نحن والآخرون

الوجوه تحكي اللغة نفسها...
إعداد: ليال صقر الفحل

في مصطلحات لغة الجسد عبارة «المشاعر العالميّة»، ووفق الدراسات التي أجراها المحلّل بول أكمان اعتبارًا من العام 2008، هناك سبعة مشاعر ترتسم على وجه الانسان تلقائيًّا، ويتلقّاها المحيطون به أيضًا تلقائيًّا. فالتعابير الخاصة بهذه المشاعر هي نفسها في جميع الثقافات.
يوضح الاختصاصي في لغة الجسد حبيب الخوري أنّ المحلّلين في هذا المجال يقسمون الجسم البشري إلى ثلاثة أقسام: الوجه، القسم الاوسط والقسم السفلي. ينفرد قسم الوجه بتجسيد المشاعر العالميّة التي حددها اكمان. فما هي هذه المشاعر، وكيف تنقل المعلومات تلقائيًّا ومن دون استئذان إلى من يشاركنا عمليّة التواصل؟

الخوف، الغضب، الحزن، المفاجأة، الاشمئزاز (القرف)، السعادة والازدراء، هي المشاعر العالمّيّة السبعة، التي ترتسم بشكلٍ واضح ومباشر على الوجه، وهي مشاعر عامّة وتعبيراتها موحّدة عند البشر، وهي تكاد تفضح حتى من امتهنوا التّمثيل وتمرّسوا فيه، لأنّها فطريّة غير مكتسبة. لذلك، تستخدم اليوم تقنيّة مراقبة تعابير الوجه في التحقيقات، بحيث يعمد المحقّقون إلى تصوير مجريات التحقيق، ليصار في ما بعد إلى التمعّن في وجوه المستجوبين وتحليل تفاصيلها الدقيقة (Macroexpressions). فالتعابير التي ترتسم على الوجه نتيجة المشاعر التي سبق ذكرها لا يمكن التقاطها بالعين المجرّدة كونها تحدث خلال فترة وجيزة لا تتعدّى 3 أعشار من الثانية كما يوضح الاختصاصي في لغة الجسد حبيب الخوري.
ويضيف الخوري أيضًا أنّ الوجه ينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسامٍ هي: الجبين، العينان والفم. يرفع الأشخاص جباههم وتحديدًا جباههم العليا عندما يخافون، ويشدّون شفاههم وينزلون حواجبهم للأسفل عندما يغضبون. أمّا مشاعر الحزن فتتمثّل بهبوط الجفون العليا وزوايا الشفاه. ويشكّل رفع الحاجبين المصاحب ارتخاء الفم، تجسيدًا لمشاعر المفاجأة والدهشة، بينما يظهر الشعور بالإشمئزاز من خلال شدّ الأنف وانكماشه للأعلى، أمّا الشعور بالسعادة فتعكسه ببراعة العيون المشدودة الأطراف والإبتسامة الصادقة. يبقى الشعور بالإزدراء وهو الذي يدفع الشخص إلى شدّ شفتيه وضمّها من زاويةٍ واحدة.