مونديال 2006

المونديال
إعداد: رويدا السمرا

العالم تحرّكه كرة سحرت الملايين

 

كانت ولادة لعبة كرة القدم (الفوتبول) في إنكلترا في القرون الوسطى. ولم تحدّد القواعد الحالية للعبة، إلا في منتصف القرن التاسع عشر، من خلال الاتحاد البريطاني لكرة القدم. وقد ساهم البحّارة كما التجار البريطانيون، بنشر هذه الرياضة في أنحاء العالم، فلاقت رواجاً كبيراً، وتبنتها الدول كافة، نظراً الى سهولتها الكبيرة وبساطتها، فممارسة كرة القدم لا تحتاج إلا للكرة، ولخيال اللاعبين.
يصل عدد اللاعبين المشتركين في هذه الرياضة، إلى أكثر من مئة وعشرين مليون بالاضافة الى عدد اللاعبين الهواة الذي لا يحصى، ممن يمارسون لعبة كرة القدم على الشواطئ وفي الساحات، أو حتى في الطرقات العامة.
وتقام بطولة كأس العالم لكرة القدم كل أربع سنوات مثلها مثل الألعاب الأولمبية.

 

كيف تطوّرت لعبة كرة القدم؟

بدأت لعبة تقاذف الكرة بالقدم، منذ ألفين وخمسمئة سنة قبل المسيح، في بلاد الصين وكانت تسمى آنذاك تسوتشو (tsuchu). وكانت هناك ألعاب مشابهة وبأسماء مختلفة في عدة أنحاء من العالم: عند الرومان كان اسمها هارباسوم (harpasum) وعند هنود أميركا الشمالية كانت تسمى باسوكوياكوهويوغ  (pasuckuakohowog). أما في إنكلترا فقد كانت لعبة كرة القدم أو كرة القدم الجماهيرية (mob football)، لعبة شعبية جداً وعنيفة جداً، حتى أن ملوك القرون الوسطى حظروا ممارستها خمس مرات، في خلال تلك الحقبة. والعام 1840، وبالتحديد في بعض الكليات العامة الانكليزية (منها كامبردج)، تقرر أخيراً وضع أسس لهذه اللعبة، بغية ضبطها وتنظيمها. وهكذا كانت بداية لعبة كرة القدم كما نعرفها اليوم.

 

الوجه الاقتصادي للعبة كرة القدم

أصبحت لعبة كرة القدم في عصرنا، نشاطاً عالمياً متعدد الوجوه، يقترن بمبالغ تصل الى عشرات المليارات من الدولارات سنوياً. وتعد بعض الفرق العالمية لكرة القدم من التشكيلات الرياضية التي تحقق أعلى نسبة أرباح على الكرة الأرضية، سواءً عبر الإعلانات التلفزيونية أو عبر المنتوجات الدعائية. لكن هذه العائدات سرعان ما تصرف على الأجور الخيالية للاعبين وعلى تكاليف انتقالهم من فريق لآخر.
وتعد لعبة كرة القدم من الألعاب التي تجذب عدداً كبيراً جداً من مشاهدي الشاشة الصغيرة. والجدير بالذكر أن ميزانية نوادي كرة القدم تفوق ميزانية أي رياضة أخرى في العالم.
وفي ما يلي أرقام تحدد عائدات هذه اللعبة (بملايين اليورو) العام 2004-2005:
- ريال مدريد، اسبانيا: 275.7 مليون يورو.
- مانشيستر يونايتد، إنكلترا: 246.4 مليون يورو.
- واشنطن رد سكن، الولايات المتحدة: 237.3 مليون يورو.
- أي سي ميلان، إيطاليا: 234 مليون يورو.
- جوفينتوس، إيطاليا: 229.4 مليون يورو.

وتبرز الأرقام التالية، مداخيل لاعبي كرة القدم (بملايين اليورو)، بالمقارنة مع غيرهم من اللاعبين:
- مايكل فيك، أطلانطا فالكون (كرة قدم أميركية): 31 مليون يورو.
- شاكيل أونايل، ميامي هيت (كرة السلة): 27.6 مليون يورو.
- ديفيد بيكهام، ريال مدريد: 26.9 مليون يورو.
- كوبي براينت، لوس أنجلس لاكرز (كرة السلة): 23.8 مليون يورو.
- أليكس رودريغز، نيويورك يانكيز (بيسبول): 22.7 مليون يورو.

