حكايات الجبهة

المكافحة: كنّا هناك بالمرصاد وما زلنا...
إعداد: باسكال معوّض بو مارون - ندين البلعة خيرالله

يرى العميد علي الحاج رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس في مديرية المخابرات، أنّ معركة فجر الجرود كانت ثمرة جهود كبيرة بذلت على مدى فترة طويلة، وتحديدًا منذ تأسيس فرع للعمليات في بلدة عرسال.

 

الأمور تحت السيطرة
يوضح رئيس الفرع: «كنا مكلّفين بالمراقبة والاستطلاع، قبل المهمة وخلالها وبعدها، ولقد حفظ عناصرنا المنطقة عن ظهر قلب، وكانوا يعملون بالتنسيق مع عمليات القيادة في جميع المناطق».
وأضاف: شارك عناصرنا في مختلف المراحل التحضيرية والتنفيذية للمعركة؛ فنفّذوا مهمات مع المجموعات العملانية، ومنها، معالجة أهداف مع اللفيف 64 (دبابات وقنّاصين)، حيث فتّشنا المغاور والبقع المشبوهة، وتقدمنا مع القوى المهاجمة نساندها بواسطة القنّاصين المدرّبين، إضافة إلى تصوير التحرّكات المعادية ورصد محاولات التسلّل من مناطق العدو نحو مناطق سيطرتنا.
وأشار في هذا السياق إلى أن قناصين من الفرع تمركزوا في الجرد الشمالي (وادي السمرمر) المطلّ على نقاط استراتيجية مهمة لتنظيم الإرهابيين، لمنعهم من ضرب وحدات الجيش، إذ كان المسلّحون يتسلّلون من وادي جرد القاع، وقد عولجت الأمور بكفاءة عالية وكان كل شيء تحت السيطرة تمامًا.
ويضيف العميد الركن الحاج: اضطلع الفرع خلال المعركة بعدة أدوار، منها تعزيز أفواج ولفائف وكتائب مع أرهاط مداهمة وتفتيش، وأخرى للمساندة بالنار، حيث تولى قنّاصونا مهاجمة قنّاصة العدو من مسافات متوسطة، وقضوا عليهم أو شلّوا قدراتهم.
وشرح قائلًا: في اليوم الثاني للمعركة، قمنا مع اللفيفين 62 و63 بمهاجمة تل خربة التينة، واسترجعناها مع الإبقاء على عناصرنا في جرد القاع، ومهاجمة المحور الأساسي (تلّة رأس الكف وتلّة الخنازير)، كما قمنا بعمليات تفتيش شملت مزارع يتمركز فيها العدو، بالإضافة إلى وادي الخشن، وهو الممرّ الإلزامي إلى بعض التلال التي تشكّل محاور تقدّم للقوى الصديقة.

 

المرحلة النهائية: الإطباق على «الدكانة»
في 22 من آب، كانت المرحلة النهائية، حيث حاصرناهم في وادي مرطبيا، وعززنا مع اللواء السادس وجودنا في الممر الحيوي الذي كان يعتبره الإرهابيون «الدكانة» التي يتموّنون منها. وتحضّرت مجموعة القنّاصين ومن الكتيبة 61 على تلال الشاحوط وقارة حيث محور القوى الصديقة، وذلك للتمهيد للسيطرة على منطقة حليمة قاره.
وبعد عدة أيام، قامت أرهاط من القنّاصين مع الكتيبتين 61 و62 وفوج التدخّل الأول بمهمة احتلال لتضييق الخناق على الإرهابيين في مرطبيا حتى حليمة قاره. ومن ثم نفّذنا مع اللواء التاسع ومخابرات البقاع تمشيطات في جرود عرسال.
وختم بالقول: بعد نهاية المعركة وعودة القوى المشاركة إلى مراكزها الأساسية، بقيت مهماتنا في الجرود سارية تحسبًا لأي خرق أو تهديد إرهابي.