محاضرات

المعلوماتية في الجيش ومجالات استخدامها في مجال القيادة والسيطرة
إعداد: ليال صقر الفحل

ألقى ضباط من لواء المشاة الحادي عشر ومديرية التأليل محاضرة في قاعة العماد نجيم في وزارة الدفاع الوطني بعنوان «المعلوماتية في الجيش ومجالات استخدامها في مجال القيادة والسيطرة».
هدف المحاضرة بالأساس كان عرض البحوث التي نفّذتها الوحدات المشاركة، ومن ثَمّ مناقشة هذه البحوث بغية استثمارها في تطوير أداء الوحدات واقتراح ما هو مناسب في المجالات التي تناولتها البحوث وتعميمها.


التقدّم التقني
تطرّقت المحاضرة في قسمها الأول الى التقدّم التقني المتسارع في حقل الاتصالات والذي أدّى الى تطوير وسائلها وتنويعها، حيث شهد هذا الحقل ثورة كانت نتيجة حتمية لثورة المعلومات.
وعرضت المحاضرة لمراحل تطوّر المعلومات بدءاً من ثورة وسائل الاتصال أولاً وثورة الحاسبات الإلكترونية ثانياً وثورة المعلوماتية أخيراً. وشرح الضباط المحاضرون تطوّر مراحل الحاسبات الى حواسيب، كما عرضوا لأنواع شبكات الاتصال من شبكات محلية (Local Area Network) الى الشبكات الواسعة المجال (Wide Area Network)، ولاحظوا في هذا الخصوص كيف أن تطوّر الإتصالات ونظم المعلومات استوجب المزيد من المعرفة والإستفادة من الإكتشافات الجديدة واستثمارها في المجالات كافة، فكان من الطبيعي أن تُدخل الدول العوامل العسكرية في حساباتها لتستخدم هذه التكنولوجيات في تحديث أدائها وتضمن نجاحها في أعمالها المتنوعة.

 

وسائل الإتصالات
كذلك تناولت المحاضرة مساهمة تطوّر وسائل الإتصالات في تفعيل إدارة العمليات العسكرية، خصوصاً في مجال القيادة والسيطرة عبر اختزال المسافات من خلال تسريع عملية تبادل المعلومات ومعالجتها واستثمارها. من هذا المنطلق تصبح الحرب لعبة يربح فيها من يملك تقنيات أكثر ووسائل تكنولوجية أوفر. الدول النامية ومنها لبنان تحاول بدورها الإستفادة من التقدم التقني عبر تغيير استراتيجيات عمل المؤسسات على اختلافها، ومنها المؤسسة العسكرية.
فأين موقع المؤسسة العسكرية في لبنان من تطور الإتصالات ونظم المعلومات؟
تناول الفصل الثاني من المحاضرة لمحة تاريخية عن استخدام المعلوماتية في الجيش اللبناني والواقع الحالي لهذا الاستخدام، والصعوبات التي تواجه تطوّره. عرض في هذا السياق ايضاً تسليم الجيش اللبناني أول جهاز Computer غداة انتهاء الحرب العربية الإسرائيلية العام 1967، وإنشاء مديرية التأليل ومن ثَمّ تأسيس جهاز تأليل عمل الأركان المركزي، الذي يرتبط برئيس الأركان، ويؤلّل أعمال أركان الجيش العائدة لشؤون العديد، التجهيز، العمليات والتخطيط، كما يحلّل ويبرمج ويضع برامج تقنية عائدة لسرية حفظ المعلومات وإعطائها...

 

أنظمة المعلوماتية
ثم عرض المحاضرون مشروع تطوير شبكة معلوماتية داخلية خاصة بالجيش، واستحداث القيادة أنظمة معلوماتية تتوافق مع طبيعة عمل أجهزتها ومختلف وحداتها، سعياً الى مواكبة التطوّر التكنولوجي العالمي ما جعلها سبّاقة في مواكبة التطوّر العلمي والتقني، بالرغم من ضآلة الإمكانات المادية المتاحة.
وقدّم الضباط المحاضرون ايضاً رؤية عملية وعلمية لتطوير استخدام المعلوماتية في القيادة والسيطرة، بحيث تعتمد الإتصالات في مسارح العمليات على نظم اتصال حديثة تدمج مع حواسيب إلكترونية متقدمة، فنظراً الى أهمية الإتصالات، من الضروري توفير وسائل رقابة وحماية لمنع العدو من اقتحام الشبكات.
وتطرّق المحاضرون لاتجاهات تطوّر المعلوماتية في العالم وأثرها على القيادة والسيطرة، بحيث أن التقدّم التكنولوجي الكبير وظهور منتجات عسكرية أتاح تطويرها للاستخدام المدني، فأصبحت نسبة كبيرة من التكنولوجيات مزدوجة الإستخدام: مدني وعسكري. فبيّن المحاضرون من خلال عرضهم أثر الثورة التكنولوجية الحالية على الحرب الحديثة، ما يوجب على الدول الحديثة تخصيص مبالغ مناسبة للتحديث تجنّباً لمفاجآت تكنولوجية خطيرة ومواكبة المواقع، بما يتيح التعامل مع الإلكترونيات بكفاءة وأسلوب علمي سليم.
وقد خلصت المحاضرة الى حاجة الجيش اللبناني الملحّة الى استخدام المعلوماتية في القيادة والسيطرة، تماشياً مع جيوش العالم المتقدّمة.