 

كرة القدم في العالم

* أميركا الشمالية: لعبة ديموقراطية:
في الولايات المتحدة، تجذب لعبة كرة القدم الرجال والنساء أيضاً. وتبقى قواعد اللعبة هي ذاتها بالنسبة للجنسين. العام 1991 حصلت الولايات المتحدة على كأس العالم الأولى للنساء، وكذلك العام 1999.

 

* أوروبا: بريق المال والمجد:
جهدت إنكلترا - الوطن الأم لكرة القدم - لتكثيف شعبية هذه اللعبة في أنحاء العالم. وقد حصلت انكلترا العام 1966 على كأسها الوحيدة في المباراة العالمية التي جرت على أرضها. ونجد في أوروبا أغنى نوادي كرة القدم في العالم كله.

 

* آسيا: شغف متزايد:
الملفت خلال العشرين سنة الماضية، أن هناك منافسة شرسة في لعبة كرة القدم بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية، ألهبت حماس عدد كبير من عشاق هذه الرياضة في القارة الآسيوية. لكن بلداناً مثل الهند وباكستان تفضل أنواعاً أخرى من الرياضة مثل الكريكت بشكل خاص. والجدير بالذكر أن دول الخليج الغنية - العربية السعودية والكويت وقطر - توظف مبالغ هامة في لعبة كرة القدم، فتستأجر أفضل المدربين وأشهر اللاعبين الذين تجذبهم الأجور المرتفعة.

 

* أميركا الجنوبية: حاضنة مدهشة:
على الرغم من البنية المحدودة والفقيرة لنوادي كرة القدم في أميركا الجنوبية، فإن هذه القارة تشهد كل عام ولادة أشهر لاعبي كرة القدم في العالم. فالبرازيل كما الأرجنتين هي حقل تجارب لشباب معجزة، يظهرون براعة عفوية ومهارة تقنية عالية تستقطب إعجاب العالم كله. وقد لمعت أسماء كثيرة للاعبين متفوقين على أرض هاتين الدولتين، كانوا يغادرون وطنهم الأم في ما بعد للالتحاق بفرق أوروبية كبيرة بسبب عجز الفرق المحلية على دفع أجور يستحقونها.

 

* افريقيا: الحدود الجديدة:
حال أفريقيا من حال أميركا الجنوبية: مواهب متفوقة وكثيرة، لكن الموارد المالية ضعيفة. ألوف من الشباب الذين يتمتعون بقدرات عالية، يحلمون بأن يصبحوا من مشاهير لعبة كرة القدم، والبعض منهم يلتحقون بالفرق الأوروبية. مع ذلك فإن فرقاً مثل فريق نيجيريا أو غانا، تضيء الساحة العالمية، وقد تحصل في المستقبل على كأس بطولة العالم، المقرر إجراؤها في أفريقيا العام 2010.

 

* أستراليا وأوقيانيا: لعبة الأضداد:
بعد شغفها لمدة طويلة برياضات الكريكت والركبي وكرة القدم الاسترالية، إنفتحت أستراليا على كرة القدم العالمية، بتعزيز فريقها الوطني بمساعدة المهاجرين البلقان، وآخرين في عدة مناطق. ويشهد هذا العام أول مشاركة لأستراليا في بطولة كأس العالم منذ إثنين وثلاثين عاماً. وتملك نيوزلندا، التي نظمت العام 1999، بطولة العالم لدون سن السابعة عشرة، فريقها الخاص المنافس في لعبة كرة القدم.

