سياحة في الوطن

انطلياس

وللطواحين والجسور والينابيع أحاديثها الهادرة...

 

انطلياس الإنسان الأول, عاميّات التاريخ اللبناني, طواحين ماء الينابيع, نبع الفوار الكبير, جسور العهود الثلاثة, المغاور الطبيعية الخلابة... كلها تجتمع في هذه البلدة العريقة التي استحدث اسمها من واجهتها للشمس عند غروبها, أو من آلهة سكنت نواحيها...
انطلياس اليوم ترفل بثوبها المدني, وتنحو الى مزيد من العمران بكافة أوجهه, لكن سياحتنا فيها اتجهت خصوصاً الى مواقعها الطبيعية والتراثية الجميلة, والتي ما تزال محافظة على سحرها رغم حركة البناء الحديث, ورغم الأضرار التي أحدثتها في غير واحد منها.
"ملتقى بسمة الشمس" في انطلياس جمعية تعمل على إنماء البلدة وإظهار تاريخها والمحافظة على الأمكنة الطبيعية والتراثية في وادي انطلياس والبلدة, وتسعى الجمعية لإحياء السياحة البيئية في البلدة إيماناً منها بضرورة لفت الأنظار الى جمالية وعراقة هذه البقعة التاريخية من الوطن. المنسق العام للملتقى إيلي يمين حدثنا عن انطلياس بتاريخها وآثارها انطلاقاً من دراسات له حولها.

 

الجذور التاريخية

تقع انطلياس على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط, على مسافة 9 كلم شمالي قلب العاصمة بيروت؛ وهي بقعة تمتد طولاً من الشرق الى الغرب على ضفتي النهر الذي يحمل اسمها. وهذا ما دفع الرحالة هنري لامنس الى القول: "إن موقع انطلياس حسن جداً, لا بد أنه استلفت منذ قديم الزمان أنظار الأهلين فسكنوه وعمروه".
ثمة تفسيرات عدة لإسم انطلياس, والأقرب الى الحقيقة تفسيران: أولهما يربطه بالجذور الفينيقية بينما يرى الثاني أنه يعود الى جذور إغريقية.
يستند التفسير الأول الى وجود معبدين قرب ينابيع الفوار وهما على اسم الإله عنان والإله عليان الفينيقيين. ومن تزاوج الإسمين انطلقت تسمية "انطليان", التي تطورت في ما بعد تحت تأثير "السين" الإغريقية وأصبحت انطلياس.
ويقول التفسير الثاني أن اليونانيين القدامى أقاموا في هذه البقعة من الشرق ثلاثة معابد للشمس: الأول لعبادة شروقها في موقع برّ الياس (وتكتب بالأصل "بارهيليوس" أي شروق الشمس). والمعبد الثاني هو على خط مسار الشمس بين الشروق والغروب في بقعة قب الياس حيث أقيم معبد يرمز لقبة ظهورها وقت الظهيرة.
أما الموقع الثالث, فمخصص لعبادة الشمس عند غروبها, وقد أقامه الإغريق في موقعة انطلياس, وقد ظهرت أعمدة وتيجان خامية, وقبب تشير الى المعبد, وذلك عند حفر أساسات أحد المراكز التجارية قرب ساحة البلدة. ويعود تفسير التسمية الى كلمة انطيليوس (Anthelias ) والتي تعني "إزاء الشمس" أي البقعة القائمة مقابل الشمس عند مغيبها.
المخيلة الشعبية في المنطقة والمتأثرة بالنبي إيليا استنبطت بدورها تفسيراً دينياً لإسم البلدة, يتحدث عن ملاحقة الوثنيين للنبي عبر سهل البقاع بعد هربه من فلسطين. وتقول المرويات الشعبية أن النبي اجتاز بقعتي بر الياس وقب الياس, حيث دخل في صخرة في السلسلة الغربية لجبال لبنان وعبر المغاور الجوفية الممتدة داخل السلسلة الجبلية, قبل أن يصل الى شاطئ المتوسط ويخرج مفجّراً معه الفوار المائي الكبير.
أما الآراء الأخرى فهي كثيرة ومن بينها رأي “سرياني الأصل” يقول بنسبة انطلياس الى الماء بسبب كثرة ينابيعها وعيونها المائية, وآخر “روماني الأصل” يعيد أصل الإسم الى موقع انطلياس واطلالته على مدينة بيروت.

