تحقيق عسكري

المدرسة الحربية الى مزيد من التطوّر
إعداد: ريما سليم ضومط

التكنولوجيا الحديثة في خدمة التعليم والتدريب

"التقدّم والتطوّر نحو الأفضل" هو العنوان الرئيسي للمرحلة التي تجتازها المدرسة الحربية في الوقت الحاضر. فقيادة المدرسة تسعى الى تحسين الأداء والإنتاجية عملاً بقول العماد قائد الجيش "من لا يتقدم يتأخر" وهي دأبت لهذه الغاية على مواكبة المستجدات الحديثة في عالم الكمبيوتر والإتصالات، وقد طوّرت نظام التأليل المستخدم في إعداد المناهج التدريبية وطرق تدريس التلامذة الضباط، كما تسعى لمزيد من التقدّم في شتى المجالات، وذلك بحسب ما أكد قائدها العميد الركن بسام يحيى في حديث لمجلة "الجيش".

■ علمنا أن المدرسة الحربية تطوّر وسائلها التعليمية بغية القيام بمهامها بصورة أفضل، فهل يمكن أعطاؤنا لمحة عن هذه المهام؟

 

 إعداد الضباط

تقوم المدرسة الحربية بمهمتين أساسيتين هما تدريب التلامذة الضباط وتدريب الملازمين المجندين. وتهدف مهمة تدريب تلامذة الضباط الى إعداد ضباط جدد برتبة ملازم لإمرة وحدة عسكرية بحجم فصيلة، وتحرص المدرسة في سياق تنفيذ هذه المهمة على التقيد بتوجيهات العماد سليمان قائد الجيش القاضية بالتركيز على تنمية شخصية ضابط المستقبل بحيث يتأهل لتأدية ثلاثة واجبات يحتاج إليها الجيش اللبناني، فيكون بداية وقبل كل شيء ضابط ميدان مؤمن بعقيدته العسكرية، يعرف عدوّه جيداً، يتقن مهمته، وهو جاهز على رأس رجاله لإنجاحها. ويكون ثانياً مربياً يستطيع أن يكون قريباً من رجاله سواء كانوا عسكريين متطوعين أو عسكريين مجندين لخدمة العلم، فيعرف قدراتهم وإمكاناتهم ويساعدهم على تجاوز صعوباتهم وحل مشاكلهم ويجعلهم بذلك جاهزين دائماً للقيام بواجبهم. ويكون ثالثاً ضابط خدمة عامة يدرك واجباته تجاه المجتمع وتجاه المواطنين اللبنانيين ويتحسس أهمية دوره تجاههم، فيسعى دائماً لأن يقدم لهم أفضل الخدمات الممكنة. أما في ما يتعلق بتدريب الملازمين المجندين فالتركيز يتجه نحو تنمية أسس الإنضباط ومفاهيم التقيد بالأوامر والتعليمات، وتوجيههم للإندفاع معاً كمجموعة متجانسة تقوى بتعاضد أفرادها وتعاونهم في إطار المبادئ الوطنية السليمة المستمدة من الوحدة الوطنية والعيش المشترك. إضافة الى ذلك، يتم تزويد الملازمين المجندين بالعلوم والمعارف العسكرية التي يحتاجونها خلال خدمتهم في مختلف وحدات الجيش.

 

 تطوير المعارف

الى جانب المهمتين الرئيسيتين تقوم المدرسة بمهمتين مكملتين هما: تدريب دورة آمر سرية، ويتابعها جميع ضباط الجيش اللبناني من رتبتي ملازم أول ونقيب، وتهدف الى تأهيل المتدربين للقيام بمهمة آمر سرية. وتدريب الدورة التأهيلية لرتبة ملازم ويتابعها عدد من المؤهلين والمؤهلين الأول الذين سبق أن نجحوا في المباراة التمهيدية لرتبة ملازم. والهدف من الدورة تطوير معارفهم العسكرية وصقلها بما يؤهلهم للقيام بمهامهم الجديدة.

