تحقيق عسكري

المكتبات في الجيش
إعداد: ريما سليم ضومط

سلاح المعرفة

إذا كانت البندقية رفيقة العسكري في الحرب، فإن الكتاب هو الصديق والرفيق في زمن السلم. إذ ان طلب المعرفة أو مرغوب ومطلوب في الجيش اللبناني منذ نشأته. وبهدف تعزيز هذا المطلب، تأسست المكتبات في الجيش منذ عهد بعيد، فكانت خير وسيلة لدعم العلم والسعي إلى المعرفة. والمكتبات التي بدأت قديماً قاعات صغيرة تضم بعض الكتب والمراجع، أصبحت اليوم بغالبيتها مصادر هامة لأضخم الموسوعات العلمية وأحدثها، وللآلاف من الكتب في مختلف المجالات والمواضيع، شأنها في ذلك شأن المكتبات الجامعية الكبرى في لبنان.
أوضاع المكتبات في الجيش ودورها كانت محور لقاء مع رئيس قسم البحوث والدراسات والمكتبات العقيد الركن علي حجازي، وموضع جولة قامت بها مجلة «الجيش» شملت مكتبة القيادة ومكتبة المدرسة الحربية.

 

إعادة تنظيم

المكتبات في الجيش قديمة العهد كما أكد العقيد الركن علي حجازي، وقد كانت في ما مضى منتشرة في جميع الوحدات على صعيد مختلف الرعائل. إلا أنه في العام 2002، أعيد تنظيمها بناءً على قرار صادر عن قيادة الجيش، وتم حصرها في خمسة عشرة مركزاً في كل من: المدرسة الحربية، مبنى قيادة الجيش، كلية القيادة والأركان، مناطق البقاع وبيروت وجبل لبنان والشمال والجنوب، القوات البحرية، القوات الجوية، موقع راشيا، موقع صور، معسكر خدمة العلم في عرمان، معهد التعليم، ونادي الرتباء المركزي.


من هم المستفيدون من خدمات المكتبة العسكرية، وما الصيغة المعتمدة لإعارة الكتب؟
- يستفيد من المكتبات في الجيش جميع العسكريين في الخدمة الفعلية بمختلف رتبهم، والموظفون المدنيون والمجندون، وذلك وفقاً للقطع والوحدات التابعين لها.
وتتم الاستعارة بناءً على بطاقة يعدّها أمين المكتبة ويحدّد خلالها مدة الاستعارة التي تتراوح بين 42 ساعة لبعض الكتب كالقواميس والموسوعات، و51 يوماً للبعض الآخر مع امكانية التجديد.


علام تحتوي المكتبات في الجيش، وكيف يتم اختيار محتوياتها؟
- تضم المكتبات العسكرية كتباً في مختلف المجالات العلمية والأدبية، إضافة إلى الموسوعات والقواميس والمراجع التثقيفية المتعددة. وتتم تغذيتها بالكتب دورياً عن طريق اقتراحات يرفعها المستفيدون (أي المناطق والمواقع والوحدات) في شهر تشرين الثاني من كل عام إلى مديرية التعليم - قسم المكتبات. ونحن بدورنا نزوّدها بالكتب التي تحتاج إليها بناءً على الاقتراحات المقدّمة، بعد أن نحدّد الأولويات وفقاً لأهمية الكتب وضرورتها، وذلك لعدم تخطّي الموازنة المخصّصة للمكتبات سنوياً.

 

في عصر الكمبيوتر والانترنت، هل تعتقد أن الكتب لا تزال تحتفظ بمكانتها لدى طالبي العلم والمعرفة؟

- من يطلب المعرفة لا تقتصر مصادره على مرجع واحد وإنما يسعى إليها عبر مختلف الوسائل، والكتاب كان ولا يزال من أبرز هذه الوسائل مهما تقدّمت التكنولوجيا أو تنوّعت طرق العلم والمعرفة.
وفي هذا الإطار، نشير إلى أن المكتبات في الجيش تعير سنوياً نحو عشرة آلاف كتاب، علماً أن معظم هذه المكتبات لا يزال مجهولاً بالنسبة إلى عدد كبير من العسكريين والموظفين المدنيين.
 

تأليل

بمناسبة الحديث عن وسائل التكنولوجيا، هل تواكب المكتبات في الجيش التطوّر العلمي والتكنولوجي؟
- المكتبات العسكرية في تطـوّر دائـم شـأن سائر المؤسسات التابعة للجيش. وآخر التطورات في هذا المجال كان في مكتبـة القيادة، حيث تـم ادخال برنامج تأليل حديث سيتم تعميمـه على جميـع المكتبـات بعد أن نقوم بعملية ربط بين مختلـف الشبكات.


