ندوة

الندوة العربية العسكرية الرابعة للإعداد البدني
إعداد: روجينا خليل الشختورة


علامة فارقة في مجال إغناء الأخوّة عبر الرياضة

برعاية العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني ممثلًا بالعميد الركن رفعت شكر نائب رئيس الأركان للعمليات، افتتحت في النادي العسكري المركزي - المنارة أعمال الندوة العسكرية الرابعة للإعداد البدني لرياضة الخماسي العسكري، وذلك بمشاركة ممثلين عن 12 دولة عربية هي: العراق، الجزائر، الإمارات، السعودية، السودان، الأردن، المغرب، تونس، قطر، سوريا، فلسطين ولبنان. حضر حفل الافتتاح، إلى جانب ممثل قائد الجيش اللبناني، رئيس اللجنة العليا المنظمة للندوة قائد المركز العالي للرياضة العسكرية العميد الركن جورج بطرس، الأمين العام للإتحاد العربي للرياضة العسكرية مدير الشؤون العسكرية في جامعة الدول العربية الدكتور سامي كاشور، وحشد من المدعوين والشخصيات الدبلوماسية والعسكرية وممثلي اتحادات وجمعيات رياضية.


الأخوّة عبر الرياضة
بعد النشيدين الوطني اللبناني والإتحاد العربي للرياضة العسكرية، كانت كلمة للصحافي حسان محي الدين -  عضو اللجنة العليا المنظمة للندوة - ومن ثمّ كلمة العميد الركن بطرس الذي رحب بالمشاركين «على أرض التنوع والحوار والانفتاح وفي حمى الجيش اللبناني بقيادة العماد قهوجي, الذي أولى كل دعم واهتمام بهذه الندوة, إيمانًا منه برسالة الرياضة وتأكيدًا على تعزيز أواصر التعاون مع الجيوش العربية على مختلف الصعد».
وخاطب العميد الركن بطرس المشاركين قائلاً: «إنّ حضوركم من مختلف أرجاء الوطن العربي للمشاركة في هذه الندوة بالرغم من رياح الأزمات التي استجدت في بعض دول المنطقة، دليل قاطع على محبتكم للبنان وثقتكم بأمنه واستقراره وتجسيد لشعار الأخوّة عبر الرياضة».
وأشار إلى أنّ هذه الندوة علامة فارقة في مجال إغناء رياضتنا العسكرية، كونها تعالج للمرة الأولى مسألة الإعداد البدني الخاص بالخماسي العسكري.
وختم منوهًا بالتعاون مع الإتحاد العربي للرياضة العسكرية والإتحادات والجمعيات الرياضية والجامعات الرياضية والمشاركين، متمنيًا أن تتكلل هذه الندوة بالنجاح.
بعد ذلك، كانت كلمة الأمين العام للإتحاد العربي للرياضة العسكرية ومدير الشؤون العسكرية في جامعة الدول العربية الدكتور سامي كاشور، الذي وجه تحية إكبار وتقدير إلى العماد جان قهوجي قائد الجيش على دعمه الأنشطة الرياضية العسكرية التي تقام في لبنان، مشيرًا إلى أنّ الإتحاد العربي يثمن الإستضافة شبه الدائمة لأنشطته بحيث أنّه في كل عام يقام نشاط معين يتسم بحسن التنظيم وحفاوة الضيافة، ناقلاً تحيات الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى.
ثم أعلن ممثل العماد جان قهوجي العميد الركن رفعت شكر إفتتاح أعمال الندوة، ناقلاً تحيات العماد قائد الجيش إلى المشاركين.

 

اليوم الأول
استُهلت الندوة بمحاضرة أولى للدكتور سامي كاشور الذي تحدث عن نشأة الإتحاد العربي للرياضة العسكرية العام 1984، وعن أبرز أهدافه لجهة تطوير الحركة الرياضية لدى القوات المسلحة في الدول العربية. كما عرض الهيكلية الإدارية والإنجازات الفنية في مجال تنظيم البطولات والدورات والندوات، إلى جانب دور الأجهزة الفنية وقائمة الأشخاص الذين خدموا الرياضة العسكرية، إضافةً إلى موازنة الاتحاد ودعم الصندوق العربي للرياضة العسكرية للنشاطات والبرامج.
وفي المحاضرة الثانية، تناول الدكتور رضا طراد أستاذ مادة التدريب الرياضي في الجامعة اللبنانية الإعداد البدني العام ومبادئ التدريب الرياضي، حيث أشار إلى مفهوم التدريب الرياضي ومجالات التدريب ودور المدرب وثقافته، محددًا أهداف التدريب الرياضي استنادًا إلى العناصر الخمسة للياقة البدنية وهي: القوة، السرعة، التحمل، المرونة والرشاقة. وفي الختام، أشار إلى فئة ذوي الإعاقة وكيف يمكن للتدريب الرياضي أن يفجّر طاقاتهم فيحققون إنجازات تفوق أحيانًا قدرات الأسوياء.
أما في المحاضرة الثالثة، فتحدث الأستاذ جورج عساف من الجامعة الأنطونية - بعبدا عن موضوعين، الأول يتعلق بمنهجية التدريب وطرقه، والثاني، بالبرنامج الثانوي للتدريب. في الموضوع الأول، شدد على أهمية استناد نظام التدريب إلى المبادئ والقواعد العلمية الحديثة، وكيف يمكن للتدريب أن يكون المدخل السليم لرفع القدرات والإمكانات التنافسية، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار جانب السلامة العامة التي تقي اللاعبين الإصابات. وفي الموضوع الثاني، أوضح أن عملية الإعداد والتدريب هي عملية متواصلة تأخذ خط بيانها التصاعدي وفق جرعات يتلقاها اللاعب وتزيد في إمكاناته الفنية من دون أن تعرّضه للضغط النفسي أو الإجهاد البدني.
وفي ختام اليوم الأول، عُرض فيلم وثائقي تضمن نبذة عن المركز العالي للرياضة العسكرية والأنشطة المنفذة من جانبه في أكثر من لعبة، وتعريف برياضة الخماسي العسكري.
 

