ملف العدد

المدرسة الإقليمية لنزع الألغام
إعداد: باسكال معوّض بومارون

لبنانيون وأجانب يتدربون لمكافحة الألغام

 

تعمل المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية، وهي الأولى من نوعها في منطقة شمال أفريقيا. وقد شكّلت علامة فارقة في تفرّدها بتعليم الدروس باللغة العربية، علمًا أنّ إمكاناتها تسمح أيضًا بالتعليم باللغتين الفرنسية والإنكليزية.

 

افتُتحت المدرسة في ثكنة سعيد الخطيب في حمانا في تشرين الأول ٢٠١٧، وكان إنشاؤها نتيجة تعاون لبناني – فرنسي في البداية، وفي ما بعد ساعدت بالتمويل عدة جهات مانحة من بينها الاتحاد الأوروبي، بنك لبنان والمهجر...

أُنشئت المدرسة لمساعدة مجتمعات الدول الشقيقة والصديقة على التخلص من الألغام والذخائر غير المنفجرة، من خلال تدريب عناصر كفوءة. ومع أنّها تدرّب باللغة العربية بالدرجة الأولى، فهي قادرة أيضًا على إعطاء الدروس باللغتين الفرنسية والإنكليزية، ويمكنها استضافة دورات منظمة من قِبل مراكز عالمية مثل مركز جنيف الدولي لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية GICHD أو البرنامج العربي ARCP.

 

مهمة المدرسة

تتولّى المدرسة مهمة تدريب عسكريين ومدنيين لبنانيين ومن جنسيات مختلفة وتنشئتهم على معالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة وإدارة الأعمال المتعلّقة بالألغام والأنشطة المرتبطة بها (مساعدة الضحايا- التوعية من مخاطر الألغام – ورش العمل والندوات....)، وذلك باعتماد مناهج متطوّرة تتوافق مع المعايير الدولية والعالمية. وقد تخرّج منها لغاية اليوم مئات من اللبنانيين بالإضافة إلى أجانب من: جنوب أفريقيا، الصومال، فلسطين، المملكة المتحدة، أستراليا، كندا، أفغانستان، ليبيا، سوريا، إيطاليا، السودان، الأردن، اليمن، العراق.

تتعاون المدرسة مع المدارس المماثلة في الدول الصديقة، ومع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمراكز العلمية التي تعمل في مجال نزع الألغام بهدف تبادل الخبرات والمهارات.

ما زال التعاون قائمًا مع الدولة الفرنسية التي كان لها دور كبير في إنشاء المدرسة، ويرتبط بقائدها مباشرةً مستشار فرنسي برتبة ضابط. ويضم طاقم التدريب فئتَين من المدربين: الفئة الأولى قوامها نحو ١٥ ضابطًا ورتيبًا من الجيش اللبناني من ملاك المدرسة، وهم ذوو خبرات في المجال، وتابعوا دورات تدريبية مكثفة في الداخل والخارج، يتم اختيارهم وفق معايير الكفاءة والخبرة وبعد اتباعهم دورة تأهيلية للتأكد من حيازتهم المؤهلات المطلوبة. أما الفئة الثانية فتضم اختصاصيين يُستعان بهم عند الحاجة للتدريب في دورات متخصصة (دورات التوعية وورش العمل أو أي نشاط آخر مرتبط بعمليات نزع الألغام).

تختلف مدة كل دورة وفق نوعها (بين ٤ و٧ أسابيع) علمًا أنّ التدريب يمتد طوال ٥ أيام في الأسبوع و٦ ساعات في اليوم. ويمكن أن تستوعب المدرسة دورتَين بشكلٍ متزامن، تضم كل منهما ٤٠ متدربًا مع تأمين المنامة والتغذية الكاملة لهم.

تستوعب قاعة المحاضرات حوالى ١٠٠ شخص، ويمكن استعمالها لتنفيذ أنشطة مرتبطة بعمليات نزع الألغام من ورش عمل ومؤتمرات ومحاضرات وندوات.

 

تنوّع وجودة

المدرسة جاهزة لإعطاء دورات:

- مسح غير تقني NTS: جمع معلومات عن الأراضي الملوثة من السكان وتوثيقها.

- تفتيش عملياتي Fouille Operationnelle: تفتيش مناطق ومبانٍ بحثًا عن الأجسام المتفجرة.

- الفعالية العملياتية Operational Efficiency : نزع الألغام بأسرع وقت ممكن وأقصى درجات الحماية والأمان.

- تحقيق في حوادث الألغام Accident Investigation.

- معالجة الألغام والذخائر غير المنفجرة (٣ مستويات) EOD1، EOD2، EOD3.

- مسعف ميداني.

- توعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية MRE.

- مساعدة ضحايا الألغام MVA.

- منقّبو ألغام Deminers.

وورش عمل حول العبوات غير النظامية IED Workshop، والتوعية من مخاطر المواد المتفجرة EORE Workshop.

من الميزات التي تستقطب المتدربين وتجعلهم يُقبِلون على المدرسة الإقليمية انخفاض تكلفة الدورات، وجودة التعليم الذي توفّره، فضلًا عن كونها الوحيدة من نوعها في منطقة شمال أفريقيا التي تعتمد على اللغة العربية بشكلٍ أساسي.

ويتمتع المتخرجون من المدرسة بمؤهلاتٍ عالية تخوّلهم تولّي الوظائف المناسبة في برامج نزع الألغام في دُوَلهم؛ فالمناهج المعتمدة فيها تراعي المعايير المعترف بها دوليًا International Mine Action Standards INMAS. وقد تخرّج من المدرسة منذ إنشائها حوالى ٧٢٦ متدربًا من مختلف الجنسيات.

وفي المستقبل القريب، سوف تستوعب أعدادًا متزايدة، لذلك يتم التخطيط لإضافة منشآت جديدة واستحداث مكتبة ومركز لتجميع المعلومات، وتأمين قاعات للتسلية وحديقة للمتدربين.

 

مشاركون

شاركت في الدورات التي أقامتها المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية عدة جهات وطنية وعالمية، شملت وزارات وجمعيات متخصصة، بالإضافة إلى:

- المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام LMAC.

- المكتب الوطني السوداني للأعمال المتعلقة بالألغام.

- المكتب الكردي للأعمال المتعلقة بالألغام IKMAA.

- مركز الأعمال المتعلقة بالألغام في بغداد IHSCO.

- برنامج التوعية من مخاطر المخلّفات الحربية والألغام في الأردن AMACC.

- المركز الصومالي للأعمال المتعلقة بالألغام SEMA.

- المكتب الفلسطيني للأعمال المتعلقة بالألغام.

- المركز الأفغاني للأعمال المتعلقة بالألغام DMAC.

- المركز التنفيذي اليمني للأعمال المتعلقة بالألغام YEMAC، وعدة منظمات تابعة للأمم المتحدة وأخرى غير حكومية.