ضيف العدد

الى شهداء جيشنا
إعداد: جورج شكور

الى شهداء جيشنا

 جرح ببالي أن جُرّحت, يا وطن
وتُستباح بلاد يوم حارسها
وقد تهون, وتُستغوى كغانية

لبنان, يا جنة الدنيا وفتنتها
إن جرّحتك سهام الغدر, مرّ بها
لبنان, لبنان, كما أعليت من وثن
والعبقرية وجه الله تخفضها
ويح السياسة ما كانت ليحكمها
ما ساد من وطن بالمرتجى حصن

دع صفحة العار, مزّقها مسوّدة
ومل الى البسّل الأبطال مبتهلاً
ماتوا كباراً شموخ الأرز لفّهم
في روح أمتهم باقون, في دمها
يفاتن التبر ترب ضمهم, وهوى
الله! تلك الجسوم انشكّ راصفها

غداً, يعودون, ها إخوانهم كبروا
ما مات من خطب العلياء مطّلباً
تلك الدّماء زهور الخلد, زاهية
وللبطولات ضرب من ضروب على

بالبال بعض خيال رحت أسأله
ما قال واحدهم, والموت محتدم
تراه قال: كؤوس العز طيبة
إنا لأبطال قوم قلتنا نهراً
نلاعب الموت, نستحلي مرارته
نحن النسور, سماء الله ملعبنا
ولي رفاق هوى, في الحرب منبتهم
مشوا الى الموت ما رفّت جفونهم
للعزم ما فعلوا, للعز ما بذلوا

طابت بلادي, وإن باتت على خطر
قصيدة الله, والإنسان أكملها     

وهدّمت من هوى آمالك الفتن
ساه, وتسلم إذ حامي الحمى فطن
إن كان فارسها للغير يُرتهن

يا فرحةً, لا دهاها شاجن شجن
لأنت مثلك لا يحلو له الحزن
ورحت تعبده, هل يُعبد الوثن؟
واحسرتا كم تأتّى حقها غبن!
مِِ الباطل إثنان: حب المال والضغن
وإنما برجال خلقهم حصن

أطعم بها النار, لا يستهوك الوهن
لبعض آلهة من صنعهم سنن
وخالطته الغيوم البيض والقنن
في لفتة النسر بالقمّات يفتتن
إغناة ميتة الأبطال أو وسن
دعائماً, وعليها يبتنى الوطن

وزاد عزم الألى عيدانهم لدن
مهر الأعالي الحسان الشامخ الحسن
على الزمان, لتحلو, صمتها زين
متى الشهادة لا هذر ولا منن

ما جال في بالهم إذا حُمّت المحن؟
وقد تدجّت على أجنانه الدجن؟
ما سكب, يها الدهر, هلّي, أيها المزن
والنهر, إن طاب دفقاً, ليس ينسجن
إن مسّ لبنان أو أبناؤه امتُهنوا
أرواحنا فوق, إن ضاقت بها الوكن
إن باده الدهر, قال: اخشوشنوا خشنوا
كما الى العرس غنّوا يومهم, وغنوا
وكان أن هكذا يطّلب الكفن

مرصودة بالسيوف الهيف تنكسن
فاحفظ كعن ظهر قلب, واروِ, يا زمن

      

                         جورج شكور