دراسات وأبحاث

المملكة العربية السعودية أرض العروبة والإسلام والطاقة
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد


تعتبر المملكة العربية السعودية المركز الديني للعالم الإسلامي، وهي تحتضن في جغرافيتها التاريخية مهد العروبة والرسالة الإسلامية وقبلتها، ومدنها المقدسة وقبر الرسول، حيث يحج إليها سنويًا ملايين المسلمين من جميع أقطار العالم. أما في ما خص الثروة النفطية، فالسعودية من أهم الدول على صعيدي الإنتاج والإحتياط.


الموقع
تقع المملكة العربية السعودية في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا، بين خطي عرض 16 و33 درجة شمالاً، وبين خطي الطول 34 و56 شرقًا. وهي تشغل نحو 80% من مساحة شبه الجزيرة العربية، (نحو 2.149.690 كلم2). ويبلغ طول حدود المملكة العربية السعودية نحو 6760 كم، منها 4430 كلم حدود برية، و2330 كلم حدود بحرية، ضمنها نحو 500 كلم على الخليج العربي الفارسي.
يحدّها العراق والأردن من الشمال، والكويت من الشمال الشرقي، ومن الشرق قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين المرتبطة بالمملكة من خلال جسر الملك فهد على الخليج العربي. أما من الجنوب فتحدها اليمن، وسلطنة عمان من الجنوب الشرقي، والبحر الأحمر من جهة الغرب بطول يزيد على 1700كلم.

 

الجغرافيا
تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك انهارًا دائمة، وهي تحتل القسم الأكبر من شبه الجزيرة العربية ويتشكل سطحها كما يأتي:
- سهل ساحلي ضيق من الغرب (تهامة)، يفصل بين جبال السروات والبحر الأحمر، وآخر ساحلي واسع في شرق البلاد، يسوده الجفاف باستثناء واحتين كبيرتين هما الأحساء والقطيف.
- سلسلة جبال السروات (جبال الحجاز) في الغرب، وتمتد على طول البلاد من الشمال إلى الجنوب، ويتعدى ارتفاعها عند أعلى نقطة نحو 3680 م فوق سطح البحر.
- هضبة نجد، وهي هضبة صخرية واسعة تقع إلى الشرق من جبال الحجاز ويراوح ارتفاعها بين 320م و 1200 م.
- صحارى رملية غير مأهولة بالسكان أهمها الربع الخالي ومساحته 647500 كلم2 تقريبًا.
- كما تتبع للمملكة 1285 جزيرة منها 1150 جزيرة في البحر الأحمر.

 

السكان
بلغ إجمالي عدد السكان في المملكة، وفق تقديرات تموز العام 2013، نحو 27 مليون نسمة منهم ما يقارب 6 ملايين من غير السعوديين (هنود، باكستانيون، بنغلادشيون، مصريون فلسطينيون، لبنانيون، سوريون وغيرهم من العرب و الأجانب).
الإسلام هو الدين الرسمي في السعودية، ورسميًا، كل من يحمل الجنسية السعودية هو مسلم. ويقدّر بعض المصادر أن 10 إلى 15% من المواطنين هم من الشيعة الجعفرية الذين يتركزون في المناطق الشرقية، مع وجود إسماعيلي في منطقة نجران.

 

التاريخ
كانت معظم الأجزاء التي أصبحت سعودية في ما بعد باستثناء الحجاز وعسير والإحساء، مسكونة من قبائل بدوية وشبه بدوية لم تحفل بها القوى الإستعمارية الأوروبية ولا دول الخلافة الإسلامية. أما المناطق الحضرية في الحجاز ومكة والمدينة بشكل خاص، فكانت خاضعة لحكام محليين يسمون بالـ«أشراف» يتبعون الدولة العثمانية.
سقط الحجاز خلال معظم تاريخه، بحكم وجود مدينتين مقدستين عند المسلمين (مكة والمدينة) بيد دول خارجية، كالدولة الأيوبية، ثم دولة المماليك وبعدها الدولة العثمانية، فالأشراف في مكة كانوا يخضعون لحاكم الولاية العثماني (ولاية الحجاز)، كما أن العثمانيين كانوا قد سيطروا على عسير في القرنين السادس عشر والثامن عشر، أما نجد فاكتفى العثمانيون بعقد تحالفات مع الإمارة الأقوى فيها وهي أسرة آل رشيد أمراء إمارة جبل شمر في حائل.

