لبنان الأخضر

المشروع الأخضر
إعداد: تريز منصور

طلبات المزارعين بالآلاف والموازنة «بالقطارة»

عجز الإنتاج الزراعي في لبنان يقارب ال 80٪

 

برزت الحاجة الى إنشاء المشروع الأخضر بعد التقلّص الذي أصاب الرقعة الزراعية في لبنان وازدياد عدد السكان السريع، والنقص في مساحة الغابات والثروة الحرجية. وعندما أنشئ المشروع مطلع الستينيات كان من أهدافه رفع مستوى الدخل الوطني وترسيخ عدد كبير من العاملين في الحقل الزراعي في قراهم، وبالتالي حلّ جزء من مشكلة النزوح إلى المدينة.
نفّذ المشروع من خلال المهمات المنوطة به العديد من مشاريع استصلاح الأراضي وشقّ الطرقات الزراعية وإنشاء البرك الجبلية في المناطق اللبنانية كافة.
اليوم قد نكون في أمسّ الحاجة إلى تفعيل نشاط هذا المشروع، فما هي أحواله؟ مجلة «الجيش» التقت رئيسة المشروع الدكتورة غلوريا أبو زيد.

 

ما هو المشروع الأخضر؟
بداية عرّفت أبو زيد بالمشروع الأخضر: هو إدارة عامة ذات صلاحيات إدارية ومالية خاصة تخضع لوصاية وزير الزراعة، تأسّس في عهد الرئيس فؤاد شهاب العام 1963، بموجب المرسوم الرقم 13335 تاريخ 10/7/1963، وأنيطت به أعمال التحريج وشقّ الطرقات الزراعية. والعام 1965، عهد إليه بأعمال استصلاح الأراضي الزراعية ومساعدة المزارعين لاستكمال الأعمال اللازمة لأراضيهم بغية استثمارها والاستفادة من خيراتها، بالإضافة إلى شقّ الطرقات الزراعية. ولقد أضيفت مؤخراً إلى مهمات المشروع الأخضر المحميات الطبيعية، حيث خصص للمشروع مبلغ 30 مليون ليرة لبنانية بغية إنشاء البرك أو خزانات المياه، لأعمال الري والمساعدة في إطفاء الحرائق. ولقد صدر القرار في هذا الخصوص ونحن بانتظار صدور المرسوم الجمهوري له.
حُدّد للمشروع الأخضر ملاك إداري وآخر فني، ضمّ أكثر من 350 مهندساً زراعياً وحرجياً ومدنياً وموظفاً إدارياً في السنوات الأولى من بداية عمله، ولكن هذا العدد تناقص إلى أقل من الثلث بفعل الأحداث الأليمة التي رتّبت على المشروع مسؤوليات إضافية، وهو اليوم يضم فقط 68 موظفاً ومتقاعداً وأجيراً.
يهدف المشروع الأخضر إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية، وكذلك زيادة المساحات المروية، بغية مضاعفة الإنتاجية في الوحدة الزراعية، وتأمين مصدر عيش لائق يمكّن المزارع من البقاء في أرضه، ويخفّف من عبء فاتورة الغذاء التي ينوء بثقلها معظم البلدان ومنها لبنان. وقيمة هذه الفاتورة في لبنان تبلغ 3 مليارات دولار، بينما لا تتخطى قيمة الإنتاج الزراعي اللبناني حدود 1.2 مليار دولار، وهذا يعني عجزاً يقدّر ب80 في المئة في بعض السلع.
وتضيف أبو زيد:
منذ تأسيسه قام المشروع الأخضر بالعديد من عمليات استصلاح الأراضي وشقّ طرقات زراعية وإنشاء برك جبلية، كما تولى تحريج مدينة بيروت وتجميلها، إضافة إلى إنشاء المشاتل وتوزيع إنتاجها على المزارعين في المناطق اللبنانية كافة.
العام 1978 إنتقلت أعمال التحريج والتجميل إلى وزارة الزراعة، ونحن نعمل على استعادة هذه الصلاحيات.
استصلح المشروع الأخضر مساحات كبيرة من الأراضي في مختلف المناطق اللبنانية وحوّلها إلى مساحات قابلة للزراعة، الأراضي التي إستصلحت في العاقورة مثلاً باتت تنتج من التفاح ما يوازي 4 ملايين دولار سنوياً.