 ■ ما الخطوات التي قامت بها المدرسة الحربية في إطار تحديث وسائل التعليم وتطويرها؟ ­

تسعى المدرسة دائماً الى القيام بخطوات تطويرية في مختلف المجالات تكون عادة نتيجة الملاحظات التي توضع أثناء التنفيذ بهدف تحسين الأداء والإنتاجية. ومن أبرز المواضيع الخاضعة للتطوير الدائم المناهج التعليمية خصوصاً وأن هناك أكثر من آلية معتمدة لفحص مدى فعالية التدريب ونوعية المشاكل التي تعترض المدربين والمتدربين، وبناءً على النتائج التي تظهرها عمليات المراقبة هذه، يوضع مخطط للتحسين والتطوير في كل عام.

 

نظام تأليل جديد

وتجدر الإشارة الى أننا باشرنا منذ العام الماضي عملية تحديث وسائل التعليم، فقمنا أولاً بتوجيه التلامذة نحو استعمال الحاسوب الشخصي في إطار الدراسة، وبعد موافقة قيادة الجيش أصبح بإمكان كل تلميذ ضابط امتلاك مثل هذا الحاسوب واستخدامه داخل المدرسة. ويهدف هذا الإجراء الى تشجيع التلامذة على التآلف مع التقنيات الحديثة والتمرس على استخدامها بسهولة، اذ سوف لن يكون بإمكانهم الاستغناء عنها مستقبلاً.

رافق هذه العملية برنامج تطوير لنظام التأليل داخل المدرسة، فوضعت خطة لربط مختلف الأقسام بشبكة تأليل داخلية، وقد نفذت المرحلة الأولى منها عبر ربط ثلاثة أبنية رئيسية هي: مبنى قيادة المدرسة على اسم فرنسيس الزين، ومبنى محمد زغيب حيث يتمركز قسم التأليل الذي يشكل القاعدة الرئيسية للتأليل في المدرسة، ومبنى جورج رحّال حيث يتمركز مدربو السنوات ومديرو الدورات.

تتألف الشبكة المذكورة من خادم رئيسي Server موصول بمختبر التأليل،ومن نقاط تأليل في مركز كل سلطة قيادية. وقد أتاحت الشبكة إمكانية التواصل المباشر بين المشتركين عبر صفحة خاصة تتضمن جزءين أحدهما مخصص للمواضيع العسكرية والآخر للمواضيع العامة. إضافة الى صفحة التواصل هذه، هناك موقع عمل Working area خاص لكل مشترك يمكنه من إدراج المعلومات المتعلقة بالسنة الدراسية التي يتابعها.

كما توجد على الخادم Sever أيضاً المعطيات المرتبطة بقيادة المدرسة وأركانها وتشمل على سبيل المثال: معلومات شخصية عن عسكريي المدرسة ونتائج التلامذة وعلاماتهم وأوضاع العسكريين الإدارية والصحية وغيرها، علماً أن جميع المواضيع التي يتم إدراجها يمكن الإطلاع عليها والإستفادة منها من قبل جميع المشتركين. من جهة أخرى، طالت عملية التأليل الناحية التدريبية حيث بات ما يتجاوز التسعين في المئة من الدروس وخصوصاً العسكرية منها يستخدم التأليل بشكل أو بآخر. فغالبية المحاضرات أعدت باستخدام برنامج تأليل المحاضرات المعروف بـ"Power Point"، ولتسهيل مهمة المدرّب زُوّدت ثلاث قاعات بأجهزة كمبيوتر وتلفزيون وDVD وLCD Projection حيث أصبح بإمكان المحاضر استخدام أي من هذه الوسائل المتعددة لعرض محاضرته وإيضاح الدروس للتلامذة.

