نفذ الأمر

المدرعات في الساحة
إعداد: العقيد أنطوان نجيم - ريما سليم ضومط - تريز منصور

ثنائية القتال ورأس السهم في عمليات الاختراق

 

كان للمدرعات في قتال معركة نهر البارد دور كبير ذو شأن. فلقد كانت الحماسة تلهب صدور فرسان المدرعات فيندفعون بدباباتهم للقتال إلى جانب المشاة في قتال الثنائي مشاة - مدرعات، وكم من مرّة تفرّدوا بالهجوم ليدكّوا بأسلحة مدرّعاتهم حصون المسلحين وأوكار القنّاصة، فتسهل المهمة أمام تقدم آمن لرجال المشاة واستعادة المواقع من مغتصبيها المجرمين. عن هذا الدور وتلك المهمة حدّثنا قائدا فوجي المدرعات على التوالي.

 

تدريبات في جو معركة حقيقية
يقول العميد الركن نسيم اندراوس قائد فوج المدرعات الأول عن المهمة التي أوكلت إلى فوجه في تلك المعركة:
في البدء اشترك الفوج بأربعة طواقم دبابات بإمرة ضابط بالاضافة إلى سائقين، عملت بإمرة كتيبة المدرعات (ك 54) في اللواء الخامس، ومن ثمّ وضعت دبابتان جرافتان بتصرف فوج المغاوير مع ثلاثة طواقم بإمرة ضابط.

 

• ما هي الصعوبات التي اعترضت تنفيذ المهمة؟
- كانت الرغبة بالمشاركة في القتال عارمة عند عناصر الفوج فاستغليتها مناسبة لتدريب ضباط الفوج ورتبائه وأفراده، ولا سيما الاحداث منهم، على عمليات المدرعات القتالية في جو معركة حقيقية. والصعوبة الوحيدة، وكانت بالغة، كنت اصطدم بها عند كل عملية تبديل، فالذين في مقر قيادة الفوج في الصالحية كانوا يصرون على الذهاب إلى نهر البارد، والمشتبكون هناك يأبون بعناد العودة إلى الصالحية للاستراحة. هذا، وقد سقط للفوج حوالى 19 جريحاً بينهم ضابط، منهم اثنان ما يزالان قيد المعالجة.

 

• ما هي الدروس المستفادة والعبر المحصّلة؟
- حصّل الفوج من هذه المعركة عبرة معبرة، فلقد ترسخت أكثر فأكثر اللحمة بين عناصر الفوج، وأفاد من خبرة قتالية عالية ستكون زاده في المستقبل.
وهنا لا بدّ لي، وانصافاً لهم، أن أنوّه بالمجندين الممّددة خدماتهم، ولا سيما المتأهلين منهم، والذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً، فلقد أبلوا بلاءً حسناً في المعركة، وكانوا مثالاً للشجاعة والاندفاع والتضيحة، لذا، اقترح تسوية وضعهم وتثبيتهم في الجيش.

 

تأدية الدور على اكمل وجه
انتقلنا إلى مقر فوج المدرّعات الثاني حيث التقينا قائده العميد الركن نبيل بياضو الذي اوضح لنا مهمة الفوج في هذه المعركة، فقال:
بعد عشرة أيام من جريمة الغدر التي نفذها مسلحو «فتح الاسلام» بحق الجيش، كلف الفوج وضع سرية دبابات لصالح فوج المغاوير في مهمة نهر البارد. وانتقلت السرية بسرعة قياسية الى ساحة المعركة حيث أدت دورها على أكمل وجه. ثم تناوبت سرايا الفوج على المهمة عدة مرات إلى أن تشبّثت السرية الخامسة حتى انتهاء المعركة بالنصر المشهود.
والجدير بالذكر أن مهمة السرية عُدِّلت خلال المعركة فشاركت الدبابات مع فوجي المغاوير والمجوقل مشكلة رأس السهم في عمليات الاختراق والاستطلاع بالنار وتدمير الاهداف على مختلف محاور التقدم، حيث وفّرت الدبابات قاعدة نيران وتدمير تسهيلاً لتقدم الافواج الخاصة. من ناحية ثانية، ولمنح شرف المشاركة في معركة سحق الإرهاب عناصر الفوج كلهم، والمتدافعين بكل حماسة وتضحية لأداء دور طالما انتظروه في الدفاع عن وطنهم وقسمهم، كانت تتم عملية تبديل لطواقم الدبابات باستمرار.
اما عن الصعوبات التي اعترضت تنفيذ المهمة، فأشار قائد الفوج الى ان أول صعوبة معترضة كانت بُعد القاعدة اللوجستية للفوج عن خط الجبهة حيث تبلغ المسافة حوالى مئتي كيلومتر، وقد ذللت باستحداث قاعدة لوجستية في معسكر عرمان في الشمال. وأما على مستوى القتال، فالصعوبات تمثلت داخل المخيم بقلة الطرقات الصالحة لمرور الدبابات وتقدمها نظراً إلى ضيقها. لذا عمدت سرية الدبابات إلى استحداث طرقات في الحقول والبساتين وأحياناً عبر هدم بعض الابنية التي تعيق التقدم. ونتيجة لهذه المعركة الشرسة سقط للفوج شهيدان و62 جريحاً.