طب و صحة

الوزن الزائد
إعداد: ريما سليم ضومط

مشكلة نصف سكان الأرض

زيادة الوزن مشكلة يعاني منها  50 في المئة من سكان الكرة الأرضية، فيما يعاني  20 الى  30 في المئة من مشكلة السمنة، بينهم ثلاثة ملايين يعانون من البدانة المفرطة. إزاء هذه الإحصاءات، باتت خسارة الوزن مطلوبة بإلحاح شديد، ليس فقط حفاظاً على "قدّ رشيق" كما يظن الكثيرون، وإنما لأسباب تتعلق بصحة الإنسان وسلامته. فالسمنة مرض مزمن له تداعياته الصحية ومضاعفاته الخطيرة، وأبرزها خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية وغيرها من الأمراض التي يمكن أن تؤدي الى الموت المبكر. عن أخطار السمنة وأسبابها وسبل الوقاية والعلاج تحدث الى مجلة "الجيش" الدكتور جورج سعاده مدير برنامج الأمراض غير الإنتقالية في منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة.

 

· ما هي السمنة وما العوامل المسببة لها؟

السمنة أو البدانة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه. تعود السمنة أحياناً الى تضافر العوامل الوراثية والهرمونية والنفسية، إلا أن السبب الرئيسي في حدوثها يرجع الى الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، يقابله إقلال في الحركة، أي ببساطة اختلال في التوازن بين ما نتناوله من سعرات حرارية وما نصرفه من هذه السعرات. وتتحول هذه الزيادة في السعرات الحرارية الى مادة دهنية تتكدس في الجسم على شكل طبقة دهنية تؤدي تدريجياً الى زيادة الوزن، ولاحقاً الى حدوث السمنة، والتي قد تصل أحياناً الى السمنة المفرطة.

 

 · هل تتفاوت نسبة البدانة بين مجتمع وآخر؟

 ­ أظهرت الدراسات العلمية أن نسبة البدانة مرتفعة في المجتمعات والدول كافة. ففي بعض الدول الصناعية والمتقدمة تصل نسبة زيادة الوزن الى  50 و 60 في المئة، والبدانة الى  20 و 30 في المئة، وفي لبنان لا يختلف الوضع كثيراً، إذ تتعدى نسبة زيادة الوزن الـ 50 في المئة، فيما تقارب البدانة الـ 20 في المئة. وبحسب التقارير والإحصاءات، فإن السمنة في ازدياد مستمر في العالم أجمع، وقد أطلق المؤتمر العالمي للسمنة الذي انعقد في باريس سنة  1998 صفارة الإنذار خصوصاً وأن هذه الزيادة تطال الأطفال. ففي فرنسا مثلاً هناك طفل من عشرة أطفال في سن الرابعة مصاب بالسمنة، وفي عمر السابعة هناك طفل من خمسة. وتجدر الإشارة الى أن ارتفاع نسبة السمنة بشكل عام مردّه الى تغيير عاداتنا الغذائية بحيث أصبحنا نكثر من تناول وجبات الطعام السريعة والغنية بالدهون، إضافة الى تغيير نمط حياتنا اليومية، إذ لم نعد نبذل مجهوداً عضلياً كالسابق وذلك بسبب العمل الوظائفي المكتبي، والجلوس لساعات طويلة أمام وسائل التسلية والترفيه كالتلفزيون والسينما والكمبيوتر، واستعمال وسائل النقل المتعددة أثناء تنقلاتنا بدلاً من السير على الأقدام.

 

· ما هي أخطار السمنة ومضاعفاتها الصحية؟

يشكل الوزن الزائد والسمنة عاملي خطورة مهمين للإصابة بالأمراض المزمنة وغير الإنتقالية كالسكري، وأمراض القلب والشرايين وإرتفاع الضغط الدموي وارتفاع الدهنيات في الدم، وجلطة الشرايين. كما يزيد من احتمال حدوث أمراض المفاصل، وأمراض الجهاز الهضمي والكبد، وأمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية، إضافة الى الأمراض الخبيثة والموت المفاجئ.

