جمعيات اهلية

انطلقت من جبيل ووجهتها الوطن «بيبلوس ايكولوجيا» حماية البيئة مسؤولية شخصية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

اسمها «بيبلوس ايكولوجيا»، أما نشاطها فيتعدى منطقة جبيل، ليشمل مختلف انحاء الوطن، وأما هدفها فهو الوصول الى حلول للمشاكل البيئية التي تعانيها البلاد.
رئيسة الجمعية د. فدوى الكلاّب (دكتوراه في علم الاجتماع الاقتصادي البيئي ومستشارة لعدة هيئات في الامم المتحدة)، حدّثتنا عن «بيبلوس ايكولوجيا» التي تأسست في 23 نيسان 1996.
بداية حددت كلاّب أهداف الجمعية وهي: رعاية البيئة والمحافظة على الطبيعة بجميع عناصرها، وتنمية الوعي لدى المواطن حول ضرورة مساهمته الشخصية في حماية البيئة والتراث.
وتضم الجمعية 30 عضواً من المتطوعين المتخصصين في مختلف المجالات البيئية، وهي عضو في عدة لجان وطنية.

 

مشاكل وملفات
* كيف شقّت الجمعية طريقها وسط هذا المحيط المليء بالعاملين في الحقل البيئي؟

- لقد اضطلعت جمعية «بيبلوس ايكولوجيا» منذ تأسيسها بدور هام على الصعيد الوطني في سبيل حلّ مشاكل ومعضلات بيئية حساسة في البلد، وذلك من خلال تحضير ملفّات تعرض هذه المشاكل وتقدم حلولاً عملية لها بواسطة عدد من الاختصاصيين.
ومن هذه الملفّات التي رفعت للمسؤولين ما يتعلق بالمقالع والكسّارات، المازوت، والتعدّي على الاملاك البحرية، وشفط الرمول (في الجية ونهر الكلب).
الى ذلك شاركت الجمعية في إقرار تشريعات بيئية ومؤتمرات وطنية.
وأضافت الدكتورة الكلاّب قائلةً: إننا كجمعية بيئية نعمل على تحسين محيطنا البيئي في الوطن ككل، لكننا نعمل بشكل خاص على معالجة المشاكل البيئية المحيطة في منطقتنا بالتعاون مع المدعي العام البيئي ووزارة البيئة.
وفي هذا الإطار عملنا لتدارك مشاكل كثيرة منها تلوّث ميناء جبيل ونهر ابراهيم عدة مرات بالكبريت. كما اننا نهتم بمعالجة المشاكل الناجمة عن الجور الصحية والآبار ذات القعر المفتوح، وتلوث قنوات الري ومزارع الدواجن والابقار في عدد من البلدات، والمشاحر وقطع الغابات والرعي الجائر، والنفايات السّامة (في بلدة بشللي).
الى ذلك عملنا للمحافظة على حق المواطنين في ارتياد الشاطئ الرملي في جبيل وعدم تعرّض اصحاب الاملاك الخاصة لهم (تحديد حدود العقارات من جهة البحر، تمهيد طريق للوصول الى الشاطئ مع وضع إشارات للطرق العامة).

 

ساهمنا في إبطال مرسوم يقضي بردم الشاطئ
* ما هي أبرز المشاريع التي حققتها الجمعية منذ تأسيسها، وفي أية أطر يمكن إدراجها؟