 

من يستفيد من المشروع؟
استفاد من المشروع الأخضر 62832 مزارعاً في جميع القرى والبلدات اللبنانية. كما تم استصلاح 34840 هكتاراً من الأراضي الهامشية، وتمّت إضافة 11 ألف دونم (1100 هكتار) إلى الأراضي المروية، وإنشاء خزانات من الباطون المسلح بمساحة 6037275م2 كذلك تم شقّ وتعبيد 271 طريقاً زراعياً بطول 739.5 كلم. يشجّع المشروع المزارعين على اعتماد الري الحديث، وقد ساهم في تمديد أقنية الري. كما أنه يؤمن خدماته للمزارعين عبر وجوده في ثماني مناطق: النبطية، صيدا، سن الفيل، طرابلس، دورس (بعلبك)، زحلة، والإدارة المركزية في الرملة البيضاء، (مركزان في كل محافظة) ليكون قريباً منهم وليخفف من حجم الأعباء التي يتكبّدونها.
والجدير بالذكر هنا، أن المشروع لم يعد يلبّي شقّ الطرقات الزراعية في الوقت الحاضر نظراً إلى عدم توافر مسّاحي أراضي (بإستثناء تنفيذ طريق واحدة، وهي طريق كفرتون في عكار).
في ما يتعلق بمشاريع البرك الجبلية، قدّم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)  للمشروع قرضاً بقيمة 14 مليون دولار بفائدة متحركة 1.4٪، بغية إنشاء برك جبلية من شأنها زيادة الرقعة المروية، وبالتالي زيادة إنتاج المزارع ومدخوله، هذه القروض تنتظر إقرارها في مجلس الوزراء.
يقوم المشروع اليوم بإنشاء ثلاث برك جبلية في بلدة مرستي الشوفية، وواحدة في الديمان وأخرى في بلدة عروبة في قضاء الهرمل. وهذه المشاريع تنتظر صرف الأموال اللازمة من الإحتياط الخاص بالمشروع الأخضر في وزارة المالية.

 

• ما هي آلية الحصول على المساعدات وما هي قيمتها؟
تجيب أبي زيد عن هذا السؤال بالقول:
تبلغ موازنة المشروع الأخضر نحو 10 مليارات ليرة، وهي تتوزع بين الرواتب والأجور والمشاريع المنوطة بالمشروع الأخضر.
يحق لكل مزارع اليوم 10 ملايين ليرة لبنانية، والأوقاف 30 مليون ليرة لبنانية. للحصول على المبلغ ينبغي أن يتقدم المزارع بطلبه إلى أي مركز من مراكز المشروع الأخضر، الذي يرسل بدوره فنيين ومهندسين للكشف على الأرض، للتحقق من أنها تتطابق والمواصفات الفنية.

 

• إلى أي حد يلبي المشروع الأخضر الطلبات التي ترده؟
تقول أبي زيد: لدى مراكز المشروع الأخضر آلاف الطلبات، ولكن لا يمكننا تلبية أكثر من 15 في المئة منها، نظراً الى حجم الموازنة الضئيل. نحن نلبي فقط 7 في المئة من الطلبات وذلك وفق المناطق وتاريخ التقديم، وبناء على الأفضليات.
أخيراً اعتبرت أبي زيد أنه على الرغم من الصعوبات والتحديات، فإن المشروع الأخضر ما زال يعمل في المناطق اللبنانية كافة، ويقدّم الدعم للمزارع، بغية إبقائه في أرضه والعيش بكرامته.

 

شروط الإستفادة من مساعدات المشروع الأخضر في إستصلاح الأراضي هي كما يأتي:
• أن يكون المزارع صاحب الطلب مالكاً أو مستأجراً أو مستثمراً للعقار المراد استصلاحه.
• أن لا يتعدى إنحدار الأرض نسبة 40٪.
• أن تكون نسبة الصخور في الأرض دون 60٪.
• أن لا تكون الأرض مفرزة للبناء.
• أن لا تكون الأرض محرّجة ضمن محمية.