عبارة

الوحدة الوطنية دائمًا
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

ليس للجيش أن يستغني عن السلاح العسكري في أي ظرف، هذا ما نعرفه جميعًا. في التدريب هناك سلاح، وفي المعركة أيضًا. في الهجوم والدفاع، وفي السلم كما في الحرب. في حفظ الأمن وفي الذود عن تراب الحدود. إلاّ أنّ هناك سلاحًا من نوع آخر نحفظه من الزمن الماضي. نرثه، نحافظ عليه، نحتمي به ونحميه. نتّكل على فعاليته ونثق به، ونورثه للأجيال المتعاقبة مع تمنّ وتنبيه وتوصية ونصيحة بضرورة الحرص عليه: إنّه سلاح الوحدة الوطنية. هذا السلاح ليس من مصنع ولا مستودع ولا مخزن، إنّه من قلوب المواطنين، ومن حناجر الأطفال وعيونهم وبراءة آمالهم وأمنياتهم، ومن سواعد الجنود.
وقد تجلّى هذا السلاح أخيرًا أكثر ما تجلّى في تلك الوقفة الشاملة خلف الجيش، وإلى جانبه، سواء في فترة التحضير لعملية «فجر الجرود» ضد الإرهاب، أو في خضمّها، وفي الأيام التي تلتها حين أعلن المواطنون أعراسهم الوطنية في البيوت والأحياء، في الساحات والدروب حيثما مرّت القوافل العسكرية العائدة من الجرود، وحيثما لم تمر أيضًا، فالجيش في عرف اللبنانيين موجود في كل مكان. أمّا الأعراس الأبلغ والأشد في التعبير والتأثير فقد تجلّت في استقبال الأهالي لأبنائهم الشهداء، شهداء هذه المعركة والمعارك التي سبقتها. لقد ارتفعت معاني التضحية في تلك الأعراس، وارتسمت دلائل الشجاعة والبطولة فوق أعتاب المنازل التي حضر إليها الشهداء يؤدون الواجب الأخير، واجب التكريم والشكر لأمهات ربّين، ولآباء اعتنوا ووجّهوا، وأشاروا بالأيدي والعيون إلى الثكنات القريبة والبعيدة، وكلّ الثكنات تشفي.