 

الدولة السعودية الأولى
مع مطلع القرن الثامن عشر كانت عائلة بن مقرن تسيطر على الدرعية (غربي الرياض) التي تولى إمارتها العام 1720 الأمير سعود بن محمد بن مقرن، وبعد وفاته (1725) تولى الأمر زيد بن مرخان لمدة تقل عن السنتين، وتولى بعده، (1727) الأمير محمد بن سعود الذي أصبح يلقّب بالإمام، وقاد البلاد والمنطقة إلى مرحلة جديدة اعتبارًا من العام 1744، بعد أن تحالف مع مجدد مذهب السلف الصالح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأسس الدولة السعودية الأولى التي تقوم على تطبيق الشريعة الإسلامية على المذهب الحنبلي السلفي. وبذلك أصبحت الدرعية عاصمة الدولة الجديدة ذات مركز قوي واستقرار داخلي وحكم راسخ، ومن ثم بدأ التوسع. والعام 1759 دخلت أراضي نجد تحت طاعة الإمام محمد بن سعود، وأعقب ذلك (1760) إعلان تأسيس الدولة السعودية الأولى التي زادت في توسعها حتى شملت معظم أجزاء شبة الجزيرة العربية.
بقيت الدرعية عاصمة للدولة السعودية الأولى حتى سقطت العام 1818 على يدي إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر الذي وجَّه عدة حملات إلى وسط الجزيرة العربية، بسبب بعض الممارسات الدينية التي تمثلت بهدم الأضرحة والمقامات في مكة والمدينة، والنجف، من قبل معتنقي المذهب الوهابي من أتباع إبن سعود، والتي أثارت ضجة في العالم الإسلامي وهددت شعائر الحج ومواسمه. وقد استطاعت هذه الحملات الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة وتدميرها بعد معارك عديدة.

 

الدولة السعودية الثانية
يمكن اعتبار العام 1824 بداية لتاريخ تأسيس الدولة السعودية الثانية (عرفت باسم إمارة نجد) على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود الذي استعاد الرياض من أيدي المصريين في ذلك العام.
بعد خروج قوات ابراهيم باشا من شبه الجزيرة العربية العام 1840، عمل الأتراك على التحالف مع قوى محلية للوقوف بوجه الوهابية، ومنع قيام الدولة السعودية، فتحالفوا مع إبن الرشيد أمير منطقة حائل ومنحوه سلطات واسعة ليكون قوة فاعلة تقف بوجه آل سعود الذين لجأوا إلى مدينة الرياض.
العام 1865 هاجم إبن الرشيد السعوديين في الرياض واسترجعها منهم، فهاجر السعوديون إلى الكويت حيث بقوا هناك، ولكن الصراع لم ينته حتى العام 1891 عندما سقطت الدولة السعودية الثانية نهائيًا بيدي إبن الرشيد أمير حائل والمدعوم من الدولة العثمانية في معركة المليدة.

 

الدولة السعودية الثالثة
قام الأمير عبد العزيز بن سعود منذ العام 1902 بحروب مريرة ضد إبن الرشيد لاستعادة ملكه وقد تم له ذلك (1921) حيث أعلن نفسه سلطانًا على نجد، ثم استولى على الحجاز بين العامين 1924 و1925. ومع مطلع العام 1926 أعلن نفسه ملكًا على الحجاز، وبعد سنة من ذلك أعلن نفسه ملكًا على نجد. ومن ثم عمل على توحيد ما تبقى من مناطق، وإعلان تأسيس المملكة العربية السعودية الحالية العام 1932 باتحاد مملكتي نجد والحجاز، وبعد أن اتخذ لنفسه لقب «الملك»، منح كل أفراد عائلته، «آل سعود» لقب الأمراء، وجعل الحكم وراثيًا بين أبنائه الذكور وفق تراتبية الأعمار.
بعد وفاة الملك عبد العزيز آل سعود العام 1953 تولى الحكم إبنه البكر الأمير سعود بن عبد العزيز (حتى العام 1964)، ومن بعده ولي الملك الأمير فيصل بن عبد العزيز (حتى العام 1975)، ثم جاء بعده الملك خالد بن عبد العزيز (حتى العام 1982)، حين خلفه الملك فهد بن عبد العزيز (حتى العام 2002)، والذي أطلق على نفسه لقب «خادم الحرمين الشريفين «منذ العام 1986، ثم جاء الملك الحالي عبدالله بن عبد العزيز الذي حافظ على حمل اللقب ذاته، وهو مازال على رأس المملكة.

