عبارة

باليقظة لا بالهلع
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

تصنّف المؤسسة العسكرية أعداءها بوضوح لا لبس فيه، ولا مناورة ولا مواربة في الحروف والكلمات: إسرائيل والإرهاب.
الكل يعرف حجم التفاوت بين القدرة العسكرية للجيش الإسرائيلي، وتلك المتوافرة لدى الجيش اللبناني، لكن هذا لم يمنع الجيش اللبناني من الاستبسال في الدفاع عن أرضه، وثروات وطنه، وكرامة بلاده، في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وهناك أكثر من محطة تاريخية تشير إلى ذلك وتُثبته، لا بل تدفع إلى استخلاص العبر والدروس من تفاصيل أحداثه.
الإرهاب هو الآخر يتمتع بقدرات لا حصر لها، فهناك العامل المادي من أموال ومعدات حديثة ووسائل متطورة، وهناك ظروف الهروب من العدالة، والميل إلى تجربة الحلول المتهوّرة وغير المسؤولة، وهناك اعتناق الأفكار الهدّامة، واعتماد التفسير الخاطئ للأديان السّماويّة، كما أن هناك القدرة على التخفّي والغدر، إضافة إلى انعدام المسؤولية، وإلغاء أي حساب للخسائر والضحايا، فالإرهابي قد يتسبب في مصرع قريبه، وفي تشوّه صديقه، وفي دمار بيت أهله. كما أن أهداف الإرهاب، بالنسبة إلى آمريه ومروّجيه ومنفّذيه، منتشرة في أكثر من مكان، ولدى هؤلاء طواعية لافتة في استبدال هدف بهدف آخر، أو بالأحرى استبداله بلا هدف في بعض الأحيان، وتكون النتيجة بالنسبة إليهم إيجابية ومفيدة، طالما أن الأضرار حاصلة، والضحايا مؤكدة.
سلاح الجيش, في المقابل, هو في تماسكه وإيمانه بقضيته، وفي وضوح الهدف وسموّه: تحقيق أمن الوطن والمواطن، والحفاظ على سلامة المؤسسات، وسلاحه كذلك، وضوح رسالته لدى مواطنيه ولدى المجتمع الدولي بأكمله. وكما أن الإرهاب موزّع في زوايا العالم ودهاليزه, فإنّ دعم الجيش للتصدي له, يسهم من دون أدنى شك في خدمة الاستقرار الوطني والاقليمي, من هنا ما يقال في اللقاءات الدولية بأنّ انجازات الجيش اللبناني في هذا المجال، لا تخدم لبنان بمفرده، انما تعود بالفائدة على المنطقة بأسرها.
إنّ مواجهة الإرهاب لا تتم بالهلع والاضطراب وجلد الذات، إنّما بتضافر جهود الجميع على المستويات كافة، وبتعزيز التضامن، وبإبداء المزيد من اليقظة والانتباه، والحساب الصحيح للأمور، كما في الكشف والإضاءة على أخطاره، والوصول إلى مخابئه، ومعرفة أحجام وسائله، والتحضير الجيّد لضربه.