو شقرا في بمريم ­ حمانا، بين 4 تموز و3 آب، العديد من أبناء العسكريين الشهداء وأبناء العسكريين في الخدمة الفعلية والمعوقين والمسرَّحين الى أبناء الموظفين المدنيين، في مخيم الجيش الصيفي.

الدفعة الأولى من المخيم خصصت للمنشطين الذين بلغ عددهم 60 منشطاً ومنشطة، وتضمن برنامج الدورة توجيهات وتعليمات اللجنة المشرفة على المخيم من حيث كيفية التعامل مع الأولاد المشاركين باعتبار المنشط هو الشخص الأقرب الى الولد.
وضمّت الدفعات الثانية والثالثة والرابعة التي استقبلها المخيم 180 مشاركاً، وبلغ عدد المشاركين في الدفعة الخامسة 100 من مختلف المناطق اللبنانية، وأمضت كل دفعة أربعة أيام في المخيم، وانقسموا بحسب الأعمار الى أربع فئات: مواليد 1994، مواليد 1993، مواليد 1992 ومواليد 1991.
وكان في خدمتهم عناصر مفصولة من موقع حمانا واللواء المنتشر عملانياً في المنطقة (اللواء العاشر) وطبيب موقع حمانا الدكتور فؤاد سيور المشرف على الناحية الصحية للأولاد، أما الحالات الطارئة التي تستوجب دخول المستشفى فكانت تنقل الى مستشفى هملين في حمانا المتعاقد مع الجيش، والحالات غير الطارئة  كانت تنقل الى المستشفى العسكري في بيروت.

 

جهد كبير ونجاح أكبر

أثناء تجوالنا في أرجاء المخيم، التقينا رئيس اللجنة المشرفة العقيد الركن أحمد خفاجة  قائد موقع حمانا الذي تحدّث عن الاهتمام الكبير الذي تبديه قيادة الجيش إزاء إقامة مخيم لأبناء العسكريين، كما تحدث عن الأصداء الإيجابية التي يتركها في نفوس المشاركين.
وقال: "لقد تطلب مخيم هذه السنة جهداً كبيراً أثناء التحضير له، إلا أن كافة الأمور أنجزت في الموعد المحدد بفضل  توجيهات وتعليمات وتسهيلات القيادة التي وضعت بتصرفنا لجنة من الضباط للإشراف على عمل المخيم، من مختلف القطاعات وفي مختلف الاختصاصات. وهذا ما دفع بالجميع الى العطاء والى بذل الجهود الكبيرة لتأتي النتائج على مستوى الأهمية التي أولتها القيادة في إقامة هذا المخيم، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال حرص رئيس اللجنة المشرفة على المخيم وأعضائها، ومن خلال الصدى الإيجابي الذي يتركه في نفوس المنشطين والأولاد وذويهم على السواء".
ووجّه رئيس اللجنة الشكر والتقدير لمديرية التوجيه لمساهمتها الفعّالة في تغطية مختلف النشاطات المقامة على أرض المخيم أو خلال الرحلات الترفيهية المقررة في البرنامج.

 

أهداف وطنية وبرامج منوّعة

نشاطات المخيم المتنوّعة تحدّث عنها عضو لجنة المخيم العقيد مصطفى المصري المشرف المباشر على سير العمل في المخيم وعلى تنظيم عمل المشرفين  والمنشطين. بداية، استهل الكلام بالحديث عن هدف المخيمات الصيفية المتمحور حول خلق روح الإلفة والمحبة بين الأولاد الوافدين من مختلف المناطق اللبنانية، وتعزيز ثقة الأولاد بأنفسهم ومساعدتهم على تحمّل المسؤولية.
وعن النشاطات قال: "بما ان المخيم هو أساساً فسحة للترفيه فقد حرصنا على اختيار نشاطات أمّنت للمشاركين قسطاً كبيراً من الترفيه والمرح، في موازاة النشاطات التثقيفية والرياضية والاجتماعية، الى الرحلات والسهرات الفنية...".
ونوّه العقيد المصري بتجاوب الأولاد مع النظام الداخلي للمخيم من حيث إطفاء الأنوار في الوقت المحدد، والتقيّد بموعد الإفطار والغداء والعشاء، والالتزام بشروط الرحلات الخارجية... مع العلم ان هناك وجوهاً جديدة تشارك لأول مرّة، ووجوهاً مواظبة على المشاركة مذ بدأت مخيمات الجيش، وفي نهاية كل مخيم يخرجون متماسكين متضامنين وينطلقون في رحاب الوطن شاكرين للمؤسسة العسكرية احتضانهم تحت جناحيها.
وأشار العقيد المصري الى ان القيادة وضعت بتصرّف اللجنة سلفة مالية بقيمة 25 مليون ليرة لبنانية (من أموال بيوت الجندي) لتصرف على المخيم خلال مدة إقامته، كما وضعت خمسة خطوط هاتف ليتمكّن الأولاد من الاتصال بذويهم.
في ما خص الرحلات التي تعتبر جزءاً مهماً من نشاطات المخيم، فقد أتيح للمشاركين في مخيم هذا العام زيارة مغارة جعيتا والتعرّف على بحيرة القرعون ­ صغبين، وتمضية بعض الوقت في مدينة الملاهي (رحلة لكل دفعة)، إضافة الى تمضية نهار في مسبح الجسر ­  الدامور.


اللجنة المشرفة على المخيم

كما في كل عام، تضع قيادة الجيش لجنة مشرفة على المخيم تتولى تأمين المستلزمات كافة، من التنقل والإقامة وفق شروط صحية سليمة، الى النشاطات التثقيفية والترفيهية في آنٍ معاً.
ترأس اللجنة العقيد الركن أحمد خفاجة قائد موقع حمانا، وقد ضمّت العقداء: مصطفى المصري، محمد ترو، وأنور أبو حمدان، والرائدين:  فادي حريصا، وحسين غدار، والنقيب واثق تاج الدين، والملازم الياس شماطة،  والمؤهل الأول أحمد عبدالله، والعريف الأول مليح يونس، والموظفة المدنية شهناز أدلبي المشرفة العامة على نشاطات المخيم.

 

 

تصوير: طلال عامر