محاضرات

الملحق العسكري الفرنسي يعرّف بسياسة بلاده الدفاعية والسفير فؤاد الترك يعرض مشروع اعتماد لبنان مركزًا لحوار الثقافات
إعداد: ندين البلعة

بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن غابي القاعي مسيّر أعمال كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، ألقى الملحق العسكري الفرنسي في لبنان العقيد فيليب بتريل محاضرةً أمام ضباط ملاك الكلية وضباط دورة الأركان السادسة والعشرين، عنوانها «سياسة الدفاع الفرنسيّة». كما ألقى السفير فؤاد الترك محاضرة حول مشروع يقضي باعتماد لبنان مركزًا لحوار الثقافات.


العقيد بتريل
عرض العقيد بتريل فيلمًا وثائقيًا باللغة الفرنسية شكّل مقدمة لمحاضرته، وأوضح أن سياسة فرنسا الدفاعية تشمل مراقبة الحدود، الإعتداءات الإرهابية، الإعتداءات بالأسلحة النووية والكيميائيّة وغيرها...
وقال: العام 2008 أصدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الكتاب الأبيض الذي لحظ بعض التحديثات في سياسة الدفاع الفرنسية نتيجة التطورات التي فرضتها العولمة وانعكست على الحياة الإقتصادية والعلاقات الدولية.
وعرّف العقيد بتريل سياسة الدفاع بأنها مجموعة الخيارات والأسس السياسية، والاستراتيجيّة والعسكرية التي تتبنّاها الدولة من أجل تأمين دفاعها، ويتمّ تطويرها وفق تطوّر التهديدات ونقاط القوة أو الضعف لديها.
وسياسة الدفاع هي المكمّل الأساسي للسياسة الخارجيّة للدولة. فهي تؤمّن حماية الدولة في وجه الإعتداءات المسلّحة، واحترام التزاماتها الدولية في مجال الدفاع، وحماية الشعب الفرنسي في بلده وفي بلدان الإغتراب.
وتناول المحاضر توزيع المسؤوليات والمهمات في ما يتعلّق بسياسة فرنسا الدفاعية، وعرض بعض الأرقام حول عديد وزارة الدفاع الفرنسية وقوامه 313402 فرد منهم 240996 عسكريًا و72407 مدنيين، ومتوسط أعمارهم 32 عامًا للعسكريين و46 عامًا للمدنيين. ويبلغ عدد المنتسبين إليها 30000 شاب سنويًا، أمّا الميزانية فتبلغ 40904 مليار يورو.
في ختام المحاضرة، ألقى العميد الركن غابي القاعي كلمة باسم قائد الجيش شكر فيها الملحق العسكري الفرنسي على المعلومات القيّمة. وقدّم له باسم قائد الجيش درع الكلية وبدوره قدّم بتريل هديةً رمزية باسم سفير فرنسا في لبنان دينيس بييتون إلى العميد الركن القاعي.

 

السفير الترك
استهلّ السفير فؤاد الترك محاضرته بتحية لجيش لبنان «ابن الشرف والتضحية والوفاء»... ومن ثم ملاحظة استنتجها خلال تاريخه الدبلوماسي ومفادها أن لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم يعيش على التسويات. وتابع قائلاً: «لبنان لم يعد يحتمل التسويات التي هي هدنة بين حربين، بل يحتاج إلى حلّ»، طارحًا بعض الأسئلة التحليليّة حول ماهية الحلّ الذي يحتاجه لبنان.
وقال: «نريد لبنانًا منفتحًا على محيطه وعالمه، متفاعلاً معهما لا بشرًا وحسب، بل جودةً وإبداعًا وإسهامًا حضاريًا. من هنا، ولكي يكون للبنان قيمة وموقع، يجب أن يكون له دور في المجتمع الدولي وفي هذا العالم، وألا يتراجع سبب وجوده ومبرّر ديمومته. فهذا الوطن الصغير المساحة والعدد والغني بالماضي والتراث وبحكم موقعه الجغرافي وتعدّد طوائفه وتنوّع شعبه، مؤهل لأن يكون مقرًا نموذجيًا لحوار الحضارات والثقافات والأديان والإتنيات».
وأضاف: «إن المشروع الذي نحن بصدده»، يشرح السفير الترك، «يقوم على السعي إلى استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد لبنان مقرًا لحوار الأديان والحضارات، ما يجعله أنموذجًا للإنسانية في الحياة المشتركة والإنفتاح على الآخر والإعتراف به. وهذا المشروع، إذا أتيح له أن يرى النور، يقتضي وجود مبنى له في لبنان، ونظامًا وآلية عمل وباحثين وجهازًا إداريًا واختصاصيين كما هي حال سائر المنظمات الدولية».
يبني السفير التـرك هـذه الدعـوة إلـى اعتمـاد لبنان مقرًا للحوار، على مجموعة حيثيات أهمها: «تنوّع الشعب اللبنانــي المكوّن من 18 طائفة تعيش في ما بينها باحترام وانفتــاح وتسامح، النظام السياسي الديمقراطــي اللبناني القائم على صون الحريات العامــة، الدستور الذي يكفل احترام كل الأديان والمعتقدات... فضلاً عن كون لبنان يختزن إرثًا أغنى الحضارة الإنسانية... وهو من الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمــم المتحدة ولجامعة الدول العربية، وأبرز المساهميــن في وضع شرعة حقوق الإنسان، كما أنه ناشــط في المنظومات الدولية والإقليميّة...
ويضيف في هذا الإطار: «أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هذه الفكرة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتَيها العاديّتَين في العامَين 2008 و2009 وفي مؤتمر القمة الفرنكوفونية في كندا وفي إطلالات أخرى عديدة».

 

بطاقة تعريف
السفير السابق فؤاد الترك هو حاليًا رئيس منتدى سفراء لبنان، أمين عام المجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك، رئيس فرع لبنان لحاملي الأوسمة الفرنسية ورئيس مؤسسة المونسينيور اغناطيوس مارون.