حكايات الجبهة

الهندسة: معركة ألغام وتفخيخات
إعداد: باسكال معوّض بو مارون - ندين البلعة خيرالله

إن الجزء الأكبر من معركة فجر الجرود، والخطر الأول والأساسي الذي هدّد جيشنا خلالها كان الألغام والتفخيخات والتشريكات التي زرعها العدو بكثافة في كل مكان. لذلك لم تكن القوى تتقدّم من دون عناصر من فوج الهندسة.

 

حرب غير تقليدية
عن هذا الدور الأساسي للهندسة، حدّثنا قائد الفوج العقيد كميل القزح، قائلاً: لم تكن حربًا بمفهومها التقليدي، بل كانت ضدّ مجموعات إرهابية لا تراعي لا قوانين حرب ولا مواثيق دولية... كان كل همّها تكبيدنا أكبر قدر من الخسائر، واستعملت لهذا الهدف كل الأساليب، فزرعت العبوات وفخّخت الممرات والأراضي.
لقد نفّذ الفوج مهمّة أساسية تقضي بتقدّم الآليات الهندسية أمام القوى المهاجمة، وأخرى ثانوية تتمثّل بتنظيف البقع المحرّرة. شارك في المهمة أرهاط من خبراء المتفجرات، سائقو الآليات الهندسية، وعناصر اختصاص هندسة لتأريف الطرقات.
في الأيام الثلاثة الأولى أزلنا حوالى 128 عبوة، ثمّ صادفنا أنواعًا جديدة من العبوات المتواصلة والمتشابكة. كذلك، أزلنا عشرات الألغام المضادة للآليات وفوقها ألغام مضادة للأشخاص. فكانت هذه الأخيرة معدّة لتنفجر وتفجّر تلك الموجودة تحتها، للتسبّب بأذًى أكبر.
وأضاف: من جهة أخرى، عملنا على اكتناف الطرقات بواسطة الآليات الهندسية لتأمين ممرات لتقدّم القوى، أي شق طرقات موازية للأساسية الموجودة أصلاً لأنها كانت مفخّخة. وحين لم يكن بالإمكان اكتناف الطريق، كنا نستخدم كاسحتَي ألغام وآليات هندسية مدرّعة تسير أمام القوى لفتح الطريق، فكانت تتعرّض لنيران العدو ورماياته...
استخدمنا وسائل الهندسة بكثافة على محاور التقدّم كلها لتسريع وتيرة الهجوم، الأمر الذي كبّدنا عددًا من الإصابات والأضرار في الآليات. كذلك، عملت في هذه المعركة سرية الوقاية من الإشعاعات الجرثومية والكيميائية CBRM فكشفت على بقعة العمليات تحسبًا لوجود خطر إشعاعات جرثومية أو كيميائية. كذلك أشار قائد الفوج إلى أنّ العمل استمرّ بعد انتهاء المعركة، لتنظيف كل الأراضي المحرّرة وشق الطرقات وتحصين المراكز المستحدثة على الحدود، بالإضافة إلى تنظيف المغاور والكهوف.