 

الجسر والطاحون

في العام 1812 بنى الأمر بشير الثاني الكبير جسراً للعبور على المجرى الأعلى لنهر انطلياس. وفي العام 1837 حدث سيل كبير, فهدم جسر الإمارة ولم يتم بناؤه مجدداً طيلة ولاية المير. وبعد انتهاء الحكم, أتى حكم القائمقاميتين, فقام أول قائمقام على القائمقامية الشمالية وهو الأمير حيدر اسماعيل أبي اللمع بتشييد الجسر المنهار, وبنى قربه طاحونة عرفت في ما بعد بطاحونة الوادي. واشترط على من يريد استثمار الطاحونة على المدى البعيد, أن يعنى كذلك بصيانة الجسر.

 

جسر المتصرفية

كان المتصرف الثالث رستم باشا الإيطالي الأصل من أهم حكام المتصرفية في جبل لبنان على صعيد العمران والتنظيم, فقد بنى الجسور وشق الطرقات وكان أحد أهم إنجازاته بناء جسرين هما: جسر الباشا في الحازمية, وجسر المتصرفية في انطلياس, في العام 1883. وقد عارضه الأهالي آنذاك بسبب قناعتهم بضرورة عدم تسهيل المواصلات والنقل لكثرة تواجد فرق الانكشارية والمغاربة من الجيش العثماني, والذين كانوا يعيثون فساداً في القرى والبلدات التي يصلون إليها؛ إلا أن جواب المتصرف كان حازماً: "الأمن والأمان من مسؤوليتي, ولا خوف عليهما". وبالفعل فقد كانت لمسات هذا المتصرف مفيدة للبلدة حيث بدأ الأهالي يتكاثرون ويسكنون فيها منذ شيّد جسرها الحيوي.

 

جسر الجمهورية

بعد تطوّر حالة السير في لبنان في العقد الثاني من القرن العشرين على أثر وصول المركبات الآلية, بنت الجمهورية اللبنانية في العام 1927(في عهد الرئيس الأول شارل دباس) جسراً لعبور السيارات على النمط الفرنسي.
وهكذا بات لانطلياس ثلاثة جسور شيّدتها أنظمة مختلفة في أوقات مختلفة, وهي لا تزال موجودة حتى اليوم.

 

مغاور انطلياس الطبيعية

يقع الوادي العالي شرقي الفوار الكبير, وكان قبيل الستينيات موقعاً طبيعياً جميلاً بصخوره الكلسية. وفي أواخر القرن التاسع عشر وصف الكاتب الروسي أغاتا نغيل كريمسكي مناظره الخلابة من صخور وأشجار. وكانت في هذه البقعة العديد من فتحات المغاور والكهوف, التي أزالتها الدفعة الأولى من الكسّارات. وقد كشفت هذه الأخيرة أثناء عملها عن مغاور جوفية تضم استحلابات صخرية من نوازل وصواعد, ربما تضاهي بأهميتها مغارة جعيتا. أما الساقية التي تجري فيها وتحتها, فهي القسم الظاهر من ساقية انطلياس الجوفية التي تمتد في باطن الأرض من الساحل وحتى بقعة فوّار دارا في ترشيش في أعالي صنين.
أشهر مغاور انطلياس مغارة البلاني والتي كانت بيتاً للإنسان القديم, وقد حوت رسوماً جدرانية. وتحدث الرحالة هنري لامنس عن المغارة قائلاً: "إنها راقية الى الطور السابق للتاريخ, وآثار المياه فيها ظاهرة على حضيضها وجدرانها ولما يرى في وسطها من الحصى المصقولة باحتكاك المياه. والمرجح أن قسماً من الصخور في باطن المغارة انخسفت فسدّت مؤخرة الفوهة القديمة التي كانت تسيل منها المياه, وذلك في إعصار قديم جداً, لأن هذه المغارة أصبحت بعدئذ مأوى لأهل لبنان الأولين...".
ويذكر المغارة أيضاً في كتابه "كوكبنا" قبلان سليم مكرزل قائلاً: مدخلها الى الجهة الغربية الجنوبية بالنسبة للشاطئ, في رابية بين ساقيتين وسفحين... لوحة عجيبة الجمال ومن أهالي هذه الرابية تطل صخور مدهشة الأشكال"... لكن هذه المغارة وقعت ضحية الكسارات التي تخرّب الآثار والجمالات الطبيعية.