- في إطار عملها البيئي المستمر، أنجزت الجمعية العديد من المشاريع الهامة. في المجال القانوني وعلى سبيل المثال، أدّت الجمعية دوراً هاماً في إبطال المرسوم 5645 الذي كان يعطي اصحاب الاملاك الخاصة المجاورة للشاطئ الرملي الجنوبي في جبيل الحق باستئجار الاملاك البحرية وردم الشاطئ لإقامة مرافئ وإنشاءات عليه. وساعدت في الإطار نفسه في حملة لمنع ردم البحر في الميناء وواكبت الاهالي والصيادين في تحركهم القانوني وعلى الارض الى ان ابطل مجلس شورى الدولة المرسوم الجمهوري القاضي بردم البحر.
كذلك تقدمت الجمعية بدراسة علمية الى البنك الدولي تثبت عدم صلاحية موقع حبالين ليكون مكباً للنفايات. فتم على الأثر إيقاف المشروع كما أوقف على أثره تمويل جميع المكبات في لبنان. وحرصت الجمعية على تشجيع النشاطات البيئية حيث أسست وطورت أندية بيئية خاصة في مدارس قضاء جبيل وضمن الحركات الكشفية وزوّدتها مجلات ومنشورات بيئية. كما درّبت مرشدين بيئيين لمصلحة بلدية صيدا واقامت دورة تدريبية لتشذيب الغابات مع خبير فرنسي وحملة تشجير كبيرة حول مركز قرية الاطفال (SOS) في كفرحي.
في موازاة ذلك نظمت الجمعية محاضرات ومعارض ومباريات في جميع المناطق اللبنانية تتناول مواضيع بيئية شتى، كالنفايات الصلبة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي وحرائق الغابات. اضافة الى ذلك فهي تؤمن رحلات توعية مع اختصاصيين الى المحميات ومعامل التدوير.
المسح البيئي يحتل بدوره حيزاً كبيراً في مشاريع الجمعية التي أجرت مسحاً لمدينة جبيل وقرى القضاء وبلداته، وذلك بالتعاون مع جهات عالمية واخرى لبنانية.

 

التوعية البيئية
* ماذا عن نشاطاتكم في مجال التوعية البيئية؟

- اصدرت الجمعيــة كتيبــات ومنشــورات تهـدف الى ارشاد المواطن وحثّه على المحافظة على البيئة والسياحة في منطقته اولاً وفي وطنه ثانياً. ومن هذه الاصــدارت كتيب هو دليل يعرّف المواطــن على حقوقه وواجباته البيئية، تمّ توزيعــه في لبنان وذلك بتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، ومنشور سياحي عن وادي نهر ابراهيم الاثري.
وتعمــل الجمعية اليوم على تحضير خريطة للسياحة البيئية في قضاء جبيل، وعلى تنفيذ مشروع جواز المواطن الصالح (Good Citize*,s Passport) وهو عبارة عن كتيب واعمال تطبيقية للشباب يتناول مواضيع: الفساد، المساءلة، الشفافية والبيئة.
 

* كيــف تعاملتــم كجمعيــة مدنيــة مـع كارثة التلــوث النفطي في الصيــف الماضي؟
- بداية قمنا بمعاينة الاضرار في المناطق المحيطة بنا، وعند توقف القصف بدأنا العمل الميداني بالتعاون مع وزاة البيئة وجمعيتي «الخط الازرق» و«بحر لبنان».
لقد تولينا تنظيف الرمال على شاطئ جبيل، ولبّى دعوتنا 300 متطوع توزعوا على طول الشاطئ، حاملين الرفوش يعبئون بواسطتها الرمال الملوثة في مستوعبات خاصة، لتنظيفها ومن ثم اعادتها الى مكانها.
وفي المرحلة الاخيرة راحوا «ينخلون» الرمل لتنظيفه من النفط، في عملية بدائية وإنما فعّالة في ظل غياب خيارات متطورة. واستمر العمل على مدى 3 أسابيع (من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر)، بعدها تسلّم الجيش المهمة.
ختاماً قالت الدكتورة فدوى الكلاّب: إن الجمعية ناشطة بشكل متواصل بفضل جهود اعضائها وبفضل انفتاحها على الجمعيات والمنظمات المحلية والعالمية وتعاونها معها، للمحافظة على ثروات وطننا الطبيعية والبيئية.

 

الجمعية واللجان الوطنية
«بيبلوس ايكولوجيا» عضو في عدة لجان وطنية تعمل في الحقل البيئي. ومن هذه اللجان: لجنة المنح الصغيرة التابعة للبرنامج الانمائي للأمم المتحدة، لجنة التشاور لمشروع إدارة المياه المبتذلة بالتعاون مع السوق الأوروبية المشتركة، لجنة محمية بنتاعل.