 

مشاريع قيد الإنجاز

ومن أبرز المشاريع التي لا تزال قيد الإنجاز القاعة الكبرى التي أعيد تأهيلها بناءً لتوجيهات العماد قائد الجيش، ويتم إعدادها لكي تصبح قاعدة محاضرات رئيسية. وقد تم تجهيزها بالمعدات والأجهزة كتلك الموجودة في القاعات التي سبق ذكرها، لكنها تستطيع استيعاب حاجة أربعة محاضرين مشتركين في ندوة واحدة وتقديم خدمات مساعدات التدريس اللازمة لهم، بما فيها القدرة على نقل صورة المحاضرين أو الجمهور المشاهد أو الإثنين معاً على الشاشة المخصصة بواسطة كاميرتين رقميتين جديدتين. ومن المنتظر أن تكون هذه القاعة عند استكمال تجهيزاتها من أفضل قاعات المحاضرات لاحتوائها على جميع الأجهزة التقنية المطلوبة.

■ أشرتم الى أنكم أنجزتم المرحلة الأولى من التأليل، فماذا عن باقي المراحل؟

­

نطمح في المستقبل القريب الى تحقيق إتجاهين، الأول استكمال الشبكة الداخلية ووصلها بشكل خاص بمبنى الدروس والعمليات والمكتبة ولفيف اللوجستية. والثاني برمجة الدروس على الخادم وخصوصاً تلك التي تعالج موضوع الأسلحة واشتغالها وتفكيكها وتركيبها والمواضيع التكتية.

■ هل من مشاريع أخرى تسعون الى إنجازها إضافة الى برنامج التأليل؟

من المواضيع التي تشـغلنا حالـياً مسألة تطوير الأبنية وقاعـات التعليم. وقد وضـع في هذا الإطار مخطـط عام للمدرسة، فجرت دراسة المنشآت الحالـية والساحات المتوفرة ووضع تصمـيم نهائي للأبنـية التي يمكن إقامـتها مستـقبلاً، وتتضـمن غرفـاً وقاعـات للتعليم وغرف منامة ومرافق للخدمات العامة. وقد نال هذا المخطط موافقة العماد قائد الجـيش ووضع قيد التنفيذ على مراحل. من المتوقع أن تنفذ أولى المراحل في فترة قريبة حيث سيتم إنشاء مبنى للمنامة وآخر للخدمات العامة. في حين يتوقع أن يتم إنشاء مبنى آخر للخدمات إضافة الى مبنى للسجن وآخر لمخفر الحرس خلال العام 2005. ومن أهم المنشآت التي نأمل الحصول عليها من جراء هذا المخطط، قاعة مقفلة يمكن استخدامها للنشاطات الإجمالية التي تقوم بها المدرسة خلال فصل الشتاء خصوصاً.

 

تصنيف الملازمين المجندين يحدد تشكيلاتهم

تستقبل المدرسة الحربية سنوياً أربع دورات للملازمين المجندين بمعدل 10 أسابيع تدريبية لكل دفعة. وفي ختام كل دورة يتم تشكيل المتخرجين الى مختلف وحدات الجيش علماً أن هذه التشكيلات ترتبط ارتباطاً مباشراً بالنتائج المحصلة خلال الدورة وبالتصنيف العام للملازمين المجندين في نهايتها. ويختار كل منهم عدداً من المراكز المتوفرة بالأفضلية؛ وهكذا فإن مكان إقامة الملازم المجند والأماكن المتوفرة في المراكز العسكرية والتصنيف العام في نهاية الدورة تشكل العوامل الحصرية التي تحكم قرار تشكيلهم.

 

تصويب

ورد في العدد السابق اسـم الزميلة جان دارك أبي ياغـي في باب "تحقـيق عسـكري" (عملية بيئية لإنقـاذ القرعـون...)، والصحـيح أن التحقـيق أجـرتـه الزميـلة ريمــا سلـيم ضومـط، ما اقتـضى التصـويـب والاعـتـذار.