 

الموارد
يعدّ النفط والغاز الطبيعي من أهم المصادر الطبيعية في البلاد، إذ يبلغ احتياطي المملكة الثابت من النفط الخام نحو 9.267 مليار برميل (5/1 الاحتياطي العالمي، تقديرات العام 2013)، حيث تعتبر الدولة الثانية في هذا المجال عالميًا، كما أنها تعتبر الدولة الخامسة في العالم في احتياط الغاز الطبيعي (8.15 تريليون م3 وفق تقديرات العام 2013)، كذلك تعتبر المملكة الدولة الأولى في العالم اليوم لإنتاج الطاقة الشمسية لتميزها بموقع جغرافي ملائم ومناخ مثالي لذلك.
إلى جانب ذلك توجد ثروة معدنية متنوّعة. فقد تم الكشف عن 4.200 مكمن معدني شملت الذهب، (احتياطي يبلغ 9.5 مليون طن) والفضة والنحاس والزنك والرصاص والحديد والألومنيوم والمعادن النادرة واليورانيوم والمعادن الصناعية والفوسفات والفحم الحجري والمواد الأولية للبناء.

 

الإقتصاد
تقدّر بعض المصادر أن المملكة العربية السعودية لديها ثاني أكبر احتياط للنفط في العالم، وهي أكبر منتج له في العالم (10 الى 11 مليون برميل/يوم، في 2013). ويشكّل النفط أكثر من 90? من الصادرات السعودية، ونحو 75? إلى 80% من الإيرادات الحكومية.
يتركز الاقتصاد السعودي على القطاعات الآتية:
- الصناعة:
وتتركز في الصناعات الأساسية التي تعتمد على النفط لتوفير المواد الخام. وتتمثل تلك الصناعات في إنتاج مصافي تكرير النفط، وفي الصناعات البتروكيميائية إلى جانب صناعة المعادن الثقيلة.
وكذلك الصناعات التحويلية التي تتكون من سلسلة متنوعة من الصناعات كالمواد الغذائية ومواد البناء والصناعات الكيميائية والمعدنية المختلفة.
 

- الزراعة:
حققت التنمية الزراعية في المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في فترة وجيزة على الرغم من المعوّقات العديدة كقلة الأمطار ومحدودية المياه الجوفية، وضآلة الأيدي الوطنية العاملة في الزراعة، وتناثر الأراضي الزراعية بين الكثبان الرملية والهضاب الصحراوية والمرتفعات والأودية. وقد بلغت الصادرات من السلع الغذائية كالقمح والتمور والبيض ولحوم الدواجن والألبان وبعض الخضراوات، ما يقارب مليوني طن العام 1990.
كما تتعدد عناصر الثروة الحيوانية في البلاد حيث قدِّرت أعداد كل من الضأن 7.8 مليون رأس والماعز نحو 4.4 مليون رأس والإبل 422 ألف رأس والأبقار نحو 204 ألف رأس. وتأسست صناعة نشطة لصيد الأسماك وبلغت كميات الصيد المحلي نحو خمسين ألف طن، تمّ تصدير ما يقرب من نصفها إلى الخارج العام 1994.
 

- التجارة الخارجية:
بلغت قيمة صادرات المملكة غير البترولية (العام 2012) 1.456.503 مليون ريـال مقابل 1.367.620 مليون ريـال خلال 2011. وتتمثل أهم الصادرات غير النفطية.في المنتجات الكيميائية والبلاستيكية والمعادن العادية، ومعدات النقل، والمواد الغذائية وغيرها.
أما الواردات فقد بلغت قيمتها 583.473 مليون ريـال خلال العام 2012 مقابل 492.449 مليون ريـال خلال العام 2011، بارتفاع نسبته 18.2%. وتتمثل أهم الواردات في الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية ومعدات المواصلات، والمواد الغذائية والحديد ومصنوعاته، والمنتجات الكيميائية، والأقمشة والملابس، والسيارات وأجزائها، والذهب والحُلي والمجوهرات.

