أخبار اقتصادية

باريس 2” دعم دولي ومالي للبنان والمساهمات 4.4 مليارات"
إعداد: تيريز منصور

بعـد سعي وجهـود متواصلـة, حـظي لبنان بفرصة جديدة للخروج من أزمته المالية, فنجح في حصد تعاطف المجتمع الدولي ودعمه لبرنامج الحكومة للإصلاح المالي, في مقابل إلتزامه الجدي والتام تنفـيذ هذا البرنامج تحت مظلة صندوق النقد الدولي.
والفرصة جاءت عبر مؤتمر “باريس 2” الذي انعقد في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك وحضور 18 دولة و8 مؤسسات مالية ممثلة بتسعة رؤساء حكومات أوروبية وعربية ورؤساء صناديق ومؤسسات عربية ودولية. وبنتيجة المؤتمر حصل لبنان على تسهيلات مالية بلغ مجموعها 4 مليارات و420 مليون دولار (المبلغ الذي طلبه لبنان من المؤتمر هو 5 مليارات دولار) منها 3 مليارات و140 مليون دولار تمويلاً مباشراً ومليار و280 مليون دولار على شكل قروض لمشاريع. وكانت المساهمة العربية لافتة اذ بلغت ملياراً و850 مليون دولار تمويلاً مباشراً و650 مليون دولار قروضاً لمشاريع, فيما بلغت المساهمة الدولية ملياراً و290 مليون دولار تمويلاً مباشراً و630 مليـوناً قروضـاً لمشاريع.
 

ولقد خرج المؤتمر بنقاط علمية وعملية تتلخص بالآتي:
­- تأكيد دور صندوق النقد الدولي لجهة المتابعة والإشراف بما شكل تكليفاً غير رسمي للصندوق, وتقديم تقرير دوري عن تقدم العمل, وقد برز ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي عبّـر عن موقف الصندوق المرحـب بالجهود الجارية فـي مجال الإصلاحات الإقتصادية, كما عـبّر عن الأهمية التي يعلقها المشاركون على بقائهم على إطـلاع على تطورات الوضع اللبناني وخصوصاً بواسطة تقارير يعدها الصندوق كل 6 اشهر. علماً أن الرئيس شيراك قـد أشـار في كلمته الـى تجاوز الدول شرط الموافقـة المسبـقة للصندوق على البرنامج قبل المساهمة في الدعم.
­ان الدور الفاعل المرتقب للصندوق يؤدي الى خلاصتين أساسيتين: الأولى رغبة عدد من المشاركين في المساهمة في تمويل لبنان في مواعيد لاحقة في ضوء التقدم الذي يحرزه, وتعميم علاقاته مع الصندوق, وذلك خلافاً للعلاقات الفاترة التي كانت سائدة سابقاً بين لبنان الصندوق, نتيجة التحفظات التي كان يبديها الأخير عن السياسة الإقتصادية والمالية للحكومة. والثانية أن لبنان بات ملزماً تنفيذ برنامجه الإصلاحي والتقيد بالإجراءات التي وعد باتخاذها تمهيداً لحصوله على مساعدات جديدة مرتقبة, وقد قدر حجم هذه المساعدات بنحو مليار دولار إضافية, ولا سيما من إيطاليا التي خفضت حجم مساعداتها حالياً في إنتظـار إقرار برامج الخصخصة, واعدة بالمساهمة فيها.
­- من المرتقـب أن يعـقد إجتماع ثالث أو “باريس ­ 3” على ما كشف الرئيس الفرنسي من أجل وضع تقرير بالتقدم المحرز بما يحث الدول الراغبة في المشاركة على تقديم مساعداتها في ضوء تقارير صندوق النقد.
­- وجّه المؤتمـر رسالة مـن المجتمع الدولـي تؤكـد أن لبـنان ليـس متروكاً بمـفرده, وعـندما يقـوم بعمـل جيد, فـإن الأسـرة الدولية مستعدة للمساعدة.