اليوم الثاني
تتابعت أعمال الندوة العربية العسكرية الرابعة للإعداد البدني في يومها الثاني، حيث استضافت كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان في الفياضية محاضرة البروفسور الفرنسي مارسيل ساينول تحت عنوان «التحليل الفيزيولوجي وطرق الاستشفاء»، وقد قسمت إلى مرحلتين:
في الأولى، تحدث ساينول عن كيفية توليد الطاقة لدى اللاعبين، حيث أنّ هناك ثلاثة أنظمة داخل الجسم: النظام اللاهوائي اللاحمضي، النظام اللاهوائي الحمضي  والنظام الهوائي.
ولفت إلى أنّ توليد الطاقة الجسدية يتم أيضًا من خلال عملية توازن بين السكريات والدهون وكيفية حرق السعرات الحرارية، مع التأكيد على نسبة الأوكسيجين المستهلكة ومراعاة نظام التنفس والدورة الدموية.
وفي الثانية، أشار البروفسور ساينول إلى طرق الإستشفاء في رياضة الخماسي العسكري والتي تعتمد على العلاج الفيزيائي والأوقات التي ينبغي فيها اللجوء إلى الحمامات الباردة أو الساخنة بعد جولات الركض خصوصًا عقب التمارين.

 

اختتام الندوة
في مقدمة اليوم الثالث، ألقى السيد وليام بركات بالنيابة عن الدكتور أنطوان سعد (الجامعة الأنطونية - بعبدا) محاضرة حول الضغط النفسي وتأثيره على الأداء الجسدي والفكري، أشار فيها إلى أنّ الضغط النفسي وراءه عدة أسباب وعوامل وهو يختلف باختلاف العمر والجنس ما بين المرأة والرجل. ولفت إلى أنّ الدماغ هو المركز الرئيس لردات الفعل على الأداء البدني، ومن هنا أهمية توفير الأجواء النفسية المريحة للاعب وإلا كانت النتائج سلبية. وميز المحاضر بين الضغط النفسي الإيجابي المولد للطاقة والقوة والضغط النفسي السلبي الذي يسبب الإجهاد والانهيار وخسارة المباراة.
بعد ذلك، تحدث الدكتور أحمد الرفاعي (الجامعة اللبنانية) في محاضرة ثانية حول إصابات اللاعبين وطرق معالجتها، لافتًا إلى أهمية إعداد اللاعب وفق البرامج التي تلحظ تقديم نصائح وإرشادات بهدف تحاشي الإصابات، خصوصًا في رياضة الخماسي العسكري التي تتطلب جهدًا بدنيًا عاليًا ومعرفة سبل المعالجة بعد الإصابة. وأشار إلى ضرورة توازن الجرعات التدريبية بحيث لا تشكل ضغطًا على اللاعب مما يفقده النتائج المتوخاة من التدريب. كما كانت مداخلة لمدرب الرماية بالبندقية في المركز العالي للرياضة العسكرية عضو اللجنة العليا المنظمة للندوة الأستاذ غسان عبد الخالق، أشار فيها إلى تجربته في عالم هذه الرياضة التي تعتبر الأساس ضمن الخماسي العسكري، مستندًا إلى دراسة إحصائية أجراها بالتزامن مع فعاليات الندوة، تظهر أهمية الرامي ضمن المنافسات الرياضية. بعدها، اختتمت أعمال الندوة، فكانت كلمة للعميد الركن جورج بطرس، توجه فيها بخالص الامتنان والتقدير إلى العماد جان قهوجي قائد الجيش على رعايته هذه الندوة ودعمه لها ولكل الأنشطة الرياضية، منوهًا بأجواء الندوة لجهة الجدية التي طبعت أعمالها وتجاوب المشاركين فيها والتي تميزت بغنى المعلومات، مؤكدًا أنّ الإعداد البدني خطوة أساسية في صناعة الإنجازات الرياضية إلى جانب الإعداد النفسي والطب الرياضي وعلم الإدارة الرياضية.
وختم العميد الركن بطرس بتوجيه الشكر إلى الاتحاد العربي للرياضة العسكرية وأمينه العام الدكتور سامي كاشور لمواكبته وتقديمه النصائح والمشورة مقدرًا غاليًا جهود المحاضرين اللبنانيين والأجانب ومثمنًا المواكبة الإعلامية من جانب كل المؤسسات.
ثم كانت كلمة للدكتور سامي كاشور الذي أشاد بنتائج هذه الندوة التي كشفت مرة جديدة عن كفاءة لبنان في استضافة نشاطات رياضية عسكرية، وذلك بدعم من العماد جان قهوجي قائد الجيش. ونوه كاشور بجهود اللجنة العليا المنظمة للندوة مؤكدًا أهمية التلاقي بين الجيوش العربية وتكريس شعار «الأخوة عبر الرياضة»، لافتًا إلى أنّ هذه الندوة تميزت بنوعية المحاضرات والفئات التي شاركت فيها من عسكريين ومدنيين، ما يعتبر سابقة في هذا المجال.
وأخيرًا، أعلن العميد الركن رفعت شكر باسم العماد جان قهوجي اختتام الندوة، ناقلاً تحيات صاحب الرعاية وتقديره.