تمرين

المناورة التقييمية لمغاوير البحر
إعداد: ندين البلعة

عملية متكاملة تستحقّ الثناء

 

«تمرينهم حرب من دون دماء، وحربهم تمرين دامٍ»... قول لأحد القادة العسكريين الرومان استشهد به مدير العمليات العميد الركن مارون الحتّي، مثنيًا على التمرين التكتي الذي نفّذه عناصر فوج مغاوير البحر بالذخيرة الحيّة بعنوان «عملية إبرار على الشاطئ والقضاء على إرهابيين»، وذلك يوم الجمعة في 29/7/2011 في ثكنة ميلاد الندّاف - عمشيت.
حضر التمرين إلى جانب مدير العمليات، قائد فوج مغاوير البحر العقيد الركن عبد الكريم هاشم، قادة الأفواج الخاصة، ضباط من قطع الجيش ووحداته كافة، بالإضافة إلى عناصر فريق التدريب الأميركي وأركان الفوج وعناصره.

 

الهدف
يهدف التمرين الذي يجمع عناصر الفوج كافة لتقييم أدائهم وتدريباتهم من قبل القيادة، إلى تدريب رؤساء الفروع وآمري السرايا والفصائل والحضائر على التطبيق العملي لمهاجمة مجموعة عدوّة على الشاطئ وتنسيق الأعمال القتالية في ما بينها بالاشتراك مع القوات الجوية والبحرية، وكيفيّة توظيف قدرات الفوج لإنجاح المهمّة.
بدايةً، عرض رئيس الفرع الثالث في الفوج - الذي تولّى إدارة العمليات خلال المناورة - تفاصيل التمرين مرتكزًا إلى خرائط تفصّل تحرّكات القوى ومراحل التمرين. شُرِحَت المناورة باستخدام صندوق رمل للتدليل، من بعدها انتقل الجميع إلى سطح أحد أبنية الثكنة المواجه للموقع،  وأُعطِيَ الأمر لبدء التنفيذ.


السيناريو
تلقّت الحكومة اللبنانية معلومات أمنية عن دخول عناصر متطرفين وأسلحة وذخائر عن طريق التهريب، إلى جانب رصد حركة إرهابية غير اعتياديّة في بعض المناطق اللبنانية. ونتيجة الدور الذي يقوم به الجيش على صعيد حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب وكشف عمليات التجسّس، وردت معلومات عن تمركز بعض الخلايا الإرهابيّة وتحصّنها في أبنية مهجورة على شاطئ «بعشتا»، كما رُصِدَت حركة مراكب صغيرة قبالة الشاطئ ليلاً.
منعًا لتوسيع بقعة سيطرة الإرهابيين، كلفت قيادة الجيش فوج مغاوير البحر القيام بعملية هجومية نوعية لتدمير العناصر الإرهابيين والقضاء عليهم. ووضعت بتصرّفه لهذه الغاية، طوافة نقل وطائرة من دون طيار من القوات الجوية.
تضمّن تشكيل القوى فصيلتَي غطاسي قتال، فصيلة غطس أعماق وفصيلتَي مغاوير بحر، وشاركت القوات البحرية في تنفيذ المناورة كمثيل للعدو الإرهابي.


التقديرات ومراحل المناورة
قُدِّر حجم العدو الذي واجهه الفوج بحوالى عشرين عنصرًا مدرّبين على القتال في الأماكن المبنية وعمليات التفخيخ والقنص، يهدفون إلى زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.
تمّ الهجوم على ثلاثة محاور: محور أول رئيس من الشرق بفصيلتَين وعلى نسقَين وتخلّله إنزال مجوقل، محور ثانٍ بفصيلة زوارق لمهاجمة المركب مع حضيرة متسلّلة تحت الماء، ومحور ثالث بفصيلة زوارق لتنفيذ الإطباق البرمائي.
أُعطيَ الأمر بنقل غطاسي القتال إلى نقطة الإطباق بواسطة الطوافة، والبدء بتطويق الهدف. توجّه رهط غطاسي القتال الأول تحت الماء نحو الزورق الإرهابي للسيطرة عليه وتنظيفه. وعند الإنتهاء، تمّ إطلاق فتيل أخضر والإفادة عن انتهاء التطويق وتركيز القناصين.
وصل غطاسو القتال إلى الشاطئ لتأمينه في حين قامت مجموعة بدهم المركب الإرهابي الثاني في البحر. غطاسو القتال قاموا بالتفجير وفتح ثغرة على الشاطئ لتأمين تقدّم القوى ومهاجمة أهداف بريّة بالتوازي مع عملية إنزال مجوقلة لمهاجمة أهداف أخرى.
ضمن تنسيق تام بين العناصر ومع الدعم الناري، أحكم مغاوير البحر السيطرة على مواقع العدو معلنين انتهاء التمرين الذي اختُتِم بعملية إخلاء مصاب بالطوافة.
تضمّنت المناورة قتالاً تحت الماء، مهاجمة مركب عدو، تنفيذ إبرار بحري وإنزال مجوقل، بالإضافة إلى تنفيذ هجوم بري وتنظيف أماكن مبنيّة ودهمها بالذخيرة الحيّة.

 

كفاءة ودقّة
نفّذ عناصر الفوج المناورة بكفاءة عالية وتميّزوا بالدقّة في التصويب والدهم، واستخدام المهارات اللازمة لإتمام المهمّة بنجاح، من استعمال العبوات والمتفجرات إلى فتح ثغرات في الجدران وخلع الأبواب...
وقد أثنى مدير العمليات على المستوى المتقدّم والمتميّز لعناصر الفوج، وعلى مناقبيّتهم وعلى طريقة عرض المناورة وشرحها بشكل واضح ومفصّل.
يُشار إلى أنّ مراحل تنفيذ المناورة وتفاصيلها على الأرض نُقِلَت مباشرةً على شاشة كبيرة أمام الحضور. وفي الختام استبقى قائد الفوج الحضور إلى مائدة الغداء في موقع الفوج.