نفذ الأمر

المدفعية في معركة البارد
إعداد: العقيد أنطوان نجيم - ريما سليم ضومط - تريز منصور

مرابض متجولة تعالج الأهداف وفقاً للطلب برمايات دقيقة وفعالة

في معركة نهر البارد، تحايل فوجا المدفعية على مبادئ المدفعية إشباعاً لحماسهما ورغبة منهما وتصميماً على دعم القوى المتقدمة من أجل حسم سريع للمعركة، تحايلا ونجحا نجاحاً كبيراً. تحدّيا هامش الحيطة وغلباه، أحدهما تجوّل بالمدفع كرأس طليعة لمعالجة الأهداف التي تظهر على أرض المعركة، وتفوّق بالعلاج.

 

نجاح المهمة
بالرغم من الصعوبات

التقت مجلة «الجيش» مع قائد فوج المدفعية الثاني العميد الركن محمد سليمان الذي تكلم على «صعوبة واحدة اعترضت تنفيذ المهمة، وهي بُعد القاعدة اللوجستية عن المعركة أي من اللويزة إلى نهر البارد، وقد ذللّناها بطريقة ناجعة».

 

• ما هي الدروس والعبر التي استخلصت من هذه المعركة؟
- شارك الفوج في هذه المعركة بسرية 130 ملم بإمرة ضابط تعاقب عليها ضباط وسدنة اكتسبوا خبرة عالية وازدادوا اتقاناً لمهام المدفعية في القتال. هذا وقد أشركت الجميع، الفوج بكامله تقريباً، في المعركة إن كان في مرابض الجبهة أو في مقر قيادة الفوج. فهناك في المربض كان مركز رمي بإمرة السرية وفي الفوج غرفة عمليات. كانت الأهداف تدرس وتحدّد في مركز الرمي وتنقل الى غرفة عمليات الفوج حيث تدقق وتنفّذ المهمة، وكل هذا من أجل ضبط الرمي وتلافي الأخطاء قدر الإمكان والاسراع في العمل، والتدريب أخيراً.
وانتقلنا الى قيادة فوج المدفعية الأول حيث كان لنا مع قائده العميد الركن عبدو عطاالله الحديث التالي:

 

• ما هي الصعوبات التي اعترضت تنفيذ المهمة؟
- كلف فوج المدفعية الأول بمهمة دعم عام وتعزيز للكتيبة 55 في اللواء الخامس، فوُضعت سريتان: الأولى سرية مدفعية عيار 122 ملم د30 والثانية سرية مدفعية عيار 155 ملم م198، وقد نفذت المهمة من عدة مرابض حيث كان يتم الانتقال من مربض إلى آخر وفقاً لتطوير ظروف المعركة، وقد كان معظم الرمايات مباشرة، أما غير المباشرة فقد نفّذت من مربضين فقط وليوم واحد في كل مربض.
وقد توزّعت مرابض الرمي المباشر (المتحرك دائماً) داخل المخيّم قرب التعاونية، تلة المحمرة، بحنين، تلة بحنين، تلة الست، تلة السيّور، وهي تلة أقيمت داخل المخيم خلال سير العمليات تسهيلاً لعمليات القوى المهاجمة.
أما أهم الصعوبات المعترضة فهي كالآتي:

 

• الانتقال ليلاً بظروف أمنية صعبة.

• الانتقال المستمر من مربض إلى آخر بشكل فوري.

• تغيير مركز المدفع داخل المربض عدة مرات بسبب طبيعة الأرض بعد عدة رمايات.

• الإرباض بعض الأحيان في أمكنة قريبة من المدنيين.

• عدم وجود أجهزة ليزر لقياس المسافات بشكل دقيق.

• طلب رمايات من القطع المستفيدة على أهداف بالقرب من العناصر الأصدقاء وعلى مسافات لا تتجاوز العشرين متراً من دون مراعاة هامش الحيطة.

• تنفيذ الرمايات في بعض الأحيان من مرابض قريبة جداً من معاقل الارهابيين ما عرّض العناصر للخطر المباشر.
ولكن على الرغم من كل ذلك نفذت المهمة بصورة ممتازة حيث كان للمدفعية الدور الأكبر في حسم المعركة.