اختصاصات مهنية

المطلوب مهنة لا شهادة تعلّق
إعداد: ريما سليم ضوميط


نظام التعليم المهني المزدوج:
التوظيف عقب التخرج مباشرة وربما قبله

يعتبر قطاع التعليم المهني الأقرب الى سوق العمل، لذا يفترض تطويره باستمرار بغية مواكبة حاجات المجتمع. إنطلاقًا من هذا الواقع باشرت وزارة التربية والتعليم العالي (ممثلة بالمديرية العامة للتعليم المهني) منذ العام 1995، التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الفنّي وبتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، بهدف تأهيل القطاع المذكور، فأدخلت النظام المزدوج في التعليم المهني الذي يزوّد الخريجين المهارات التقنية والكفاءات المطلوبة بكثرة في سوق العمل.
عن ميزات هذا النظام والنتائج التي حقّقها منذ اعتماده وحتى اليوم، تحدّث السيد كارلوس نفّاع، منسّق البرنامج مع الوكالة الألمانية.


ما هو النظام المزدوج؟
• ما المقصود بنظام التعليم المهني المزدوج، وما الذي يميّزه عن التعليم المهني التقليدي؟

- يشمل برنامج التعاون التقني بين لبنان وألمانيا عدّة أقسام، منها ما يتعلّق بالشق التعليمي ومنها ما يتعلق بتدريب أساتذة التعليم المهني خلال الخدمة، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
 يضم الشق التدريبي مرحلتين، هما التدريب المزدوج الأساسي، وشهادته «الثانوية المهنية»، المعترف بها رسميًا في القانون 478 الصادر في كانون الأول 2002. يليه التأهيل التكميلي للماستر، وشهادته «المشرف الفني»، وهي أيضًا معترف بها رسميًا في المرسوم الرقم 13371 الصادر عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء في أيلول 2007.
تعادل شهادة «الثانوية المهنية» شهادة البكالوريا الفنية «BT»، في حين توازي شهادة «المشرف الفني» شهادة الإمتياز الفني «TS». بيد أن هناك إختلافاً كبيراً بين النظامين التقليدي والحديث، فبرنامج الشهادة الفنية BT يتألف من دروس نظرية  يتعلّمها الطالب في المدرسة لمدة ثلاث سنوات، من دون تطبيق عملي في سوق العمل، مع الإشارة إلى أن المناهج قديمة ولا تحاكي التطوّر لا سيما على صعيد برامج الكمبيوتر والإلكترو ميكانيك. أما بالنسبة إلى برنامج «الثانوية المهنية» في نظام التعليم المهني المزدوج، فهو يتيح للطالب اكتساب الكفاءة العملية العالية من خلال منهجه التعليمي المؤلف من شقّين: العلوم النظرية والعملية داخل المدرسة لمدة يومين في الأسبوع، والعلوم التطبيقية التي تتم من خلال عقد عمل تدريبي في شركات خاصة تؤمّنها المدرسة للطلاب بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع طوال العام الدراسي، مع أربعة أسابيع إضافية خلال فصل الصيف. ويشكّل هذا الإنخراط في العمل اليومي في الشركات فرصة لإيجاد وظيفة فور التخرّج، وأحيانًا قبل انتهاء العام الدراسي الأخير كما هي الحال بالنسبة إلى معظم الشركات التي تتعاقد مع المتدربين ذوي الكفاءات العالية قبل انتهاء مدّة التدريب.
يذكر في هذا الإطار أن نسبة التوظيف إثر نيل شهادة «الثانوية المهنية» تبلغ 82 في المئة بشكل عام، وهي ترتفع إلى نسبة تصل إلى 94 في المئة في القطاع الفندقي، وإلى مئة في المئة في قطاع الكهرباء الصناعية.

