تعاون وصداقة

برادلي: تكامل القوى تقدُّم يبرع فيه الجيش اللبناني
إعداد: إلهام نصر تابت

زار قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية Rear Admiral Frank BRADLEY لبنان، وكانت له جولة في قيادة فوج التدخل الأول في طرابلس، وأخرى في قاعدة حامات الجوية. برادلي الذي وصف عسكريي الجيش اللبناني بالمحترفين، عبّر في حديث خاص إلى مجلة «الجيش» عن الرغبة «في العمل معًا» لتجاوز التحديات، مؤكدًا: «نحن نحافظ على شراكتنا كي نتبادل الخبرة والمعرفة». وإذ تحدّث عن الكفاءة المهنية في الجيش اللبناني، شدّد على التدريبات والبرامج المشتركة التي تنفّذها القوات الجوية والبرية والبحرية، ورأى أنّ «هذا التكامل هو تقدُّم يبرع فيه الجيش اللبناني»، كما أنّ قدرة هذا الجيش «على التكيّف مع الظروف المتغيرة هي مؤشر قوي لوجود قوة فعّالة».

 

يتحدث برادلي بحماسةٍ عن دعم حكومة الولايات المتحدة للجيش اللبناني المستمر منذ سنوات، ويقول: «نعتمد في استراتيجيتنا تشكيل أقوى تحالف ممكن بين قواتنا العسكرية. لا نعلم ما هو التحدي الذي سنواجهه، لكنّنا نعمل من دون شك، وسنواصل العمل معًا لتَجاوُزه. نحن ندرك أنّ قوتنا المشترَكة تكمن في تحالفنا مع الشركاء الإقليميين، مثل الجيش اللبناني. نحن نحافظ على شراكتنا كي نتبادل المعرفة والخبرة، ونستمر في دعم الجيش، الذي نعتبره أفضل وسيلة لحماية الشعب اللبناني وحماية الأمن الإقليمي. لذلك، فإنّ استراتيجيتنا هي بالإجمال استراتيجية التزام وشراكة».

 

محترفون

أتاح التعاون مع الجيش اللبناني في مشاريع ومهمات مختلفة، تكوينَ صورة عن جيشنا وقدرات جنوده الذين يتدربون مع الجنود الأميركيين في لبنان والولايات المتحدة، وهذه الصورة يختصرها برادلي بكلمةٍ واحدة: «محترفون». وهو يضيف: «لقد أُتيحت لي الفرصة لزيارة العماد عون وناقشنا كيفية بروز احتراف الجيش اللبناني ونَخْوَتَهُ في أثناء مساعدة ساكني بيروت عقب انفجار المرفأ في شهر آب الماضي. إنّ تصرّف الجيش اللبناني واستجابته خلال تلك المأساة مثالٌ ممتاز عن التعاون الفاعل بين قواتنا العسكرية. إنّه لشيء رائع أن نرى الجيش اللبناني يواصل العمل بكل فخر وكرامة».

 

تكامل يبرع فيه الجيش اللبناني

تتعاون الولايات المتحدة مع العديد من الجيوش، ويرى برادلي أنّ ما يميز القوات المسلحة اللبنانية ليس اختلافها عن شركاء الولايات المتحدة الآخرين، بل القواسم المشتركة بين الطرفَين. ويوضح: «رغبتهم في الشراكة هي الخيط الذي يجمعنا في نسيج واحد. كما أنّ تلك الكفاءة المهنية التي يحملها الجميع تُفعّل الأداء العملاني داخل الجيش اللبناني. أود أن أقول إنّها السمة المميزة للتقدم الحاصل في الجيش اللبناني من خلال البرامج المشتركة التي تشمل التدريبات الجوية والمناورات البرية والقدرة البحرية. هذا التكامل هو تقدّم يبرع فيه الجيش اللبناني».

 

أمر مثير للإعجاب

ويتطرق برادلي إلى ما حقّقه الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب ومخططاته، فيعتبر أنّ ما حقّقه في الشمال الشرقي وفي جميع أنحاء المنطقة الحدودية «شهادة عظيمة على الالتزام إزاء الشعب والاحتراف العسكري للجيش اللبناني». ويضيف: «ليس بالمهمة السهلة منع داعش من التسلل وارتكاب العنف ضد شعب لبنان الطيب. عندما نتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للولايات المتحدة في ما يتعلق بالشرق الأوسط، فإنّ الشاغل الأساسي هو المساعدة في حماية الحدود، حتى لا يخترقها داعش. لذا فإنّ التزامك ومثابرتك من أجل سلامة بلدك وشعبه أمر مثير للإعجاب».

 

نهج شامل

يواجه الجيش اللبناني العديد من التحديات، بما في ذلك الوضع الاقتصادي الحالي. فكيف تدعم الولايات المتحدة قدرته على تنفيذ مهماته بشكلٍ كامل؟ يقول برادلي في هذا السياق: «في المقام الأول، يتعلق الأمر بالارتباط والتواصل، لنتمكن من فهم تلك الحاجات، بعد ذلك ننقلها بالتراتبية داخل جيشَينا بالتنسيق مع سفارة بلادنا في لبنان. هذا نهج شامل للحكومة وسنواصل المساعدة في إيصال هذه الرسالة إلى جميع الأطراف المعنيين».

 

على الرغم مما يحصل...

لا يعتقد قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى أنّ الوضع السياسي في الولايات المتحدة أو في لبنان قد يؤثّر في استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني. فهو يقول: «أولئك الذين يخدمون في قواتنا المسلّحة، وطنيون عظيمون وخبراء يركّزون على المهمة على الرغم مما يحدث في المشهد السياسي. أعتقد أنّ كفاءة الجيش اللبناني تُظهر بالضبط نوع الاحتراف المطلوب من جيشَينا».

 

مثال على الابتكار

في حديثه عن كفاءة الجيش اللبناني، يرى القائد الأميركي أنّ «المساعدات الإنسانية للإغاثة في حالات الكوارث مهمة بارزة. وعلى الرغم من أنّ ذلك قد لا يكون دائمًا في صلب تدريبنا، إلا أنّه مثال على الابتكار والإبداع عند عناصر الجيش اللبناني وقواته الخاصة (LSOF)». وهو يؤكّد أنّ «القدرة على التكيّف مع الظروف المتغيرة تُعَدّ مؤشـرًا قويًـا علـى وجـود قـوة فعالـة».

في نهاية اللقاء يُعرب برادلي عن تمنياته للبنان، فيقول: «أمنيتي الكبرى هي الازدهار والأمان لشعب لبنان الذي يخدم وطنه. إنّه لشرف كبير أن تلتزم حماية عائلتك ومجتمعك والثقافة اللبنانية الرائعة».

وهو يوجّه كلمة إلى الشعب والجيش في لبنان: «شكرًا جزيلًا على الشراكة وحسن الضيافة. إنّني أتطلع إلى مواصلة تعاوننا وتعزيز علاقتنا في أثناء مواصلتنا هذه المسيرة».