نفذ الأمر

الهندسة أولاً الهندسة أخيراً الهندسة دائماً
إعداد: العقيد أنطوان نجيم - ريما سليم ضومط - تريز منصور

في مواجهة الأفخاخ والألغام

 

الغدر كان شعار إرهابيي «فتح الاسلام» في معركة نهر البارد. كانوا يهربون من المواجهة إلى إن أكرههم عليها أبطال الجيش اللبناني، لذلك عمدوا إلى مختلف أنواع القتال عن بعد كالقنص وزرع الألغام والتفخيخ، وكان الدواء الناجع دائماً بيد الجيش.
فالمدفعية والمدرعات عالجت القنّاصين المتخفين وراء سلسلة جدران في بناء متهدّم، وفوج الهندسة تعامل مع الألغام والأفخاخ بكل حرفة وإتقان، متبعاً خطة القتال الهندسي بمجموعات صغيرة، فحدّ من الخسائر البشرية وزاد من فعالية القوى.
كما كان لفوج الهندسة دور كبير في تصنيع قنبلة الطيران التي حسمت المعركة.
حول هذه المواضيع أجاب قائد فوج الهندسة العقيد رولان أبو جودة عن أسئلة مجلة الجيش.

 

مهام الفوج
• ما كانت مهمة الفوج في معركة نهر البارد؟

- كانت مهمة الفوج تأمين الدعم الهندسي لجميع القوى المشاركة في معركة مخيم نهر البارد. وتألفت القوى المشاركة من ثلاث سرايا هندسة قتال معززة بخبراء ذخائر ومتفجرات، ومجهّزة بمجموعة آليات هندسية كالجارفات والحفارات والرفوش المسلسلة والمدولبة

 

• ما هي أهم الأعمال الهندسية التي نفذّها الفوج؟
- بالإضافة إلى الأعمال الهندسية التقليدية كزرع الألغام المضيئة والألغام الموجّهة، ونزع الألغام وإزالة الأفخاخ وتعطيلها وتدميرها وإزالة العوائق والردميات وإقامة السواتر ومراكز الرمي للأسلحة والمدرعات والمدفعية وفتح الطرق والمسالك، وغيرها، نفّذ الفوج مهمات أخرى كانت ذات شأن كبير في مجرى المعركة، منها إجراء سبر في أعماق الأرض للتأكد من تحديد أماكن الأنفاق داخل المخيم، وتدمير الأنفاق المستحدثة تحت الأرض، وإقامة معبر ظرفي على مجرى نهر البارد تسهيلاً لعبور القوى المهاجمة. وأعظم هذه المهمات كان تصنيع قنابل طيران زنة 250 باوند/400 كلغ بالتنسيق مع القوات الجوية، وتصنيع شهابات ظرفية لاستخدامها مع هذه القنابل، وتحضير جداول الرمي ومعاييرها وتصحيحها، وتصفيح حجرة السائق للآليات الهندسية بحيث تعجز عن اختراقها الذخائر حتى عيار 14.5 ملم، (أجريت تجارب أخرى لزيادة الحماية ضد القاذف المضاد للدروع ونجحت).

 

فكرة تصنيع قنبلة
• لو تكلمنا بتفصيل أكثر عن تصنيع قنبلة للطيران؟

- جاءت فكرة تصنيع قنابل للطوافات من العماد ميشال سليمان شخصياً. وتمّ التنسيق مع القوات الجوية لدراسة الزامات صناعة هذه القنابل ومتطلباتها بالاضافة إلى وضع معايير للرمي. أعد انموذجان أوليان بمواصفات مشابهة لقنابل الطيران المستعملة من الطيران الحربي من حيث الشكل والمقاسات في مشاغل فوج الهندسة من الألف إلى الياء وأُطلق عليهما الاسم «LAF-GS-ER00» و«LAF-GS-ER 01». وحشيت هاتان القنبلتان على التوالي: بأنواع المتفجرات بحيث راوح وزنها بين 41.5 كلغ و 140 كلغ. ثم تمّت تجربتهما في حقل الطيبة وجاءت النتيجة إيجابية جداً لا سيما من ناحية الفاعلية.
وكرّت سبحة القنابل وصُنعت القنبلة LAF-GS-ER 02 زنة 250 كلغ، والقنبلة LAF-GS-ER 03 زنة 400 كلغ اللتان حققتا إصابات دقيقة جداً (هامش الخطأ لم يتجاوز عشرة أمتار) ما سرّع حسم المعركة.
وكذلك تمّ تصنيع شهابات ظرفية لاشعال القنابل المصنّعة، ولكنها لم تستعمل نظراً إلى توافر شهابات نظامية لدى القوات الجوية. وأخيراً أستطيع القول إننا في الفوج جاهزون لتصنيع قنابل طيران يصل وزنها الى 1000 كلغ، مع التذكير بأننا قدمنا المساعدة التقنية للقوات الجوية من أجل تحضير القنابل وتذخيرها وتحضير جداول الرمي ومعاييرها وتصحيحها.

 

• ما هي أبرز الصعوبات التي اعترضت تنفيذ المهمة؟
- صعوبات عديدة واجهتنا واستطعنا تجاوزها وأهمها:
كثافة المباني السكنية والمنازل المهدّمة، عدم وجود محاور صالحة لتقدم الآليات، استخدام العدو للأفخاخ والعبوات والسيارات المفخخة بشكل كثيف وعلى امتداد الجبهة، محدودية العمل ليلاً بسبب عدم توافر وسائل رؤية ليلية، وغيرها أقل أهمية.

 

تعطيل وتفجير
كما بات معلوماً، لجأ الارهابيون إلى أعمال التفخيخ لإعاقة الجيش والإيقاع بعسكرييه، وإضافة إلى المباني والسيارات المفخخة التي فجّرها الجيش بواسطة الرمي عليها، عطل فوج الهندسة وفجّر ما يلي:
• لغم م/أ:23.
• لغم م/د: 16.

• قذيفة مختلف العيارات: 1190.
• رمانات يدوية وبندقية: 1110.
• سيارات مفخخة : 22.
• جسم مشبوه أو مفخخ: 733.
• عبوة: 185.
مختلف (خرطوش، صواعق، حشوات دافعة، شهابات): 7495.

 

المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في معركة نهر البارد
إن الجيش اللبناني، بأسره، شارك في معركة نهر البارد، كل وحداته وقطعه وألويته ساهمت، كل في نطاقه، من أجل سحق تنظيم «فتح الاسلام» ووأد الفتنة الإرهابية والإجرامية في مهدها. وهكذا شارك المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالألغام في المعركة.
وعن هذا الموضوع يخبرنا رئيس المركز العقيد محمد فهمي عن الأعمال التي قام بها والتي كانت خير معين للقوى المقاتلة في مهمتها. فقد نسق المركز مع شركتي «CYBERIA» و«MAPS» من أجل الحصول على صورة فضائية حديثة لمخيم نهر البارد، كما استحصل على خريطة (أوتوكاد - Autocad) تتعلق بالبنى التحتية للمخيم، وقد تمت مطابقتها وإضافتها إلى الخرائط والصور الفضائية المتوافرة. وأخيراً، زوّد المركز القوى العملانية حوالى 400 نسخة من صور فضائية حديثة للمخيم على مدى شهر تقريباً. وقد أسهمت هذه الخرائط إسهاماً كبيراً في إنجاح العمليات التي نفدتها القوى إذ كانت المرجع الموثوق في عمليات القصف المدفعي ورسم المخططات ووضع الخطط.