 

* البرازيل: سامبا وابداع ومواهب مدهشة:
إشتهرت البرازيل كمدرسة لأكبر وأشهر اللاعبين بكرة القدم في العالم كله. ويعتبر اللاعبون البرازيليون فنانين في هذه اللعبة، التي أضفوا عليها لمسة تقنية خارجة عن المألوف، وأعطوها نمطاً خاصاً بهم، يؤمن للمشاهد متعة متابعة لعبة رائعة تعتمد عنصري الارتجال والمفاجأة. ويعشق البرازيليون الحركات المبتكرة - إنهم الأفضل في العالم في التسلل - ويشهد على ذلك، أسلوبهم المرن والخلاق الذي يعتمدونه في اللعب. وقد حصل فريق البرازيل بين العامين 1958 و1970، المتميز بلاعبه الأسطوري بيليه، على أكبر عدد من ألقاب بطولة العالم بين الدول كافة. وفي كل مباراة تنافسية، يحتفظ الفريق البرازيلي بمكانة خاصة ومميزة، تسانده في لعبه، موسيقى السامبا التي يعزفها مشجعوه.

 

لاعبو كرة القدم الأسطورة

* بيليه - البرازيل (لعب في الأعوام: 1958-1962-1966-1970):
لاعب سريع، مرن، وخفيف الحركة. يملك القدرة على قراءة اللعبة، قبل أن يقرأها خصومه. ساهم إدسون آرانتيس دو ناسيمانتو الشهير بإسم بيليه، في تحقيق النصر للفريق البرازيلي العام 1958، وكان آنذاك في السابعة عشرة. وهو اللاعب الوحيد الذي حصل على الميدالية الذهبية ثلاث مرات.
ولد بيليه في عائلة فقيرة في الريف، وقد بلغ عدد الأهداف التي حققها خلال مدة احترافه الرياضة، 1281 هدفاً، فاستحق بجدارة شهرته كأكبر لاعب عرفته كرة القدم.

 

* فرانز بيكنباور - ألمانيا (شارك في الأعوام: 1966-1970-1974):
حصل فرانز على كأس العالم كلاعب مشترك (1974) ثم كمدرب (1990). وقد شكل أسلوبه، ثورة في لعبة الدفاع الحديث. وكان قادراً على إدارة الهجوم، وكأنه يبذل أقل جهد ممكن.

 

* دييغو مارادونا - الأرجنتين (لعب في الأعوام: 1982-1986-1990-1994):
مارادونا أحد اللاعبين الكبار الذين يثيرون الجدل من حولهم. لديه قدرة الساحر في التسلل بالكرة وفي سرعته وقوته الجسدية، وفنه باختراق الدفاع. الهدفان اللذان سجلهما ضد إنكلترا خلال مباراة كأس العالم سنة 1986، ما زالا رمزاً لشخصيته الأسطورية. وكان الهدف الأول الذي أعطاه اللاعب اسم «يد الله»، لعبة مضادة مميزة. أما الهدف الثاني الذي سجله «إل دييغو» بعد أن اخترق الدفاع الإنكليزي، فقد اعتبر من أروع الأهداف التي شهدتها لعبة كرة القدم.

 

* زين الدين زيدان - فرنسا (لعب في المونديال في الأعوام: 1998-2002-2006):
اكتسب زيدان شهرته بفضل أسلوبه في اللعب. وكان «زيزو» قد سجل هدفين برأسه خلال المباراة النهائية، التي شهدت الانتصار الأول لفرنسا في المباريات التنافسية سنة 1998. هو من والدين قبيليين (سكان المنطقة الجبلية في الجزائر)، هاجرا إلى فرنسا. ويعتبر زيدان، لاعباً استراتيجياً لامعاً، ورمزاً قوياً لفرنسا المتعددة الثقافة.

 

