هو وهي

المطلّقون يفتحون أذرعهم مجددًا لمعانقة الحياة
إعداد: ريما سليم ضوميط

بعد انتهاء فترة «الحداد» على الحب الضائع


عند وقوع الطلاق، غالبًا ما يشعر المطلّقون أن عالمهم قد انهار وأنّ مستقبلهم بات قاتمًا لا رجاء فيه ولا أمل، لكنّ حالة اليأس هذه، وما يرافقها من مشاعر وأحاسيس سلبيّة لن تلبث أن تضمحلّ شيئًا فشيئًا بعد انتهاء فترة «الحداد» على الحب الضائع، وسيفتح المطلّقون أذرعهم مجددًا لمعانقة الحياة، وسيسمحون للحب أن يطرق بابهم من جديد مشرّعين قلوبهم على مصراعيها لاستقباله!
 

• عالجوا جروح الماضي قبل المضي بعلاقة جديدة:
خذوا الوقت الكافي «للحداد»، فموت علاقة كان يفترض بها أن تدوم إلى الأبد، يمنحكم الحق في أن تحزنوا لبعض الوقت شرط ألّا تغرقوا في الحزن أكثر مما ينبغي.
لا تسمحوا للذكريات المريرة أن تقف عائقًا في طريق سعادتكم. إرموا وراءكم حمل الماضي الثقيل وخيباته وتفاءلوا بما يحمله لكم المستقبل.


بداية جديدة
إن البحث عن بداية جديدة بعد الانتهاء من علاقة فاشلة هو أمر طبيعي، لا بل إنه مطلوب كما تؤكّد الاختصاصية في علم النفس السيدة إنغريد قزي، لكنّها تشير في الوقت نفسه الى ضرورة تعلّم دروس من التجربة الماضية قبل اتخاذ القرار بالارتباط مرّة أخرى تفاديًا للقيام بخطوة ناقصة. وهي تقدّم في هذا الإطار بعض النصائح التي يجب العمل بها قبل الانتقال إلى القفص الذهبي مرة أخرى.
 

• تصالحوا مع ذواتكم:
عندما ينتهي الزواج بالطلاق قد يشعر المرء أنّه مسؤول عن فشل العلاقة. حاربوا هذه الأحاسيس السلبية ولا تسمحوا لها أن تجتاحكم، في المقابل إحرصوا على استعادة الثقة بالنفس، وليكن إيمانكم بقيمتكم الذاتيّة وبقدراتكم الخاصّة عميقًا.

 

• تريّثوا في اتخاذ قرار الارتباط مجدّدًا:
يقع الكثير من المطلّقين في فخ الارتباط السريع بعد الطلاق لأسباب خاطئة كمثل الهروب من الشعور بالفشل، أو الحاجة إلى ملء فراغ عاطفي، أو الهروب من الإحساس بالوحدة. لذلك ننصحكم بالتروّي قبل اتخاذ القرار المصيري، والقيام بمراجعة عقلانيّة وموضوعيّة للأخطاء التي أدت إلى فشل الزواج الأوّل، ولنمط السلوك الذي أدّى إلى دمار العلاقة، وبذلك يمكنكم اختيار الشريك المناسب الذي لن تقعوا معه في فخ الأخطاء نفسها.

 

• لا تنتظروا من الزواج أن يكون المصدر الوحيد لسعادتكم:
إبحثوا في ذواتكم عن مصادر إضافية؛ مارسوا الهـوايات التي تسمح لكم ظروفكم بممارستها، أو ساهموا وفق مقدرتكم في النشاطات الاجتماعيّة والإنسانيّة ضمن محيطكم. إمنحوا أنفسكم أوقاتًا للنشاطات والتسلية، قوموا خلالها بزيارة متحف أو أماكن أثريّة، أو شاهدوا مسرحية مع الأصدقـاء. قد تشعــرون برغبة في تغيــير مظـهركم الخارجي (قصة الشعر أو نمط الملابس) فلا تتردّدوا، بل قوموا بكل ما من شأنـه رفع معنوياتكـم والتقليل من الضغوطات التي تفرضها الحياة اليومية داخل الأسرة.

 

• أعيدوا النظر في ما تتوقّعونه من الزواج:
غالبًا ما يدخل العروسان القفص الذهبي مزوّدين أفكارًا خياليّة وتوقّعات غير منطقيّة في ما خَصّ الزواج، ما يقودهم الى العديد من خيبات الأمل. فالزواج ليس رواية خياليّة قائمة على الحب فقط، بل هو أيضًا لقاء بين طرفين قد يحملان الكثير من الاختلاف والتناقض، لذلك فإنّ نجاح علاقتهما يرتبط إلى حدٍّ كبير بمدى صحّة التواصل والتفاعل اليومي بينهما.
إطرحوا على أنفسكم بعض الأسئلة التي تساعدكم في تحديد توقّعات منطقيّة قبل الارتباط مجددًا مثلًا: ما الذي أريده من هذا الزواج؟ وما هو دوري في إنجاح زواجي وإرساء المحبة والتفاهم داخل منزلي؟ ومن ثم بادروا بتفاؤل لتحقيق الحياة الزوجية السعيدة التي تنشدونها، وتذكّروا دائمًا أن الزواج الناجح لا يعني عدم وجود صعوبات وعراقيل، وإنما يعني أن نواجهها وألا نسمح لها بزعزعة إيماننا بالمؤسسة الزوجيّة أو تشويه علاقتنا بالشريك.

 

• لا تحمّلوا العلاقة الجديدة وزر الفشل السابق:
حاذروا القيام بردود فعل سلبيّة تجاه مواقف معينة انطلاقًا من أفكار مسبقة ما زالت عالقة في أذهانكم من رواسب العلاقة الماضية. تعاملوا مع الحاضر من دون العودة إلى العلاقة السابقة كمرجع لكم، فهي لو كانت صالحة في الأصل لما انتهت بالفشل.


 

• كونوا مستعدّين للتعاون والقبول بالتسويات:
إبنوا العلاقة الجديدة على أسس الثقة والحب والاحترام، ولا تخشوا من اللجوء إلى التسويات وتقديم بعض التنازلات لحل المشاكل المستجدّة. ولتكن قلوبكم دائمًا مفتوحة للحب والتسامح، فهذان السلاحان أقوى مما تتصوّرون في تذليل الصعوبات مهما بلغت شدّتها.