مستشفيات ميدانية

باقون هنا طالما اقتضت الحاجة
إعداد: ليال صقر الفحل

إيطاليا كانت من بين الدول التي أسرعت لتقديم المساندة للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت. ومن مبادراتها في هذا السياق مستشفى ميداني تمركز في حرم الجامعة اللبنانية في الحدث لمساندة المؤسسات الاستشفائية في بيروت بسبب الانفجار. وقد أعرب القيّمون عليه عن استعدادهم للبقاء في لبنان طالما تقتضي الظروف ذلك.

 

يضمّ المستشفى فريقًا عسكريًا يتألف من ستة أطباء اختصاصيين في مجالات التخدير، والصحة العامة، والعظم، وجراحة الأوعية الدموية، والقلب، بالإضافة إلى سبعة ممرضين ومسعف طبي ميداني وأربعة تقنيين. يتسع المستشفى لـ 34 سريرًا، ويستقبل يوميًا 30 مريضًا، ويضم عيادات وغرفًا لعزل المرضى الذين يعانون أمراضًا معدية، وأخرى لتلقّي العلاج والعناية المركزة والجراحة والتصوير الشعاعي، بالإضافة إلى المختبر الخاص بفحوصات كورونا، وغرفة عمليات ومختبر ومستودع مستلزمات طبية وأدوية على اختلاف أنواعها.

عند الدخول إلى المستشفى، يخضع المريض لاختبار كورونا ثم يغادر. ويعود بعد بضع ساعات، فإذا أتت نتيجة الاختبار إيجابية، يتم الاتصال بوزارة الصحة للتبليغ عن اسمه وبياناته الشخصية، وفي هذه الحالة تتولى الوزارة تبليغه. أما إذا كانت النتيجة سلبية، فيتوجه المريض واضعًا الكمامة والقفازات إلى غرفة التصنيف، حيث يُعرض على طبيب لبناني معيّن من وزارة الصحة، يقيّم حالته الطبية ويحوّله إلى الطبيب الإيطالي المختص.

سرت شائعة مع انطلاق المستشفى الميداني أنّه يقوم بإجراء اختبار كورونا لمن لديهم عوارض، وهو خبر عارٍ من الصحة، عمل الجيش على حل مسألة انتشاره بين اللبنانيين من خلال التنسيق مع وزارة الصحة التي كذّبت الخبر بدورها من خلال بثّها لبيانٍ عبر وسائل الإعلام تنفي بموجبه الخبر الشائع.

 

زيارة قائد الجيش

وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون قد تفقّد المستشفى الميداني حيث استقبله قائد اللفيف التكتي المسؤول عن القوى الإيطالية الجنرال Geovanni Di Blasi في حضور السفيرة الإيطالية في لبنان Nicoletta Bombardiere. وقدّم الجنرال Di Blasi شرحًا مفصلًا عن عمل المستشفى والخدمات التي يقدّمها، وأكد أنّ الطاقم المؤلف من ضباط أطباء اختصاصيين على استعداد لتجديد فترة وجودهم في لبنان، طالما أنّ الظروف التي يواجهها القطاع الصحي صعبة. بدوره، تحدث العماد عون عن أهمية العلاقات التاريخية بين الجانبَين، معربًا عن استعداد الجيش لتقديم أي مساعدة لتسهيل مهمة الفريق الإيطالي في لبنان.

جدير بالذكر في هذا الإطار، أنّ الفريق الإيطالي وصل على مراحل، ساعده خلالها الجيش في عدة أمور عملانية ولوجستية، فهو من نسّق مع إدارة الجامعة اللبنانية لتأمين البقعة المناسبة لتمركز المستشفى، كما أمّن للفريق وسائل اتصال مع حكومة بلادهم من جهة، ومع وزارة الصحة اللبنانية وقيادة الجيش من جهة أخرى، من خلال غرفة عمليات تربطهم مباشرة بالجهة المطلوبة. كما أمّن للفريق الآليات اللازمة لنقل الخيم والحاويات والعتاد والمستلزمات، وشارك عسكريون من الجيش في نقل المستشفى وتركيبه ليصبح جاهزًا لاستقبال المرضى وتلقّي العلاج.

 

العماد عون يتفقّد المستشفى الهولندي

تفقّد العماد عون، المستشفى الميداني الذي قدّمته شركة فيليبس الهولندية والذي تم وضعه في تصرّف الطبابة العسكرية، حيث اطّلع على سير العمل والاجراءات الطبية المتّخذة في هذه المرحلة. وقد أثنى على الجهود التي تبذلها الطبابة العسكرية وسعيها الدائم إلى تطوير الخدمات الطبية في المؤسسة العسكرية.