 

الإنسان الأول

نتيجة مطالعات لكتب تاريخية قديمة, علم الأهالي أنه وعلى أثر الحملة المملوكية الضخمة المعروفة باسم "فتوح كسروان" سنة 1304 والتي استهدف المماليك خلالها إبادة الأقليات الدينية في جبل لبنان, اختبأ الأمراء والمشايخ في مغاور انطلياس بأمتعتهم وتيجانهم وسيوفهم المرصعة وكامل أموالهم ومجوهراتهم. لذلك سعى الأهالي الى الحفر في المغاور لعلهم يعثرون على ما تبقى من الكنوز التي احتوتها.
شاعت في أوساط المنقبين وعلماء الآثار هذه الأخبار, ما حدا ببعثة استقدمها الآباء اليسوعيون وعلى رأسهم الأب جوزيف دوهيرتي الى المجيء الى لبنان في الثلاثينيات وبدء حملة تنقيب في المغاور المذكورة. وفي العام 1938 وقبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية, اكتشفت البعثة وعلى عمق 60 متراً في أرض كسار عقيل, بقايا هيكلين للإنسان الأول.
قامت البعثة بفحص دقيق لأحد الهيكلين بعد نقله الى الولايات المتحدة حيث بقي هناك, فيما أبقي الآخر في لبنان وضاع أثره مع اندلاع الحرب اللبنانية. وقد اثبتت الأبحاث التي أجريت على الهيكل العظمي في العام 1945 أن عمر هذا الإنسان يبلغ نحو 30 ألف عام, وهو من أقدم الآثار الإنسانية الموجودة, ومن نوع "Homo Sapiens Sapiens", سكن وادي انطلياس الزاخر بمغاور وكهوف طبيعية شكلت منزلاً يأويه مع طبيعة خصبة وثروة مائية مهمة جداً.

 

الساحة ومقهى الدولاب

ساحة انطلياس أو ساحة مار الياس, ساحة غير الساحات التقليدية, فهي ساحة النبي إيليا منذ فجر المسيحية, وساحة العاميّات الأربع في القرن التاسع عشر (1806, 1820, 1840, 1842). يقصدونها من الجهات الأربع كملتقى حضاري وديني “للاحتفال بعيد شفيعها على مدى أيام عدة”, وهي أيضاً ملتقى اقتصادي وتراثي شعبي (عيد الليمون, ظاهرة القبضايات في بداية القرن العشرين...).
في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين, توسط الساحة "مقهى الدولاب", حيث تم تركيب دولاب حديدي على قناة المياه التي تجري تحت سطح الساحة. وكان الدولاب يدور على الطاقة المائية وتعلّق به أوان تحمل الماء من مجرى القناة الى مجرى خاص يستفاد منه للخدمة في مجال تبريد المرطبات والفواكه والحمضيات, أما الفائض فيعود الى القناة نفسها.

 

الدير والكنيسة

يعود تاريخ قيام دير مار الياس في البلدة الى زمن المردة “680 م” حيث يرجح أنه كان برجاً بناه هؤلاء لمراقبة الساحل ومدخل المتن. وقد قام الدير الحالي على انقاض البناء القديم الذي دكّت معالمه وجدد بناؤه مرات متتالية. وقد استلمته الرهبنة الأنطونية من البطريركية المارونية في عهد البطريرك بولس عواد في العام 1723, ثم قامت بإدخال تعديلات عديدة عليه في العامين 1893 و1895.
الكنيسة القديمة على اسم مار الياس, شيدت بشكلها الحالي في أواخر القرن التاسع عشر, وتحديداً في العام 1895, وهي كنيسة أثرية تبيّن شكل العمارة الهندسية التي انتشرت في ذلك الوقت.

