سلامتكم تهمنا

النعمة قد تتحول إلى نقمة
إعداد: الدكتور الياس الشويري

نعم للتكنولوجيا... لا لمخاطرها!

 

من خلال استعمال الهاتف النقّال، نستطيع انجاز الكثير من الأعمال أو الاتصال بالأهل والأحباء، إلا أن له مخاطر عديدة أيضاً، فقد يستعمله البعض لإرسال الصور والرسائل المزعجة أو غير الأخلاقية. كما أن الأبحاث العلمية لا تزال جارية حول مدى خطورته على الدماغ والجهاز العصبي وغيرهما، وذلك بعد فترة من استعماله بصورة متواصلة. هذا فضلاً عن تأثيره السلبي على تركيز السائق أثناء القيادة، مما ينعكس على سلوك هذا الأخير، مع ما يترتب على ذلك من حوادث سير. وبالإضافة إلى المخاطر المذكورة، فقد أثبتت الدراسة التي قامت بها شركة «SHELL OIL COMPANY» منذ فترة وجيزة (وذلك على اثر حصول ثلاثة حوادث حريق في بعض محطات الوقود)، أن عدم الانتباه (أو الإهمال) خلال استعمال الهاتف النقال، أو حتى عند عدم استعماله للتخابر، قد يُلحق الأذى بالأشخاص والممتلكات.
* الحادث الأول: قام السائق خلال تعبئة سيارته بالوقود بوضـع الهاتـف النقال على صـندوق السيارة الخلـفي، وعندما رن الهاتـف، وقبل أن يتمـكن السائق من الإمساك به، كانت السيارة قد احترقت بكاملها، إضافة إلى المعدات الموجودة في المحطة.
* الحادث الثاني: خلال تعبئة السيارة بالوقود، قام السائق، الذي كان واقفاً بالقرب من خزان الوقود، باستعمال هاتفه النقال، مما أدى إلى حصول حريق في هذه اللحظة بالذات وإصابة وجهه بحروق بالغة!
* الحادث الثالث: خلال تعبئة سيارته بالوقود، وقف السائق بالقرب من سيارته بعد أن وضع الهاتف النقّال في جيب البنطلون وعندما رنّ الهاتف حصل الحريق بصورة مفاجئة وأدى إلى احتراق جسده.

 

لعل الأمثلة المبيّنة خيرُ دليل على أن عدم الدراية والتيقظ في بعض الأحيان قد يتركان بصمة سوداء في أعماقنا ترافقنا مدى الحياة. ومن المفيد لنا الإشارة إلى بعض التوصيات التي وضعتها الشركة المذكورة أثناء تعبئة الوقود:
* اطفاء محرك السيارة.
* عدم التدخين.
* عدم استعمال الهاتف النقال وتركه داخل السيارة، ومن الأفضل إغلاقه كلياً، نظراً إلى أن الهاتف النقال يمكن أن يبعث طاقة كافية لإصدار شرارة تتفاعل مع الوقود أو ما ينبثق عنه ينتج عنها اشتعال.
* عدم البقاء داخل السيارة أثناء تعبئة الوقود.
وفي السياق ذاته، أي مخاطر التجهيزات الالكترونية، فقد ذكرت إحدى المحطات التلفزيونية منذ مدة قصيرة، كما نُشر هذا الخبر في بعض الصحف والمجلات، أن طفلاً لم يتجاوز الخامسة من عمره قاد بنفسه سيارة أمه للذهاب إلى متجر قريب من المنزل لشراء لعبة يتسلى بها! وعاد بنفسه وركن السيارة قرب المنزل بعد أن اصطدم بعدة سيارات! وعندما سُئل كيف وأين تعلّم القيادة أجاب عن طريق «الفيديو كليب». لا شك بأن هذا الطفل يتمتّع بقدر كبير من الذكاء الحاد، وهو بعمر يتلهّف فيه الولد لـ«التجربة» والتعرّف على كل شيء من حوله، غير أن هذا الأمر يفترض بالأهل التوقف عند هذا الأمر ومعرفة أن ما يُسلّي الطفل أحياناً يمكن أن يكون سبباً مباشراً لإلحاق الأذى به. فالتلفزيون ليس للمتعة فقط (أو إشغال الطفل لفترة) بل هو مجموعة من الأفكار التي يفهمها الطفل بطريقة خاصة، إذ ان أي مشهد في برنامج ما قد يصبح بمثابة هدف للطفل سيسعى جاهداً إلى تحقيقه وبأية وسيلة كانت، بدون أن يفقه العواقب الوخيمة لعمله. وهنا أهمية دور الأهل، فلنعلم أن ما نراه أو نسمع به ليس ببعيد عن بيتنا أو أولادنا، إذ فجأة قد يقومون وبدون سابق إنذار بعمل غريب أو حتى خطير قد يودي بحياتهم، عندها لن ينفعنا الندم أو البكاء أو التحسّر، فلنتدارك الوضع قبل حصول الكارثة (على أي صعيد كانت). فالتكنولوجيا مهمة جداً في حياتنا ولكن في الوقت ذاته قد تقضي عليها، فلنتذكر نِعَم الله ولنحكّم عقولنا كي لا تتحوّل النعمة إلى نقمة!

 

3 جوائز للدكتور الياس ميشال الشويري من منظمة السلامة العالمية
في احتفال أقيم في مدينة دنفر في ولاية كولورادو الأميـركية في 4 أيار 2005 ، تسلم الدكتور الياس ميشال الشويري، تشجيعاً وتكريمـاً لجهوده المبذولة على أكثر من صعيد، ثلاث جوائز من منظمة السلامة العالمية وهي:
- جائزة عام 2005 للمحترفين المعنيين بمنظمة السلامة العالمية.
- جائزة عام 2005 كمدير لمكتب لبنان في هذه المنظمة.
- جائزة عام 2005 أيضاً لجهوده المميزة على صعيد مكاتب منظمة السلامة العالمية في العالم.