جوائز المونديال

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ان المنتخب الذي سيحرز لقب نهائيات كأس العالم 2006، سيحصل على جائزة قدرها 24.5 مليون فرنك سويسري أي ما يعادل 18.75 مليون دولار.
وقال الفيفا ان كل منتخب من المنتخبات التي تأهلت الى البطولة، سيحصل على جائزة قدرها ستة ملايين فرنك (4.59 مليون دولار) على الأقل.
ويبلغ اجمالي جوائز نهائيات كأس العالم التي تقام في المانيا 300 مليون فرنك (229.5 مليون دولار).
وستحصل المنتخبات الثمانية التي ستخرج من الدور الثاني للبطولة على 8.5 مليون فرنك (6.5 مليون دولار)، والمنتخبات الأربعة التي ستخرج من دور الثمانية على 11.5 مليون فرنك.
وسيحصل كل من المنتخبين الخاسرين في الدور قبل النهائي على 21.5 مليون فرنك. ولن يحصل الفريق الفائز بالمركز الثالث في البطولة على جائزة مالية.
وسيمنح الفيفا المنتخب الخاسر في المباراة النهائية التي ستقام في برلين في التاسع من تموز المقبل 22.5 مليون فرنك.
وقرر الفيفا منح كل اتحاد من اتحادات الدول المشاركة في البطولة مليون فرنك لتغطية نفقات الاستعداد للنهائيات.
وسيتحمل الفيفا أيضاً نفقات اقامة اللاعبين ومسؤولي الفريق بمعدل 400 فرنك يومياً لخمسة وأربعين شخصاً لكل فريق.

 

أهداف

* 12 ثانية: هي زمن أسرع هدف في تاريخ كأس العالم، سجله التركي هاكان شوكر في مرمى كوريا الجنوبية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مونديال كوريا واليابان 2002.
* 15 ثانية: هي زمن ثاني أسرع هدف في تاريخ كأس العالم، وسجله التشيكي سلوفاكي فاكلاف ماسيك في مرمى المكسيك في مونديال تشيلي 1962، وكانت تشيكوسلوفاكيا خسرت تلك المباراة (1/3).
* 5 أهداف: سجلها الروسي أوليغ سالينكو في مرمى الكاميرون في اميركا سنة 1994، وبذلك يكون الوحيد الذي سجل 5 أهداف في مباراة واحدة فقط، وانتهى اللقاء بنتيجة 6-1 لمصلحة روسيا.
* 13 هدفاً: هي مجموع أهداف الفرنسي جوست فونتين في مونديال السويد 1958، وهو الرقم القياسي لعدد الأهداف في بطولة واحدة فقط.
* 14 هدفاً: هي مجموع أهداف الألماني جيرالد موللر في بطولتي المكسيك 1970 (10 أهداف) والمانيا 1974 (4 أهداف) وهو بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف في جميع البطولات.

 

أكبر لاعب وأصغر لاعب

* 40 عاماً و4 أشهر: عمر أكبر لاعب يفوز بكأس العالم وهو الحارس الايطالي دينو زوف وذلك في اسبانيا سنة 1982.
* 17 عاماً و8 أشهر: هو عمر البرازيلي بيليه عندما حمل كأس العالم في السويد العام 1958، وهو بذلك يكون أصغر لاعب في تاريخ المونديال يحمل كأس العالم.
* الكاميروني روجيه ميلا هو أكبر لاعب يشارك في كأس العالم وقد كان عمره عندما شارك في مونديال اميركا 42 عاماً و39 يوماً.


أرقام

* بلغ عدد حالات الطرد في مونديال فرنسا (1998) 22، وهو رقم قياسي لم يسجل في أي مونديال.
* بلغ عدد ضربات الجزاء التي احتسبت جميعها في مونديال 1994 (اميركا) 15 ضربة، وقد تحولت هذه الضربات جميعها إلى أهداف.
* سجل البرازيلي جرزينيو 7 أهداف في 6 مباريات، وهو اللاعب الوحيد الذي سجل في جميع المباريات التي شارك فيها في مونديال المكسيك 1970.
* مونديال 1982 كان أول بطولة تشهد حسم المباراة عن طريق ركلات الترجيح في كأس العالم، وكانت المباراة بين المانيا وفرنسا (4/5).
* خاض الألماني لوثر ماتيوس 25 مباراة في كأس العالم وهو رقم قياسي.
* 10-1 أكبر نتيجة شهدتها مباراة في المونديال وقد تحققت في اسبانيا العام 1982 وكانت المباراة بين المجر والسلفادور.
* عدد الأهداف التي سجلتها البرازيل في مشاركاتها في المونديال بلغ 190 هدفاً.
* 55 ثانية، هي زمن أسرع حالة طرد في مباريات العالم، التي جرت في المكسيك العام 1986، وكانت من نصيب لاعب فريق الاوروغواي جوزيه باتيستا من قبل الحكم الفرنسي جويل كينيو.