 

ماذا عن شهادة المشرف الفني «الماستر»؟
- هذه الشهادة توازي شهادة الإمتياز الفني وهي تؤهل حاملها للعمل كمشرف فني في الشركات أو تأسيس شركة خاصة به.
أما بالنسبة إلى شروط الإنتساب، فتقضي بأن يكون الطالب حائزًا خبرة عملية لا تقل عن العامين لخريجي النظام المهني المزدوج، ولا تقل عن الثلاثة أعوام لخريجي البكالوريا الفنية، في حين ترتفع النسبة إلى خمسة أعوام لطلاب البكالوريا العامة.
يتابع طلاب التأهيل التكميلي للماستر دروسًا مسائية في المعهد وتدريبًا مسائيًا أيضًا بدوام جزئي في المؤسسات لمدة سنتين قبل نيل الشهادة.

 

الاختصاصات المتوافرة
• ما هي الإختصاصات المتوافرة في نظام التدريب المهني المزدوج، وهل تدرّس في جميع المعاهد المهنية الحكومية؟

- هناك 27 مدرسة مهنية، 25 منها رسمية وإثنتان من القطاع الخاص،  تضم 1700 تلميذ، وهي تغطي جميع المناطق اللبنانية من بنت جبيل جنوبًا حتى القبيات شمالاً مرورًا بجبل لبنان والبقاع. أما الإختصاصات فتنطلق من حاجات السوق المحلي، وهي تشمل في إطار التدريب المزدوج الأساسي، ميكانيك السيارات الحديثة، الميكانيك الصناعي، الكهرباء الصناعية، الإنشاءات المعدنية، التدفئة والتبريد والتمديدات الصحية، إضافة إلى فنون الطبخ وفنون الخدمة، كما أدخل حديثًا إختصاص الأعمال الخشبية.
وفي ما خص التأهيل التكميلي للماستر، يشمل البرنامج ثلاثة إختصاصات هي الميكانيك الإلكتروني للسيارات، الكهرباء، والميكانيك الصناعي. كما نعمل حاليًا على إدخال اختصاص إدارة المطابخ، على أن تليه إختصاصات أخرى بصورة تدريجية وذلك وفق حاجات السوق المحلي.
 

• نظام التعليم المهني المزدوج هو مشروع لبناني - ألماني، فما هو دور الوكالة الألمانية للتعاون الفنّي؟
- هناك هبة من الحكومة الألمانية حتى العام 2014. في المرحلة الحالية، يقوم دور الوكالة الألمانية على تقديم الدعم والخبرات لناحية استكمال التطوير، إن لجهة تدريب الأساتذة المستمر الذي تقوده اليوم المديرية العامة بواسطة المعهد الفني التربوي بفروعه، أو لجهة تطوير المناهج التعليمية في التعليم المهني لمستويي الثانوية المهنية والمشرف الفني. ومنذ بداية المشروع إلى اليوم، تم تدريب أساتذة في ألمانيا وفي لبنان، من قبل مدربين ألمان ولبنانيين (حوالى 250 أستاذاً في ألمانيا و600 في لبنان).
تتضمن المساعدات الألمانية أيضًا تزويد مدارس التعليم المهني الرسمية التجهيزات والمعدات الحديثة والتدريب على استخدامها.

 

• ماذا عن الشق المتعلق بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؟
- يتم هذا الدعم عبر تفعيل دور غرف الصناعة في لبنان، وتحفيز الشركات للتعاون معها، والمساهمة بشكل أكبر في مجال تطبيق التعليم المهني. ويشار هنا إلى أن الشركات الخاصة تقدم لنا الدعم أيضًا حيث تقدم مجانًا بعض المعدات التي يحتاجها الطلاب في التدريب.

 

• بعد سنوات من تطبيقه، هل أعطى نظام التعليم المهني المزدوج النتائج المرجوة؟
- تؤكد الأرقام أن المشروع أسهم بشكل جدي في مد سوق العمل اللبناني بالإختصاصات التي يحتاجها، وزوّد الطلاب بالمقابل مهنة يباشرون ممارستها فور تخرجهم، وليس فقط شهادة يعلقونها على الحائط.