اضافة إلى برنامج التأليل، هل من مشاريع أخرى على صعيد تطوير المكتبات؟
- من أبرز ما نسعى إليه في الوقت الحاضر، الإضاءة على واقع المكتبات في الجيش وتفعيل دورها، إضافة إلى نشر التوعية والثقافة بين العسكريين، وإعلامهم جميعاً بوجود المكتبات وضرورة الاستفادة منها، لا سيما وأنها تقدّم خدمات مجانية ومفيدة لجميع العسكريين الساعين إلى العلم والمعرفة.
 

مكتبة القيادة

التحديث، إعادة التنظيم، والتطوّر هي الأهداف الرئيسية التي تحققت في مكتبة القيادة خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا الإطار، أشارت أمينة المكتبة السيدة ماري راشد إلى أن ما أنجز في المكتبة هو ثمرة سنوات من الجهد قام بها القيّمون على المكتبة وطاقمها المتخصص، حيث تم فرز الموجودات وتصنيفها ومن ثم تأليلها خطياً على لوائح خاصة، إلى أن أدخل في العام الماضي برنامج تأليل متكامل على جهاز الكمبيوتر، يمكن من خلاله تصنيف الكتب بحسب اللغة والمؤلف والناشر والمترجم (إذا وجد) ونوع الكتاب وعدد النسخ وغيرها من ضرورات التصنيف، الأمر الذي سهّل العمل لكل من طاقم المكتبة والمستفيدين من خدماتها في الوقت نفسه.
وأضافت السيدة راشد أن الخطوة التالية هي الربط في الشبكات ما بين المكتبة وأجهزة القيادة المستفيدة من خدماتها، ما يتيح لكل عنصر معرفة موجودات المكتبة عبر الكمبيوتر ويسهّل عملية الاختيار والاستعارة.
وعن محتويات المكتبة، أشارت أمينتها إلى أنها تضم 00021 كتاب في اللغات العربية والانكليزية والفرنسية، حول مختلف المواضيع من بينها الكمبيوتر، التاريخ، السياسة والاجتماع، الفلسفة، العلوم العسكرية، إضافة إلى كتب القصص والأشعار، والقواميس والموسوعات العلمية المتجدّدة باستمرار لمواكبة آخر التطورات العلمية. وقد أكدت أن حق الاستفادة متاح لجميع عناصر مقرّ عام الجيش بمختلف رتبهم، وذلك وفقاً لشروط الاستعارة المحددة للمكتبات من دون أي بدل مادّي.

 

مكتبة المدرسة الحربية

التنظيم، والترتيب، والتنوّع، هي السمات الرئيسية التي تطبع مكتبة المدرسة الحربية، وهي أبرز ما يلفت زائرها للمرة الأولى.
عن محتويات المكتبة وتنظيمها تحدثت أمينتها السيدة ماريتزا الحلوة، فأشارت إلى أن المكتبة تضم نحو 00071 كتاب في اللغات الانكليزية والفرنسية والعربية، يستفيد منها جميع العسكريين والموظفين المدنيين التابعين للمدرسة الحربية. وأضافت أن الكتب الموجودة تشمل مختلف المجالات العلمية والثقافية من بينها العلوم الاجتماعية، العلوم العسكرية، الآداب الفرنسية والعربية والانكليزية، والفلسفة، والتاريخ القديم والحديث، إضافة إلى العلوم الطبيعية والجغرافيا والرحلات واللغات والشرائع، والسّير والترجمات ودوائر المعارف والموسوعات.
أما عن كيفية الاستعارة، فأكدت السيدة حلوة أن معظم الكتب يمكن استعارتها مدة 51 يوماً قابلة للتجديد، ما عدا القواميس والموسوعات التي يمنع استعارتها وينبغي قراءتها في القاعة المخصصة للقراءة ضمن المكتبة. أما بالنسبة إلى الحفاظ على الكتب من التلف، فأشارت أمينة المكتبة إلى أن جميع الكتب التي تزوّد بها المكتبة تخضع لعملية تجليد فور ورودها.
وتحدثت السيدة حلوة عن عملية تحديث المكتبة، فأشارت إلى أنها مؤلّلة يدوياً في الوقت الحاضر، وسيتم تأليلها على الكمبيوتر في وقت قريب وفقاً للبرنامج المعتمد في مكتبة القيادة.