 

الدخل القومي السنوي
قدّر الدخل القومي الإجمالي (GDP) للمملكــة، وفق القدرة الشــرائية (PPP) للعام 2013 بحــوالى 927 مليارًا و762 مليــون دولار أميركــي. واحتـلت بذلك المرتبة 19 عالميًــا، وقــدر معدل الدخـل الفردي السـنوي بـ 31 ألف و309 دولارات (المرتبة 28 عالميًا).

 

القوات المسلّحة
شاركت المملكة العربية السعودية بقواتها العسكرية في الحرب العربية الإسرائلية العام 1948، وكذلك في حرب العام 1973 ضد اسرائيل، الى جانب جيوش مصر وسوريا، وكذلك شاركت قواتها في حرب الخليج االثانية (1990) ضد العراق، ولتحرير الكويت.
تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في العالم من حيث الإنفاق العسكري بالنسبة الى الناتج المحلي الإجمالي والمقدر بنحو 10% وفق تقديرات العام 2013 (كانت 8% في 2012). ويتميز الجيش السعودي بمستوى تدريب عالٍ، لإمكاناته البشرية المناسبة، ونظرًا لامتلاكه أحدث الأسلحة البرية من دبابات وعتاد متطور في صنوف الأسلحة المختلفة. كما أن قواتة الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة في العالم، كطائرات «إف 15 أس»، والمقاتلة الاوربية «يوروفايتر تايفون»، والمقاتلة «تورنيدو». وكذلك تمتلك مئات طائرات الهليوكبتر الحديثة، وعشرات الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية. تعتمد المملكة في تسلحها على حليفتها الاستراتيجية الأولى الولايات المتحدة الأميركية بشكل رئيس، وكذلك على بريطانيا وفرنسا، وهي تعتبر من بين الدول الأكثر تسلحًا في العالم اليوم.
تتوزع القوات المسلحة السعودية كما يأتي:
- القوات البرية الملكية السعودية: نحو 75 الف جندي.
- القوات الجوية الملكية السعودية: نحو 18 ألف جندي.
- الدفاع الجوي الملكي السعودي: نحو 16 ألف جندي.
- القوى الصاروخية الستراتيجية الملكية السعودية.
- البحرية الملكية السعودية: نحو 15 ألف بحري، منها نحو 3 آلاف «مارينز وقوات خاصة».
- الحرس الوطني العربي السعودي: نحو 75 ألف جندي.
وهكذا يمكن اعتبار أن لدى المملكة ما يزيد عن 200 ألف جندي في الخدمة الفعلية (تقديرات العام 2005).

 

النظام السياسي
تأسست المملكة العربية السعودية رسميًا بمرسوم ملكي من قبل مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في 23 أيلول 1932، بعد حروب خاضها طيلة ثلاثة عقود لتوحيد الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ. نظام الحكم ملكي مطلق، وتقسم المملكة إداريًا إلى 13 منطقة يتولى كل منها أمير من الأسرة الحاكمة بصلاحيات إشرافية. النظام الأساسي للحكم - الذي يعتبر بمثابة الدستور في الدول الأخرى - يعرِّف القرآن والسنة بأنهما دستور المملكة العربية السعودية، مع غياب تدوين للقوانين مثل غيرها من الدول. والمصدر الرئيس للقانون هو الشريعة الإسلامية، وتعتبر المراسيم الملكية هي المصدر الرئيس الثاني من القانون، وهي تكمل الشريعة في مجالات مثل العمل والتجارة والبنوك وقانون الشركات، ومجالات أخرى مستحدثة مثل الإتفاقيات الثنائية بين الدول والمنظمات الدولية.