 

الطواحين

تزخر بلدة انطلياس بالطواحين القديمة, ومنها طاحونة السلطنة التي عرفت بهذا الإسم بسبب امتلاك السلطنة العثمانية لها, وتعيين الأمراء الشهابيين لادارتها من قبلهم كوكلاء, وذلك في العام 1777, وقد عرفت أيضاً باسم طاحونة "البكليك" ("البكليك" صفة الأشياء التي تخص عائلة السلطان).
أما طاحونة الدير فقد كانت تخص الرهبنة الأنطونية وقد ورد اسمها في الوثائق والمخطوطات باسم طاحونة الدير أو طاحونة مار الياس أو طاحونة انطلياس, وقد شيّدت في العام 1780.
في قلب الساحة وعلى كتف النهر الشمالي شيّد الأب اسبيريدون عرموني طاحونة, أخرى في العام 1839 وكان يومها رئيساً للدير (الأب عرموني هو كاتب عامية 1840).
وعلى أملاك الرهبنة الأنطونية وقرب دير مار جرجس عوكر, أقيمت طاحونة النعصة الحديثة في أربعينيات القرن التاسع عشر وتحديداً في العام 1847, وتفسير اسمها هو "الأرض الرطبة حيث يكثر الحشيش".

 

عاميات انطلياس

في القـرن التاسـع عشر, شهد لبـنان ولادة أربع عاميات كان مسرحها ساحة انطلياس وديرها العريق. الأولى كانت موجهة ضد المير بشير في العام 1806, والثانية توجهت إضافة له ضد والي عكا عبدالله باشا في العام 1820, وتبعتها أخرى في لحفد في العام التالي. أما العامية الثالـثة فهي الأشهر بسبب تحوّل موضوعها مسرحية لمنصور الرحباني (صيف 840) وكانت نوعاً من الثورة على حكم المير وضد عزيز مصر وابنه ابراهيم باشا الشهير.
العامية الرابعة كانت الأكبر وضمت مختلف طوائف البلد, وكانت ثورة مسلحة حدثت بعد عامين وطالبت بعودة المير بشير الى الحكم بعد خلعه من قبل الباشوات.

 

الينابيع

تكثر في انطلياس ينابيع المياه وتتجمع أهمها في بقعة واحدة, والينابيع هي:
­ تنور السلطنة: أغزر وأقوى ينابيع الوادي وأكثرها عمقاً. تتجه مياهه شمالاً الى طاحونة السلطنة حيث تعمل على تشغيل دواليبه, ثم تنحدر لتشغيل طاحونة الدير ثم تصل الى مجرى النهر الرئيسي.
­ الفوّار: هو ثاني الينابيع وأشهرها, يتميز بفوهتين فوّارتين, تتجه ثلث مياهه الى القناة الفوقا (قناة الزلقا), أما الباقي من المياه فيوزع على عدد من الطواحين ويروي القسم الشمالي من بساتين انطلياس والنقاش والضبيه.
­ تنور الوادي: هو ثالث الينابيع غزارة, وقد شيدت قناته على قناطر قديمة, وتتوجه مياهه لتشغيل طاحونة الوادي ومن ثم الى النهر حيث أقيم على مجراه سدان بهدف ري الأراضي.
­ نبع المقصبية: يعتبر أصغر ينابيع انطلياس وتنمو في محيطه نباتات القصب والغزاز, وقد استخدمت مياهه للري ولتشغيل طاحونة الوادي.

 

نهر انطلياس

يعتبر نهر انطلياس أصغر الأنهار اللبنانية, ويبلغ طوله نحو 3 كلم, وتغذيه ينابيع عدة في منطقة انطلياس ويتميز بغزارة مياهه التي لا تشح أبداً حتى في فصل الجفاف.
يحيط بالنهر واد يعرف بوادي انطلياس أو وادي الفوار, ويشمل المنطقة الخصبة العليا للمجرى وقد كانت تحوي بيوتاً قديمة وبساتين من أشجار الليمون والموز, حافظت على طابعها القديم, إضافة لبعض الطواحين التي كانت تعمل على الطاقة المائية للنهر وينابيعه, وهي الجزء الوحيد من انطلياس الباقي على أصالته, حيث تتوج المنطقة من الشمال والجنوب التلال الخضراء.
من أشهر بساتين الوادي: بستان يزبك, وعودة الباشا, والجدير ذكره أنه في العام 1910 حرّجت الرهبنة المخلصية أطراف الوادي الخصب والسفوح المطلّة عليه بأغراس الصنوبر التي تكاثرت ونمت وأعادت إليه بعض الإخضرار الذي فقده بمرور الأيام.

