متقاعد يتذكر

المعاون الاول المتقاعد جبران البازي
إعداد: باسكال معوض بومارون
تصوير:روبير مرقص

إحدى دباباتنا دمرت عام 1973 عدة دبابات للعدو

 

«كان الجميع من حولي بالبزّة المرقّطة، فالبلدة كلها (كفرحره - قضاء عكار) كانت تزدان بألوان الجيش وشعارات المؤسسة وشارات الرتب المعلقة على زنود أبنائها. وكان إخوتي الستة يتباهون بانتسابهم الى المؤسسة العسكرية. ولمّا بلغت التاسعة عشرة سرت على الدرب ذاتها فخوراً بكوني جندياً في الجيش اللبناني».
بهذا الكلام يستهل المعاون الأول المتقاعد حديثه متذكراً محطات في حياته العسكرية التي امتدت 33 عاماً.

 

يروي المعاون الأول المتقاعد جبران البازي مستذكراً يوم 14 شباط من العام 1957، يوم تطوعه في الجيش. ويقول: إلتحقت في ثكنة شكري غانم - الفياضية، وتابعت دورة للأغرار في ثكنة الأمير بشير في منطقة الأونيسكو، بعدها عيّنت في فوج المدرّعات، وتحديداً في كتيبة دبابات «الشاريوتير» في ثكنة محمد زغيب في صيدا. ثم انتقلت الكتيبة في العام 1973 الى منطقة صور فشملت خدمتنا المناطق الحدودية: صفد البطيخ، مارون الراس، بيت ياحون، النبطية، كفرتبنيت، صف الهوا، بنت جبيل، جسر الخردلي، مرجعيون، البياضة...
بقي المعاون الأول المتقاعد البازي على الحدود حتى العام 1979 حين عاد الى مركزه في صيدا وبقي لفترة غير طويلة. عيّن بعدها في منطقة جسر الباشا حيث مركز الشرطة العسكرية ثم الى بعبدا فالحازمية حيث عمل على مصفّحات «بنهارد». وفي العام 1987 تمّ نقله الى الكتيبة 56 في ثكنة صربا وخدم فيها الى أن تمّ تسريحه في العام 1989.
وفي استعراضه شريط ذكرياته العسكرية يتوقف عند حادثة حصلت له في العام 1983، فيقول:
كنت أدرب أغراراً في منطقة الصالحية وبدأت القذائف تنهال على المنطقة، فقررت نقل هؤلاء الشباب سيراً على  الأقدام الى بيت الدين. على الطريق تعرّضنا لصعوبات كثيرة حيث كان الوضع متأزماً جداً على جبهات عدة. وعندما وصلنا الى بيت الدين وأمّنت حمايتهم، أكملت طريقي الى اليرزة فيما القصف متواصل؛ سرت إياماً عدة في المناطق الجبلية، إلاّ إنني في نهاية المطاف استطعت الوصول الى وزارة الدفاع وكان الجميع ومن ضمنهم زوجتي يظنون إنني وقعت ضحية القصف العنيف.
وتعود به الذاكره الى العام 1973 حين كان في صفد البطيخ فيختم بها قائلاً: تعرضنا لهجوم اسرائيلي بأسلحة وآليات حديثة جداً، لكننا قاومنا بكل ما لدينا من وسائل وأوقعنا بالعدو خسائر فادحة. فإحدى دباباتنا في صديقين دمّرت واعطبت عدة دبابات للعدو، وذلك بحكم تمركزها الإستراتيجي ومهارة رماتها.