عبارة

الوحدة في مواجهة الإرهاب
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

تختلف الآراء، أو على الأقل تتنوّع، في تعريف الإرهاب، والوقوف على أوصافه، والإشارة إلى وسائل مكافحته والتصدّي لإجرامه. لكنّ العناوين العريضة لعقيدة الإرهاب، والخطوط الرئيسة لشبكات انتشاره وتوزّعه، غدت واضحة، وباتت المواقف منها متقاربة لا بل متشابهة في بعض الأحيان، على صعيد العالم بأسره، وهذا ما نراهُ من خلال الحملات الإعلامية والعسكرية التّي تشنّ ضدّه في أكثر من منطقة ودولة وقارّة.
والإرهاب ما هو إلاّ تلك الموجات البشرية المسلّحة التّي تنتقل عبر الكرة الأرضية، وتزداد حدّة خطرها في مكان وتتراجع في مكان آخر، إلا أنها تستمرّ وتتواصل، ومن الضّرورة بمكان أن تكون مواجهتها مستمرة ومتواصلة أيضًا، وإلاّ خلت الساحة أمامها، وبدأت تطبيق أحكامها الجائرة وأساليبها الظالمة، التي يأتي في مقدّمها فرض الرأي الواحد على المجتمع وعدم الاعتراف بالآخر، وإلغاء الحريات على أنواعها.
وقد ساق الإرهاب نفسه بنفسه الى تحديد هويته، وذلك بتمرّسه على أساليبه الهمجية في التعامل مع الأسرى، وإقدامه على إعدامهم بوحشية، واستخدام الوسائل العلمية الحديثة في التشهير بهم، وتعميم تصرّفاته الشنيعة تجاههم، وكأنه بذلك يستعيض بالوقاحة والفجور عن شرف الالتزام بالمبادئ الإنسانية، التي يأتي في مقدّمها اعتبار الأسير إنسانًا يجب احترامه والمحافظة عليه، بعدما ترجّل عن حصان قوته قسرًا. يضاف الى ذلك أنّه كان من المفروض بذلك الإرهاب أن يتذكّر أن من يظلمهم ويعتدي عليهم، غالبًا ما يعاملون الموقوفين من مسلّحيه معاملة حسنة تليق بالإنسان أيًا كانت ظروفه أو انتماءاته.
أما معركتنا مع الارهاب فقد بدأت منذ سنين غير قليلة، وكان لسان حالنا يقول دائمًا بأننا في ذلك نخوض تلك المواجهات ضدّه لصالح الأمن والاستقرار وضرب الفتنة في بلادنا، ونحن إن احتجنا إلى دلائل على تصنيف الإرهاب، ونعته بالأوصاف التي تنطبق عليه، وتصحّ في الكلام حوله، فليس أدل على ذلك من القول بأنه معتدٍ علينا في أرضنا وداخل حدودنا، وأنّه يجنّد ضدّنا مسلّحين من خارج بلادنا، قد يكون بعضهم لم ير هذا الوطن إلاّ في أحلامه وتصوّراته، وهذا هو الاعتداء الواضح الصارخ على سيادة الأوطان، وعلى شرعية المؤسسات الدولية وقراراتها وأحكامها.
في خلاصة الأمر، إنّ ما يجب قوله هو أنّ وحداتنا العسكرية ماضية في مواجهتها هذا الإرهاب، من خلال الردّ العسكري عليه، ومن خلال الردّ المعنوي المتمثل بإعطاء العبر عن الوحدة الوطنية، وإثبات أن تلك الوحدة هي سلاح يعنينا ويفيدنا، ولا يستلزم إنشاؤه ذهبًا ولا فضّة.