 

نضوب وفيضانات

تعرضت مياه النهر لحادثتين نادرتين جداً, روّعتا سكان انطلياس والجوار وأنزلتا الخوف والذعر في قلوبهم: فقد غارت مياه الفوار للمرة الأولى عام 1897 وظلت محجوبة لمدة 48 ساعة, ملأ خلالها الناس الكنائس والطرقات ضراعة وصلوات وتوسلات.. وقد عادت الفرحة الى السكان بعد عودة المياه الى مجاريها. ونضب الفوار ثانية في العام 1932 إلا أنه عاد بعد 32 ساعة ليروي أراضي البلدة. وعلل الناس أسباب الحادثتين الى سقوط بعض الحواجز من حجارة وأتربة أوقفت اندفاع المياه, إلا أن قوتها وغزارتها تغلبتا على السدود.
في المقابل فقد فاض نهر انطلياس خلال القرن العشرين 5 مرات كان آخرها في العام 1984 حين أحدثت أعمال الردم في الكسارات انسداداً في"مغارة الشتوية" بواسطة أطنان من الحجارة والحصى التي تراكمت خلال 6 سنوات, ولما كان شتاء هذا العام قاسياً وماطراً وكثيف الثلوج فقد اندفعت المياه هائجة فاتحة فوهاتها على السطح, ودمّرت كازينو الفوار والبساتين على الجانبين.
منذ فجر الإنسانية, حدثتنا انطلياس عن تاريخها, وبقيت مخلصة ووفية للوطن الذي تنتمي اليه وتنضوي تحت لوائه, إنها مثال واضح لعراقة كانت وستبقى رمز لبنان...


عائلات انطلياس

أبي اللمع, الخازن, طعمه, الشويري, يمين, أبي كرم, مراد, الرحباني, أبو جوده “فرحات”, صافي, أبو حبيب, البتروني, حداد, سلامه, عضيمي, أبو فاضل, مزهر, نهرا, حايك, كسرواني, شمعه, متى, جبور, فرنساوي, دياب, الرموز, الشمالي, الغول, مكرزل, النقاش.


القسم الحرفي لعامية انطلياس 1840 الداعي لتحريره
انه يوم تاريخه قد حضرنا الى ماري الياس انطلياس نحن المذكورة أسماؤنا به بوجه العموم من دروز ونصارى ومتاولة وإسلام المعروفين بجبل لبنان في كافة القرى وقسمنا يمين على مذبح القديس المرقوم بأننا لا نخون ولا نطابق بضرر أحد منا كايناً من يكون القول واحد والدين واحد ونحن جمهور الدروز إذا أحد منا بان ادنا خلل نكون بارين من ديانتنا ومقطوعين من شركة الدروز والخطوط الخمسة وتكون نساؤنا طالقة في السبعة مذاهب ومحرمة علينا في كافة الوجوه وأيضاً يشهد علينا القديس ماري الياس ويكون خصمنا وقد قمنا علينا شيخاً جناب الشيخ فرنسيس بن جناب الشيخ حنا هيكل الخازن من غوسطا ونحن جمهور النصارى الذي يخون منا يكون ماري الياس خصمه ويكون له موته على دين المسيح. حرر في 8 ربيع آخر سنة 1256 الف ومايتين وستة وخمسين صح صح صح. صح انه قد حضروا المدونة أسماؤهم أعلاه قسمو يمين على مذبح القديس ماري الياس بحسبما هو محرر أعلاه حرفياً وللبيان حررنا بيدهم هذه الشهادة تحريراً في 7 ح سنة 1840 مسيحية.
كاتبه القس اسبيريدون عاراموني
خادم مار الياس انطلياس الماروني

 
تصوير: المجند حسن عسيلي

المرجع: انطلياس وأماكنها ­ دراسة في أرضها وأسمائها ­ إيلي رزق الله يمين.