 

المملكة في علاقاتها الدولية
أصبحت المملكة عضوًا في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسهما العام 1945.
كذلك هي عضو في حركة عدم الإنحياز، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وعضو رئيس وفاعل في مجلس التعاون الخليجي، ومجموعة العشرين، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأوبك للدول المصدرة للنفط.
حرصت المملكة العربية السعودية منذ إنشائها على القيام بدور معتدل في علاقاتها مع الدول العربية، وكذلك مع الدول الأجنبية باستثناء «دولة اسرائيل» التي رأت فيها عدوًا مغتصبًا ومحتلاً للأرض والحقوق العربية في فلسطين. كما شاركت في معظم الحروب العربية الإسرائيلية بشكل مباشر أو عبر الدعم المباشر لدول المواجهة. سعت المملكة دائما إلى إقامة أطيب العلاقات مع محيطها ومع الخارج، وعملت على إصلاح العلاقات العربية - العربية تحت عباءتها، في مناسبات كثيرة، وكذلك بين بعض الدول الإسلامية، كما قدمت دعمها المادي والمعنوي لكثرة من هذه الدول.

 

المملكة: بين الإمكانات والدور
تعتبر المملكة العربية السعودية اليوم، من الدول الكبرى المؤثرة في المنطقة والعالم العربي لما تمتلكة من قوة ناعمة وتأثير معنوي لمركزيتها الدينية في العالمين العربي والإسلامي، ومن خلال وسائل إعلام ضخمة (قنوات فضائية وصحف ومجلات كثيرة)، ومن قوة صلبة قوامها إمكانات مادية وما تقدّمه المملكة من مساعدات، وهبات مالية، تؤثر في سياسات وتوجهات دول كثيرة في المنطقة العربية، وكذلك في الدول الإسلامية، وحتى في بعض الدول الأجنبية. فقد أدت المملكة العربية السعودية دورًا مهما في دعم القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية وقدمت المساعدات لعدد من الدول في مناسبات مختلفة، وهي أسهمت في وقف الحرب الأهلية في لبنان بعد حرب السنتين (1976)، ودعمت إرسال قوات الردع العربية إليه، كما رعت اتفاق الطائف العام 1989 الذي أسس لمصالحة وطنية بين اللبنانيين. كذلك دعمت قوات «المجاهدين المسلمين» ضد الإحتلال «السوفياتي الشيوعي» لأفغانستان في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، ودعمت العراق ضد إيران في حرب الخليج الأولى 1980 - 1988.
ودعمت المملكة العربية السعودية القضية الفلسطينية، بتقديم المال والسلاح لمنظمات التحرير، وقدمت المبادرات العديدة لحلها، كان أبرزها مبادرة الأمير عبدالله بن عبد العزيز (الملك الحالي) في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت العام 2002.
 وكذلك قدمت المساعدات والدعم المادي للبوسنة - الهرسك (المسلمة) للوقوف بوجه التطهير العرقي الصربي في يوغسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.
ودعمت الشعب اللبناني بعد العدوان الصهيوني عليه العام 2006. وكان آخر مبادراتها تقديم مساعدة مالية للجيش اللبناني أواخر 2013 بقيمة 3 مليارات دولار، لشراء معدات وأسلحة.
ولكن التأثير الأهم للمملكة، هو ما ظهر أخيرًا بشكل لافت من خلال دعم حراك بعض الشعوب العربية في ما يعرف اليوم بالربيع العربي، وذلك انسجامًا مع رؤية المملكة لدورها الجيوبوليتيكي الموازن في منطقة الخليج، بين العرب و الفرس، من جهة، ومن جهة أخرى، لبناء وتشكيل «حائط صدّ» جيوستراتيجي (بعناوين مختلفة) في بعض دول المنطقة، أو بين أنظمتها، حماية لمصالحها الإقتصادية ونفوذها السياسي والديني، بوجه الإرهاب أولا، وأمام تمدد النفوذ الإيراني السياسي والإقتصادي والمذهبي والعسكري، فوق المسرح الممتد من أفغانستان وحتى شواطىء البحر المتوسط الشرقية (سوريا ولبنان وفلسطين) والواعدة بموارد الطاقة ثانيًا.


المراجع:

/ar.wikipedia.org/wiki
السعودية
/ar.wikipedia.org/wiki
القوات_المسلحة_السعودية
https://www.cia.gov/Saudi Arabia
• خادم الحرمين الشريفين: لقب استعمله خلفاء الأيوبيين والمماليك ثم خلفاء الدولة العثمانية, لتأكيد رعايتهم الشرعية للأماكن المقدسة عند المسلمين وأهمها الحرمين الشريفين وهما: المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وهذان المسجدان يقعان في المملكة العربية السعودية اليوم.