وتجدر الإشارة الى أن تخفيض الوزن يعتبر الركن الأساسي في علاج العديد من الأمراض المذكورة، وهو يحد في حالات كثيرة من استعمال العقاقير الطبية.

 

· هل من وسائل معينة يمكن اعتمادها للوقاية من السمنة؟

إن تطوّر الحياة وأنماط العيش، وكذلك تطوّر أنواع الغذاء ونوعياته، يجعلنا بحاجة الى ثقافة غذائية والى زيادة الوعي والثقافة الصحية حول أخطار السمنة ومضاعفاتها. ولعل أبرز الخطوات التي يمكن القيام بها كأفراد هي إيجاد توازن بين ما نتناوله من سعرات حرارية من خلال الأطعمة التي نأكلها وبين ما نصرفه من سعرات حرارية للقيام بمختلف وظائف الجسم. وللإبقاء على هذا التوازن يجب علينا تناول الطعام باعتدال وتنوّع، والتعامل مع الأطعمة كمصدر طاقة وليس كهواية نتسلى بها أو كمتنفس نفرغ عن طريقه همومنا ومشاكلنا، مع الإشارة الى ضرورة الإكثار من ممارسة الرياضة البدنية لما في ذلك من أثر إيجابي في إبقاء الجسم سليماً ومعافى.

 

· ما العلاج لحالات السمنة التي تخطت إمكانية الوقاية المسبقة؟

 في حال لم ينجح الفرد في الحفاظ على وزنه ما دون خط السمنة، ينبغي اللجوء الى المساعدة الطبية عن طريق طبيب اختصاصي في الغدد الصماء والسكري واختصاصي في التغذية، كما يمكن في بعض الحالات الإستعانة أيضاً بمرشد نفسي أو إجتماعي إذا كانت السمنة ناتجة عن أسباب نفسية.

 وعندما يـقوم الطبـيب بإجراء الفحوصات اللازمة التي تظهر السبب الرئيسي للسمنة يمكن علاج المريض عن طريق النظام الغذائي الذي يناسبه أو علاج الغدد الصماء إذا كانت هي المسببة، أو اعتماد أساليب أخرى تختلف وفقاً لحالة المريض ونوعية العلاج الممكن له.

 

 معتقدات خاطئة حول علاج السمنة

 هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة التي تستخدم لتخفيف الوزن وهي تضر بالصحة، نذكر منها:

­- الإمتناع عن تناول الطعام كلياً بغية تخفيض الوزن بشكل سريع.

- ­ تناول وجبة طعام واحدة في اليوم.

- ­ التركيز على نوع واحد من الطعام.

- ­ ممارسة الرياضة مع الإستمرار في تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسعرات الحرارية.

- ­ استخدام بعض أنواع الأعشاب لمعالجة السمنة.

- ­ استخدام بعض العقاقير الطبية من دون إشراف طبي.

 

 معدل الوزن الطبيعي

 هناك وسائل مختلفة لقياس الوزن ومعرفة ما إذا كان ضمن المعدل الطبيعي من ضمنها بعض الأجهزة الطبية المخصصة لهذه الغاية، غير أن أبسط الطرق وأفضلها هي بقياس "دليل كتلة الجسم" (Body Mass Index) وذلك وفق المعادلة التالية:

 دليل كتلة الجسم (BMI)  = الوزن (بالكيلوغرام) /› الطول  X  الطول (بالمتر).

 والمثال على ذلك إنسان وزنه  98 كلغ وطوله 72. 1متر 72 / 98.72 X 1.33 = 1.

 وتحلل النتيجة على الشكل التالي:

  * أقل من 20 وزن دون الطبيعي.

  20 - 25 * وزن طبيعي.

  25 - 30 * وزن زائد عن الطبيعي.

  30 - 35 * بدانة (درجة أولى).

  35 - 40 * بدانة (درجة ثانية).

  40 * وما فوق بدانة مفرطة (درجة ثالثة).

 يستثنى من معادلة دليل كتلة الجسم الأطفال في طور النمو والنساء الحوامل والأشخاص ذوي البنية العضلية المتميزة كالرياضيين.